توصلت دراسةٌ جديدة أجرتها جامعة كامبريدج البريطانية إلى أنه يمكن إعطاء النساء الأصحاء اللاتي يحملن جينات مسببة للسرطان أدوية تُستخدَم عادةً لعلاج سرطان الثدي المتقدم كإجراء وقائي، بحسب صحيفة The Telegraph البريطانية، الخميس 28 مارس/آذار 2024.
وتوضح تقديرات مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة أن النساء الحاملات نسخاً معيبة من الجينين BRCA1 وBRCA2، وهو ما ظهر لدى النجمة أنجلينا جولي، معرضات لخطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 70%.
ووفقاً للدراسة، فإن بعض النساء يخترن استئصال الثدي لتقليل المخاطر، وقد خضعت جولي لهذا الإجراء في عام 2013 عندما اكتشفت وهي في السابعة والثلاثين من عمرها، أن لديها جين BRCA1 معيباً.
ووجدت الدراسة الجديدة التي أجرتها جامعة كامبريدج، أن أدوية العلاج المناعي للسرطان يمكن استخدامها أيضاً كإجراءٍ وقائي في المستقبل، مما يوفر بديلاً للجراحة.
وبحسب الدراسة، فقد حلل علماء كامبريدج الجينات لأكثر من 800 ألف خلية مأخوذة من أنسجة الثدي المتبرع بها لـ55 امرأة خضعن لعمليات الثدي المختلفة.
وحددوا أنه لدى النساء السليمات اللواتي لديهن جينات BRCA1 وBRCA2 المعيبة، تكون الخلايا المناعية لا تعمل بشكل صحيح، ومن ثم غير قادرة على التخلص من الخلايا السرطانية.
ويأمل الباحثون أن يسمح هذا الاكتشاف بإعطاء أدوية العلاج المناعي المستخدمة لعلاج السرطان بشكل وقائي لمكافحة جهاز المناعة المنضب.
وهذا يمكن أن يمنع الإصابة بالسرطان لدى النساء المعرضات لخطر كبير، ويقلل أيضاً من الحاجة إلى عمليات استئصال الثدي التي تُعدّ مرهقة عاطفياً.
"العلاج الوقائي"
بدوره، قال كبير مؤلفي الدراسة، البروفيسور وليد خالد، من قسم علم الصيدلة بجامعة كامبريدج: "تشير نتائجنا إلى أن الجهاز المناعي لدى حاملات طفرات BRCA يفشل في قتل خلايا الثدي التالفة، التي بدورها يبدو أنها تجعل هذه الخلايا المناعية في وضع حرج".
خالد أضاف: "توجد بالفعل أدوية يمكنها التغلب على هذه العقبة في وظيفة الخلايا المناعية، ولكن حتى الآن لا تنال الموافقة إلا في مرحلة متأخرة من المرض. لم يفكر أحد حقاً في استخدامها بطريقة وقائية من قبل".
وتابع: "سيقوم فريق البحث الآن باختبار الأدوية على الفئران، ويمكن أن يبدأ الفريق تجربةً سريرية على النساء المصابات بطفرات جين BRCA إذا نجح ذلك".
في السياق، ذكرت صحيفة The Times البريطانية، أن هناك نحو 56 ألف حالة سرطان ثدي كل عام في المملكة المتحدة، و11.500 حالة وفاة. وتُعَد طفرات BRCA هي السبب الكامن وراء ما يتراوح بين 5 و10% من جميع حالات سرطان الثدي.
تحمل كل امرأة نسخةً من جيني BRCA1 وBRCA2، والنسخ الطبيعية تحمي من السرطان عن طريق تصحيح تلف الحمض النووي عندما تنقسم الخلايا؛ حتى لا تتشكل الأورام.