يدور الكثير من الجدل والتكهنات منذ إعلان خبر سرطان الملك تشارلز الثالث، يوم الإثنين 5 فبراير/شباط 2024، إذ تم تشخيص الملك تشارلز الثالث بـ"نوع من السرطان" ولم يحدد قصر باكنغهام الذي أعلن الخبر نوع هذا السرطان. لكن القصر أكد أنه أنه تم تشخيص حالة الملك بعد أن اكتشف الطاقم الطبي "مشكلة منفصلة مثيرة للقلق" أثناء إجراء عملية جراحية لتضخم البروستاتا الحميد.
سرطان الملك تشارلز.. هل يتنحى عن الملكية؟
بيان قصر باكنغهام أكد أن الملك البالغ من العمر 75 عاماً سيتنحى عن واجباته العامة أثناء تلقيه العلاج المنتظم من السرطان الذي بدأه بالفعل يوم الإثنين، لكنه أكد أن الملك تشارلز الثالث سيواصل القيام بالأعمال الحكومية والأوراق الرسمية "كالمعتاد".
القصرعاد وأكد على "تطلع الملك للعودة للخدمة العامة الكاملة في أقرب وقت ممكن". وأضاف القصر أن الملك اختار مشاركة تشخيصه "لمنع التكهنات، وعلى أمل أن يساعد ذلك في فهم الجمهور لجميع المصابين بالسرطان في جميع أنحاء العالم".
ورغم تأكيد البيان الضمني أن سرطان الملك تشارلز الثالث قد يمنعه مؤقتاً من أداء واجباته الملكية وأنه سيعود لمنصبه فور علاجه، ورغم أن السبب لإعلان الإصابة هو منع التكهنات، لكن هذا لم يوقفها بكل تأكيد.
إذ بدأت الصحف البريطانية والعالمية والمتابعون للشأن الملكي في محاولة إجابة هذا السؤال حتى من قبل تشخيص سرطان الملك تشارلز أثناء علاجه من تضخم البروستاتا الحميد.
قبل أيام قليلة من تشخيص سرطان الملك تشارلز الثالث، اقترح كبير الخدم الملكي السابق أن تشارلز يمكن أن يسلم التاج إلى ابنه الأكبر الأمير ويليام، في العقد المقبل. وقال بول بوريل، الذي عمل في عهد الأميرة ديانا لأكثر من 10 سنوات، إن الملك لديه خطة عندما يريد التخلي عن عرشه.
وقال بوريل لصحيفة New York Post الأمريكية: "أعتقد أن هذا سيحدث في هذا البلد. أعتقد أن الملك والملكة منحا هذه الوظيفة لمدة 10 سنوات، وأعتقد أن هذه خطة مدتها 10 سنوات"، مؤكداً: "لا أعتقد أنه سيرغب في الاستمرار في كونه ملكاً عندما يجد ملوك أوروبا المتوجون أن بإمكانهم تسليم السلطة إلى ورثتهم ورؤيتهم يصبحون ملوكاً ويستمتعون بذلك".
وفي مقابلة منفصلة مع صحيفة Daily Mail الشهر الماضي، قال كاتب السيرة الملكية فيل دامبيير إنه يعتقد أيضاً أن تشارلز قد يتطلع إلى التنحي. وقال فيل: "يجب أن يجعلك تتساءل عما إذا كان الملك تشارلز، في غضون خمس أو عشر سنوات، قد يفكر في فعل الشيء نفسه إذا كانت صحته تعاني أو أنه يعتقد فقط أن الوقت مناسب لتوريث ويليام وكيت بينما لا يزالان صغيرين".
مَن يؤدي الواجبات الملكية عن الملك تشارلز الثالث؟
وفقاً لموقع العائلة المالكة ، هناك 10 من كبار أفراد العائلة المالكة العاملين إلى جانب الملك تشارلز، يمكنهم القيام بمهام شخصية للملك أثناء خضوعه للعلاج. وقد أدى الانقطاع المؤقت للملك تشارلز الثالث الذي يبدو أنه سيستمر لبعض الوقت إلى زيادة الواجبات الملكية على ابنه ووريث عرشه الأمير ويليام، وكذلك زوجته الملكة كاميلا.
الملكة كاميلا هي واحدة من العديد من مستشاري الدولة، وهم أفراد من العائلة الملكية الذين يمكنهم أن ينوبوا عن الملك إذا كان غير قادر على العمل، إلى جانب الأمير ويليام، كما أشارت شبكة الراديو البريطانية LBC.
لكن الواجبات الملكية على عاتق الأمير ويليام بشكل خاص أكبر من غيره من أفراد العائلة الملكية، كما أشارت تصريحات متابعين متخصصين لأخبار العائلة الملكية لصحيفة USA Today، وموقع Business Insider الأمريكي.
إذ يرجع ذلك إلى كونه الأول في ترتيب ولاية العرش، وقد تم تدريبه طوال حياته ليكون ملكاً على يد والده الأمير حينها تشارلز، وجدته الملكة إليزابيث الثانية. وتعتبر هذه الفترة بمثابة تدريب عملي للأمير ويليام على المهام الملكية التي سيؤديها عند وصوله للعرش خلفاً لوالده.
