كشفت صحيفة The Telegraph البريطانية، الأحد 18 فبراير/شباط 2024، نقلاً عن مصادر في القصر الملكي أنه لا سبيل لعودة دوق ساسكس، الأمير هاري، لأداء المهام المنوطة بالعائلة الملكية ريثما يتعالج والده الملك تشارلز من إصابته بمرض السرطان، وذلك بعد أن أوردت تقارير في الأيام الماضية أنه أبدى استعداده لتقديم العون.
يشير ذلك إلى أن القصر الملكي لا يزال متمسكاً بقواعد الاتفاق الذي انتهى إليه اجتماع قصر ساندرينغهام في يناير/كانون الثاني 2020، بين الدوق وجدَّته الراحلة (الملكة إليزابيث الثانية) وأبيه (الملك الحالي تشارلز) وأخيه (الأمير وليام)، والذي نص على رفض "المراوحة" في التعامل مع الملكية، فإما انضماماً كاملاً للمهام الملكية وإما انفصالاً كاملاً عنها.
عودة "الدوق" هاري المحتلة
السبت 17 فبراير/شباط 2024، ذكرت تقارير صحفية أن الدوق هاري أعرب عن استعداده لمساعدة العائلة المالكة حتى يستريح والده من الارتباطات العامة وتسنح له فرصة العلاج من السرطان.
فيما زعمت إحدى الصحف أن الدوق أخبر أصدقاءه أنه سيعود إلى المهام الملكية، ونقلت عن أحد المطلعين قوله إن ذلك "عين المنطق" من الناحية العملية.
كما يقول مصدر مقرب من عائلة ساسكس، السبت 17 فبراير/شباط 2024، إنهم يعتقدون أن الدوق سيعود لمساعدة أسرته إذا طُلب منه ذلك.
كان الدوق هاري قد عاد إلى بريطانيا هذا الشهر بعد أن علم بتشخيص إصابة الملك تشارلز بالسرطان، والتقى الأمير والده لمدة 30 دقيقة في قصر كلارنس.
ما زال متمسكاً برأيه
مع ذلك، قالت المصادر لصحيفة "تليغراف" إن مسألة عودة الدوق إلى أداء المهام الملكية لم تُناقش في هذا الاجتماع الذي كانت عقيلة الملك حاضرة فيه، ولم تُجر كذلك أي محادثات رسمية بشأن عودة الدوق.
كما أكَّدت مصادر القصر الملكي أن مرض الملك لن يغير شروط اتفاق قمة ساندرينغهام، التي شهدت المفاوضات المفصلة على انفصال دوق ساسكس وزوجته عن مهام العائلة الملكية. وقال أحد المصادر: "كانت تلك الشروط شديدة الوضوح، ومرض الملك لم يغير ذلك".
مصدر آخر، أكد أن الملكة الراحلة والملك وأمير ويلز اتفقوا على أن النموذج "الهجين" -الذي يلتزم بالمهام الملكية حيناً وينصرف عنها حيناً- ليس مناسباً، و"ما زال الرأي كذلك".
"لا سبيل أمامه"
من جهة أخرى، قالت إنغريد سيوارد، الكاتبة المهتمة بشؤون القصر الملكي ومؤلفة كتاب My Mother and I عن علاقة الملك تشارلز بوالدته الراحلة، إن أي محاولة للدفع بعودة الدوق إلى المهام الملكية في سياق الدعم لوالده ليست إلا مضيعة للوقت، "فالأمير هاري انفصل عن هذه المهام. وليس هناك عودة إليها"، وتساءلت مستنكرة: "ما الذي سيفعله؟!"، "ستكون العودة محض استعراض، ولن تكون عودة جدية، لأنه لن يتولى حقاً المهام التي يتولاها أفراد العائلة الملكية العاملون".
في غضون ذلك، أنهى دوق ودوقة ساسكس الآن رحلتهما التي استغرقت ثلاثة أيام إلى فانكوفر للترويج لدورة ألعاب Invictus التي أنشأها الأمير هاري في عام 2014 لأفراد القوات المسلحة والمصابين والمحاربين القدامى.
يُتوقع أن يعود أفراد العائلة المالكة إلى العمل يوم الأحد 18 فبراير/شباط، ومن المرجح أن يذهب الملك والملكة إلى الكنيسة في ساندرينغهام، وأكد أمير ويلز حضوره حفل "جوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام" (بافتا)، بصفته رئيس الأكاديمية.
بينما يعتزم الملك أداء جميع أعمال الدولة خلال مدة علاجه، واتخاذ بعض الاحتياطات الإضافية لحماية صحته طوال الوقت.