يراهن الطاهي الدنماركي الشهير، راسموس مونك، وفق ما نشرت وكالة فرانس برس يوم الخميس 14 مارس/آذار 2024، على تجربته الجديدة التي ينوي القيام بها في العام المقبل، حيث ينقل مطبخه الراقي إلى مشارف الفضاء، من خلال عزمه إقامة مأدبة فاخرة في الغلاف الجوي لكوكب الأرض.
إقامة مأدبة فاخرة في الغلاف الجوي لكوكب الأرض
في هذا الصدد، قال مطعم "ألكيميست" الحائز نجمتين في دليل ميشلان للمطاعم، والذي يملكه مونك: "ستُسيّر الرحلة الاستكشافية على متن مركبة الفضاء (نبتون) التابعة لشركة (سبيس برسبكتيف)، حيث سيعيد 6 ركاب تعريف فن الطهي من خلال الاستمتاع بوجبة العمر أثناء مراقبة شروق الشمس فوق منحنى كوكبنا".
وتُعد هذه المؤسسة جزءاً من المشهد الدنماركي الجديد في فن الطهو، والذي لم يكن موجوداً قبل عقدين، وبات يلقى ثناءً في جميع أنحاء العالم.
في مقابل 495 ألف دولار، سينطلق السائحون الستة لمدة 6 ساعات في كبسولة فضائية مضغوطة، سترتفع إلى طبقة الستراتوسفير، على علوّ 30 كيلومتراً فوق مستوى سطح البحر، بفضل منطاد "سبايس بالون" (SpaceBalloon) الذي يعمل بالهيدروجين.
وسيكون مونك، البالغ من العمر 32 عاماً، والمولع بالفضاء، جزءاً من تلك الرحلة وثمة محظور أساسي خلال هذه الرحلة، يتمثل في عدم إمكانية طهي الطعام على نار الحطب.
أطباق متنوعة
قال مطعم "ألكيميست" الذي احتل المرتبة الخامسة في دليل "World's Best 50 Restaurants (أفضل 50 مطعماً في العالم) لعام 2023، إنه سيتم إعداد عناصر كثيرة في مطبخ السفينة، التي ستنطلق منها الكبسولة.
ويعد مونك "بأطباق مستوحاة من دور استكشاف الفضاء خلال الستين عاماً الماضية من تاريخ البشرية، والتأثير الذي أحدثه على مجتمعنا – علمياً وفلسفياً". وسيتم تحضير العديد من المكونات على متن السفينة التي تنطلق منها الكبسولة، بحسب موقع Alchemist الذي يحتل المركز الخامس بين مطاعم العالم عام 2023 بحسب دليل أفضل 50 مطعماً في العالم.
في العقود الأخيرة، برزت الدنمارك كقوة تذوق الطعام على الأرض الصلبة، حيث حصل كل من مطعمي نوما وجيرانيوم في كوبنهاغن على لقب أفضل مطعم في العالم.
جدير بالذكر أن الشيف الدنماركي راسموس مونك يتمتع بالمشاركة الاجتماعية كرائد أعمال في مجال الطهي ورئيس الطهاة في مطعم "Alchemist" الحائز على نجمتي ميشلان والنجمة الخضراء، حيث يقوم بتحويل الطعام إلى وسيلة اتصال. بالإضافة إلى مسيرته المهنية، يعتبر مونك متحدثاً يحظى بتقدير كبير في فعاليات تذوق الطعام الدولية ومؤلف بيان "المطبخ الشامل".
شارك راسموس وفق ما نشر موقع "reporter gourmet" في العديد من المسابقات الطلابية للطهاة الشباب. وفي عام 2011، تم اختياره أيضاً للانضمام إلى فريق الطهي الدنماركي للناشئين، تمهيداً لمسيرته المهنية الرائعة.
بحلول عام 2012، كان راسموس بالفعل مساعد طاهٍ في مطبخ مطعم "نورث رود" في لندن، وفي العام التالي، شغل منصب رئيس الطهاة في مطعم "تريتوب" في فندق "مونكيبيرغ" في فيجل، الدنمارك، حيث بقي حتى عام 2015.
عندما كان عمره 24 عاماً فقط، أسس مطعم "Alchemist"، وفق ما نشر موقع "reporter gourmet"، وهو مطعم يقع في وسط كوبنهاغن وحققت المؤسسة نجاحاً ملحوظاً بفضل أطباقها المبتكرة والجريئة للغاية، المليئة بالرسائل المخفية وراء كل قضمة. على سبيل المثال، أدى تقديم طبق رز الخروف الشهير إلى انضمام العديد من الدنماركيين إلى الحملة الوطنية للتبرع بالأعضاء.
في عام 2016، حصل راسموس على لقب مبتكر العام من الدليل الأبيض وعلى الرغم من نجاحه، أغلق مونك مطعمه في عام 2017 لتطوير نسخة أكثر جرأة. بعد عامين، أعيد افتتاح "الكيميائي" في موقعه الجديد، وهو حوض بناء السفن القديم في المنطقة الصناعية السابقة ريفشالوين في كوبنهاغن. أصبح تحقيق رؤية راسموس ممكناً من خلال الشراكة مع المستثمر والمالك المشارك لارس سيير كريستنسن.
تجسد التجربة التي يقدمها "الكيميائي" فلسفة مونك الطهوية، "المطبخ الشمولي"، والتي كتب لها أيضاً بياناً. إنه فن طهي متعدد الطبقات يستمد الإلهام من أشكال مختلفة من التعبير الفني، ويهدف إلى خلق "تجربة حسية غامرة بالكامل وموجهة بشكل درامي"، كما يصفها الشيف.
قائمة طعام المطعم
تتكون القائمة من "انطباعات صالحة للأكل" مصحوبة بأعمال فنية ومنشآت مختلفة، ويحول المطبخ المبتكر والغريب الأطوار الطعام إلى وسيلة لمعالجة القضايا الاجتماعية المعاصرة، وإن الجمع بين الطعام الاستثنائي والتجربة البصرية المحفزة جعل من راسموس واحداً من أكثر الطهاة طموحاً وأكثرهم شهرة في العالم.
بعد سبعة أشهر فقط من افتتاحه، حصل مطعم "Alchemist" على نجمتي ميشلان، تليهما النجمة الخضراء، مما يؤكد مكانته باعتباره مطعماً متميزاً في الطهي. وفي عام 2021، حصل راسموس على لقب أفضل مطعم في الدنمارك للعام الثاني على التوالي، بحسب الدليل الأبيض.