كما أنه تولى بالفعل المزيد من المسؤوليات خلال علاج والده من من تضخم البروستاتا الشهر الماضي، وأيضاً بالتزامن مع تأجيل زوجته الأميرة كيت ظهورها في المناسبات الملكية حتى عيد الفصح بسبب تعافيها من إجراء عملية جراحية في البطن. لذلك؛ ومع غياب كل من تشارلز وكيت عن أعين الجمهور، يتوقع الخبراء أن يكون لدى ويليام مسؤوليات إضافية في دوره داخل العائلة الملكية.
يأتي دوق كامبريدج الأمير ويليام على رأس قائمة الورثة والتي تضم بحسب موقع العائلة الملكية على الإنترنت:
1. الأمير ويليام، الابن الأكبر لتشارلز والأميرة الراحلة ديانا. وهو متزوج من كيت، دوقة كامبريدج. ويتبعه أطفالهما الثلاثة في خط الخلافة.
2. الأمير جورج كامبريدج، وُلد في يوليو/تموز 2013.
3. الأميرة شارلوت كامبريدج، وُلدت في مايو/أيار 2015.
4. الأمير لويس، أمير كامبريدج، ولد في أبريل/نيسان 2018.
5. الأمير هاري، الابن الأصغر لتشارلز وديانا. ويتبعه أطفالهما في خط الخلافة.
6. آرتشي ماونتباتن وندسور، وُلد في مايو/أيار 2019.
7. ليليبيت ماونتباتن وندسور، مواليد يونيو/حزيران 2021.
8. الأمير أندرو الابن الأكبر الثاني للملكة إليزابيث الثانية والأمير فيليب.
9. الأميرة بياتريس، الابنة الكبرى لأندرو من زوجته السابقة سارة فيرجسون.
مرض ملوك بريطانيا كان أمراً سرياً
وعلى صعيد آخر سريع؛ يعد إعلان سرطان الملك تشارلز الثالث أمراً ليس جديداً على العائلة الملكية مؤخراً، وتحديداً منذ أفراد العائلة الملكية شخصيات دستورية ولا يتمتعون بسلطة حقيقية. إذ كان يتم حجب إعلان المرض خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى إضعاف سلطتهم، ولكن هذا لم يعد أمراً يحظى بنفس الأهمية ليبقى سرياً كما كان في السابق.
على سبيل المثال؛ لم يتم إخبار الجمهور بأن جد تشارلز، الملك جورج السادس، كان مصاباً بسرطان الرئة قبل وفاته في فبراير/شباط 1952 عن عمر يناهز 56 عاماً.
يذكر أن الملك تشارلز الثالث تُوج رسمياً ملكاً على بريطانيا في مايو/أيار 2023، وبذلك أصبح ملكها الأربعين، خلفاً لوالدته الملكة إليزابيث الثانية التي حكمت البلاد نحو 70 عاماً.
تنحي ملوك أوروبا للأجيال الشابة
يُذكر أن ملكة الدنمارك مارغريت الثانية فاجأت بلادها الشهر الماضي عندما أعلنت ليلة رأس السنة الجديدة أنها ستسلم العرش لابنها الأكبر ولي العهد الأمير فريدريك. وكانت هذه هي المرة الأولى منذ ما يقرب من 900 عام التي يتنحى فيها ملك دنماركي طواعية عن العرش.
ويبدو أن تنازل الملوك كبار السن عن العرش لصالح الأجيال الشابة بطيب خاطر أصبح ممارسة غير مفاجئة مؤخراً، إذ تنازلت ملكة هولندا بياتريكس عن العرش في العام 2013 ليخلفها ابنها الأكبر وليم ألكسندر الذي أصبح أول ملك لهولندا منذ أكثر من 120 عاماً، وذلك على خُطى والدتها الملكة جوليانا وجدتها الملكة فيلهلمينا اللتين تنازلتا عن العرش قبل وفاتهما.
وبعد وقت قصير من تقاعد بياتريكس، تقاعد ملك بلجيكا ألبرت الثاني، وملك إسبانيا خوان كارلوس الأول، وخلفهما أبناؤهما الأكبر سناً أيضاً.
لكن جدير بالذكر أيضاً أن هناك ملوكاً أوروبيين كباراً في العمر لكنهم لم يتخذوا الخطوات نفسها، كما أشار موقع التلفزيون الأمريكي LiveNOW from Fox.
على سبيل المثال، ملك النرويج هارالد الخامس البالغ من العمر 86 عاماً، والذي دخل المستشفى عدة مرات في الأشهر الأخيرة، دون أن يقدم على أو يشير إلى تفكيره في التنازل عن العرش لصالح ابنه ولي العهد الأمير هاكون.
أيضاً هناك ملك السويد كارل السادس عشر غوستاف البالغ من العمر 77 عاماً، والذي احتفل العام الماضي بمرور 50 عاماً على جلوسه على العرش.