حُل لغز اختفاء سفينة فحم قبل 120 عاماً قبالة سواحل مدينة نيو ساوث ويلز الأسترالية، بعد أن عثرت شركة تجارية تبحث عن البضائع المفقودة، على حطامها في قاع المحيط بالصدفة، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 25 فبراير/شباط 2024.
الصحيفة أوضحت أن سفينة SS Nemesis وطاقمها المكون من 32 فرداً- بينهم أستراليون وبريطانيون وكنديون- قد انطلقت من نيوكاسل وهي محملة بالفحم في 9 يوليو/تموز عام 1904. وكانت السفينة التي يبلغ طولها 73 متراً متجهة إلى ملبورن، لكنها لم تصل إلى وجهتها.
وشوهدت آخر مرة وهي تصارع أمواجاً هائجة قبالة بلدة ولونجونج، جنوب سيدني مباشرة، وكان طاقم سفينة أخرى علقت في العاصفة هم من شاهدوها.
وفي الأسابيع التالية، جرفت الأمواج جثث أفراد الطاقم وأجزاء من عجلة القيادة والأبواب وحطاماً آخر إلى شاطئ كرونولا.
ورغم الضجة الإعلامية والاهتمام العام البالغ بالحادث في ذلك الوقت، لم يُعثر على السفينة.
وفي عام 2022، تعثرت شركة Subsea Professional Marine Services، وهي شركة استشعار عن بعد كانت تبحث عن حاويات بضائع مفقودة قبالة ساحل سيدني، في الحطام بالصدفة. وعُثر عليه على بعد 26 كيلومتراً من الشاطئ، وعلى عمق 160 متراً تحت الماء.
والتقطت منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية (CSIRO)، صوراً للسفينة الغارقة أكدت السمات المميزة لسفينة SS Nemesis عند مقارنتها بصور قديمة ورسومات تخطيطية لها.
وكشف الفحص أيضاً عن الطريقة التي غرقت بها السفينة، إذ يعتقد الباحثون أن محركها تعطل في أثناء العاصفة. وحين ضربتها موجة كبيرة، غرقت بسرعة كبيرة جداً لم تسمح بإنزال قوارب النجاة.
من جهته، قال إد كوربر، المدير العام لشركة Subsea Professional Marine Services، التي لها تاريخ من الاكتشافات بقاع المحيط، إن فريقه واجه العديد من العقبات في بحثه الأولي.
وأضاف كوربر: "كان شرفاً عظيماً أن نكتشف هذا الحطام، وهذا الاكتشاف سيجلب بعض الراحة لعائلات أفراد طاقمها المفقودين".
فيما أشارت وزيرة البيئة والتراث في نيو ساوث ويلز، بيني شارب، إلى أن نحو 40 من الأبناء فقدوا آباءهم في الحطام.
وقالت: "أتمنى أن يمنح هذا الاكتشاف العائلات والأصدقاء المرتبطين بالسفينة والذين لم يعرفوا مصيرها بعض الراحة".