عندما نسافر عبر الجو، نمر جميعنا من عدة مراحل بغرض التفتيش، وكلها تكون عن طريق المسح الإشعاعي، الذي يتم من خلاله مراقبة محتويات حقائب السفر.
لكن القليل منا من يعرف طريقة عمل هذه الآلات التي تجعل أمن المطارات يراقب أمتعتنا، وكل ما يخصنا قبل الصعود إلى الطائرة، من أجل ضمان أمن المسافرين بشكل عام.
إذن، كيف تعمل ماسحات الضوء هذه؟ وكيف تستطيع التحقق من الأشياء الموجودة داخل الحقائب؟ وهل هناك فرق بين الآلات الإشعاعية؟
المسح الإشعاعي وأمن المطارات
للمساعدة في الحفاظ على سلامة المسافرين وأمن المطار، تعتمد المطارات على أنواع مختلفة من معدات الفحص، التي تعمل على مراقبة محتويات الأمتعة المحمولة وغيرها، والتي يتم فحصها بحثاً عن العناصر غير المعتمدة للسفر الجوي.
يمكن لبعض المعدات المستخدمة أثناء عملية الفحص أن تنبعث منها مستويات منخفضة من الإشعاع، وأخرى ذات إشعاع أقوى، خلال عملية المسح الإشعاعي.
كيف يعمل الإشعاع والمسح الأمني في المطارات؟
يقوم مفتشو إدارة أمن النقل في المطارات بفحص الركاب والأغراض الشخصية بحثاً عن العناصر الخطرة مثل الأسلحة والمواد الكيميائية والسوائل التي لا يُسمح بحملها داخل الطائرات.
ويستخدمون معدات الفحص التي تعمل بطريقة المسح الإشعاعي مثل أجهزة الكشف عن المعادن، وأجهزة الموجات المليمترية، وأجهزة الأشعة السينية المتناثرة، وأجهزة الأشعة السينية للخزانة.
تكتشف هذه الأجهزة أيضاً، العناصر التي قد تكون مخفية داخل الملابس، والتي يعمل البعض على محاولة تهريبها.
وفي المقابل، ولكون هذه الأجهزة تحتوي على إشعاعات، فإن لها مجموعة إرشادات للاستخدام من أجل الحفاظ على سلامة المسافرين.
معدات المسح الإشعاعي غير المؤين
تستخدم أجهزة الكشف عن المعادن المجالات المغناطيسية للمساعدة في التعرف على الأجسام المعدنية داخل الامتعة أو الملابس التي يرتديها المسافرون.
يتم إنتاج المجالات المغناطيسية عن طريق تدفق التيار عبر الأسلاك أو الأجهزة الكهربائية، فيما تقوم أجهزة الكشف عن المعادن بإنشاء مجال مغناطيسي باستخدام نبضة قصيرة من التيار الكهربائي.
سوف ينعكس المجال المغناطيسي مرة أخرى إلى الجهاز في حالة وجود أي أجسام معدنية، مثل الساعة أو مشبك الحزام، او مشابك الملابس، أو الدبابيس.
يكتشف الجهاز إشارة الإرجاع ويصدر صوت تنبيه، من أجل تفتيشٍ أكثر، من طرف رجل الأمن المسؤول في المطار.
عادةً تتجاهل أجهزة المسح الإشعاعي هذه الكشف عن المعادن الصغيرة جداً، مثل زر الجينز أو الأقراط الصغيرة جداً، إذ تستخدم بعض المعدات إشعاعات غير مؤينة.
حيث يمتلك الإشعاع غير المؤين طاقة كافية لتحريك الذرات في الجزيء أو جعلها تهتز، ولكنها ليست كافية لإزالة الإلكترونات من الذرات.
في المطارات، تستخدم أجهزة الكشف عن المعادن وأجهزة الموجات المليمترية إشعاعات منخفضة الطاقة وغير مؤينة لإرسال الطاقة عبر الأسطح الممسوحة ضوئياً.
إذ ستظهر الطاقة التي ترتد من السطح الممسوح ضوئياً الأشياء الموجودة، أو يمكنها إنشاء صورة يمكن لعملاء إدارة أمن المواصلات استخدامها لإظهار العناصر التي قد تحتاج إلى مزيد من التحقيق.
كيف تعمل أجهزة الموجات المليمترية؟
تستخدم أجهزة الموجات المليمترية موجات ترددات راديوية غير مؤينة لاكتشاف التهديدات التي يمكن أن تحتوي عليها الأمتعة التي يتم نقلها عبر الطائرة.
إذ تقوم الآلة بإرجاع الموجات من الجسم وإعادتها إلى الآلة، فيما تبعث الماسحات الضوئية ذات الموجات المليمترية طاقة أقل بكثير، من الهاتف الخلوي.
تعد آلات الموجات المليمترية من أهم الأجهزة التي تتوافر ضمن معدات أمن المطارات، لأنه يمكنها إظهار التهديدات الخفية مثل البنادق والسكاكين.
إذا لم تكن هناك أسلحة أو تهديدات محتملة أخرى عند فحص شخص ما، تتحول الشاشة إلى اللون الأخضر وتظهر كلمة "موافق" للشخص المسؤول عن المراقبة.
لكن في حال تم اكتشاف شيء ما، فسوف يظهر على الشاشة مع مخطط عام للجسم لإظهار المكان الذي تمت تخبئته به.
لكن في بعض الحالات ليس كل ما يظهر في الفحص خلال الفحص الإشعاعي هذا عبارة عن تهديد حقيقي، لذلك ستقوم إدارة أمن النقل بإجراء فحص لتأكيد عدم وجود شيء من الممنوعات.
معدات المسح بالإشعاع المؤين
يمتلك الإشعاع المؤين طاقة كبيرة لدرجة أنه يمكنه إخراج الإلكترونات من الذرات، وهي عملية تعرف باسم التأين.
إذ تستخدم المطارات الإشعاعات المؤينة لفحص الركاب والأمتعة بشكل عام، لكن اعتماداً على نوع الآلة، يتم استخدام الإشعاع المؤين لتحديد الأشياء التي قد يخفيها الركاب ولإنشاء صور لما هو موجود في الأمتعة.
تُستخدم الماسحات الضوئية للركاب المرتدة للكشف عن التهديدات مثل الأسلحة أو المتفجرات التي يمكن أن يحملها الشخص تحت ملابسه.
كما تستخدم آلات التشتت الخلفي أشعة سينية منخفضة الطاقة للغاية تنعكس مرة أخرى على الجهاز نفسه.
وبشكل عام، كمية الإشعاع التي تصدر من آلة التشتت الخلفي تساوي كمية الإشعاع الكوني المتلقاة خلال دقيقتين من الرحلة، كما أن خطر الآثار الصحية يكون منخفضاً جغدا.
في حالة أنظمة الأشعة السينية للخزانة المستخدمة لفحص الأمتعة والأشياء المحمولة، فإن الجدران السميكة للخزانة المغلقة والستائر الرصاصية عند نقاط الدخول والخروج للخزائن تمنع الإشعاع من التسرب.
إذ يكون من الضروري أن تستوفي الآلات معايير صارمة بشأن مقدار الإشعاع الذي يمكن أن يتسرب من الخزانة.
فيما يجب كذلك أن تحتوي الآلات على أقفال وأضواء وملصقات تحذيرية للحفاظ على سلامة المسافرين، خلال المرور من المسح الإشعاعي، في حال كان الشخص يعاني من وضع صحي ما، يعيق هذه العملية.