سيتمكن زوار معرض إكسبو الدولي في اليابان العام القادم من قضاء حاجتهم داخل مراحيض تكلّف بناؤها أكثر من مليون جنيه إسترليني (1.26 مليون دولار). مما أثار جدلاً حول تكاليف التحضير المرتفعة، بحسب ما نشرت صحيفة The Guardian البريطانية الخميس 22 فبراير/شباط 2024.
إذ ذكرت وسائل الإعلام اليابانية الأسبوع الجاري أن تكلفة بعض المراحيض التي يجري تشييدها في الموقع بأوساكا، والتي يزيد عددها عن 40 مرحاضاً، ستبلغ 200 مليون ين (1.33 مليون دولار).
حيث سيجري تصميم ثمانية من مراحيض المعرض بواسطة مهندسين معماريين صاعدين، وفقاً لتصريحات الوزيرة المكلفة هاناكو جيمي في الأسبوع الجاري، والتي أشارت إلى أن كل مرفق سيحتوي على أكشاك أكثر من دورات المياه العامة العادية.
يأتي الكشف عن هذه الأنباء بعد وقتٍ وجيز من تصريحات منظمي المعرض حول تأجيل الموعد المستهدف لإتمام الأجنحة الوطنية إلى شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الجاري. وأشار المنظمون إلى أن السبب هو التأخيرات في البناء نتيجة ارتفاع تكاليف المواد ونقص العمالة.
وكان من المقرر أن تصبح أجنحة "النوع أ"، المخصصة لعرض تاريخ وثقافة وتقنية الدول، جاهزةً بحلول شهر يوليو/تموز.
ومن بين 150 دولة ومنطقة مشاركة، خططت نحو 60 دولة لبناء أجنحتها الخاصة، ثم تخلت عن المشروع بعد عجزها عن العثور على شركات بناء يابانية يمكنها إتمام العمل بالتكلفة المناسبة. وحتى نهاية العام الماضي، التزمت نحو 36 دولة فقط ببناء أجنحتها الخاصة، وفقاً لوكالة Kyodo News اليابانية.
وأدى ضعف الحماس إلى زيادة الشكوك في مشروع المعرض، الذي من المتوقع أن يتكلف 235 مليار ين (1.56 مليار دولار) -أي ضعف التقديرات الأولية- بالمشاركة بين الحكومة المركزية والسلطات المحلية في أوساكا والقطاع الخاص.
بينما قاوم المنظمون والساسة الدعوات المطالبة بإلغاء أو تأجيل الحدث في أعقاب زلزال رأس السنة المدمر الذي ضرب شبه جزيرة نوتو.
وهناك مخاوف من أن المعرض، المُزمع عقده من 13 أبريل/نيسان وحتى 13 أكتوبر/تشرين الأول عام 2025 على جزيرة الأحلام الصناعية يوميشيما، قد يرفع تكاليف المواد ويضغط على الموارد البشرية -وكلتاهما من الأمور المطلوبة بشدة في المنطقة التي ضربتها الكارثة على ساحل بحر اليابان.
وليست المراحيض هي المرفق الوحيد الذي أثار الانتقادات داخل الموقع الذي تبلغ مساحته 963 فداناً. إذ ستحيط بالأجنحة والمزارات الأخرى "حلقة" عملاقة تمثل سقفاً دائرياً وتضم ممرات للتمشية، وستصبح -بعد إتمامها- أكبر هيكلٍ خشبي في العالم.
لكن السقف الذي تبلغ تكلفته 24.4 مليار ين (1.62 مليون دولار) سيجري تفكيكه بعد الحدث من أجل البدء في بناء أول كازينو داخل اليابان، والذي من المقرر افتتاحه عام 2030. ودفع ذلك بأحد نواب المعارضة إلى وصف السقف المذكور بأنه "أحد أكبر المشاريع التي تمثل إهداراً للمال في العالم"، بحسب صحيفة Asahi Shimbun اليابانية.