منذ بداية الحرب على قطاع غزة من طرف قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد عملية "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر/تشرين الأأول 2023، عرفت مختلف منصات مواقع التواصل الاجتماعي حملات تضامن كبيرة مع القضية الفلسطينية.
إذ قرر عدد من النشطاء ومشاهير "السوشيال ميديا" الأجانب البحث بشكل معمق حول حقيقة الاحتلال الإسرائيلي، ومعرفة كل ما يتعلق بتاريخ الصراع الذي يعود تاريخه إلى ما قبل النكبة سنة 1948، وذلك بسبب المشاهد المبكية والقاسية، التي تُظهر استشهاد الأطفال والمدنيين بشكل يومي، وتعرّض الآلاف لجروح خطيرة، سبَّبت لهم عاهات مستديمة.
وقد أدى هذا البحث حول القضية الفلسطينية إلى إعادة نشر هذه المعلومات من طرف هؤلاء النشطاء الأجانب، المتحدثين باللغة الإنجليزية، من خلال محتوى خاص على منصة "تيك تيك" على وجه الخصوص.
وإلى جانب نشر الحقائق حول الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، كان إيمان الشعب الفلسطيني ويقينه بالله والدين الإسلامي القوي سبباً في سلك البعض طريقاً آخر في البحث.
إذ قرر البعض فهم سبب إيمان الفلسطينيين القوي بالله، وترديدهم جملاً مثل: "الحمد لله" و"أشهد أن لا إله إلا الله"، في خضم مصابهم الجلل، ولجأوا إلى قراءة القرآن الكريم، الذي وجدوا فيه تفسيرات كثيرة كانوا غافلين عنها، وغير مدركين لها من قبل.
وكانت نتيجة كل هذه الأبحاث، التي بدأت مع بداية الحرب على غزة، اعتناق عدد كبير من هؤلاء النشطاء والمشاهير الإسلام، فيما أشار البعض الآخر إلى إيمانه بالله واحترامه للدين الإسلامي، حتى وإن لم يعتنقه، والبقاء على دينه الذي وُلد عليه.
كما اكتسب وسم "#Islam" شعبية كبيرة عبر "تيك توك"، إذ وصل عدد مقاطع الفيديو التي تستخدمه إلى ما يزيد على 35 مليار مشاهدة على مستوى العالم، ومليار مشاهدة في الولايات المتحدة و360 مليوناً في كندا، مع تراوح عمر غالبية المشاهدين بين 18 و24 عاماً.
ماديسون ريفز: الإسلام أعطاني هدفاً في الحياة
من بين الشخصيات الشهيرة التي قررت اعتناق الدين الإسلامي، بعد أحداث الحرب على غزة، نجد الشابة الأمريكية ماديسون ريفز، وهي أم تبلغ من العمر 24 عاماً، واشتهرت بحديثها عن الإسلام عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد أعلنت ماديسون إسلامها، وارتداءها الحجاب، بعد متابعتها لأحداث غزة، والحرب البشعة التي تشنها عليها إسرائيل، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقد أشارت ماديسون، في لقاء خاص، على شكل "بودكاست"، إلى أنها بدأت تتعرف على الدين الإسلامي في البداية من خلال تعرفها على فتاة مسلمة، في أحد تطبيقات تعلّم اللغة.
وبعد متابعتها أحداث غزة، ورصدها قوة إيمان الفلسطينيين، بالرغم من الإبادة الجماعية المرتكبة ضدهم، تعززت لديها الرغبة أكثر في اعتناق الإسلام، وفهمه بشكل كامل.
وقد بدأت الأمريكية ماديسون ريفز بارتداء الحجاب يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول، وأشارت إلى أن ما قامت به عبارة عن خطوة مهمة بالنسبة لها.
وحسب اللقاء الذي قامت به رفقة بودكاست "حوار السبيل"، قالت ماديسون إنها أصبحت ترى نفسها أجمل بالحجاب، وإن الإسلام أعطاها هدفاً في الحياة، ووسيلة للتحسين من نفسها.
وعن القضية الفلسطينية، أكدت أنها لم تكن تعلم ما يحدث حقاً هناك، وأنها كانت ترى، كما هو حال جميع الأمريكيين، أن أمريكا هي بطل العالم، وأنها لا تؤذي أي أحد على الإطلاق، إلا أن الحرب الحالية جعلتها تفهم كثيراً الواقع المعاش، بعد بحث طويل ومعمق، وكانت سبباً في دخولها الإسلام كذلك.
أليكس: لن أعود لنمط الحياة الغربي الاستعماري
أعلنت الناشطة الأمريكية ألكسندرا، المعروفة بشكل أكبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي باسم "أليكس"، إسلامها، بعد أن بدأت في البحث عن الدين الإسلامي، وقراءة القرآن باللغة الإنجليزية.
وألكسندرا، التي كانت تعرف نفسها بأنها يسارية، أعلنت عبر حسابها الخاص على "تيك توك"، أنها اشترت نسخة من القرآن الكريم، لمعرفة سر قوة إيمان أهل غزة رغم فقدان أطفالهم وأسرهم وكل ما يملكون، مشيرةً إلى أنها متاكدة من أن رد فعلها كان سيكون مختلفاً تماماً في حال عاشت الأوضاع نفسها التي يعيشونها.
وبعد أيام من بداية الحرب، حوَّلت أليكس حسابها بشكل كامل لنشر مقاطع فيديو شارحة عن تاريخ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وعن الأحداث الحاصلة حالياً في غزة، بعدما كان حسابها مخصصاً فقط لنشر فيديوهات خاصة عن الأكل والشرب، ومقاطع من تجارب حياتها الخاصة.
وبعد مدة من الحرب، أعلنت ألكسندرا اعتناقها الدين الإسلامي، وارتداء الحجاب، وهو ما عرَّضها للكثير من الانتقادات من طرف أبناء بلدها، الذين قالوا إنها ستعود لحالها السابق مباشرة بعد انتهاء الحرب.
إلا أنها ردَّت على كل هذه الانتقادات عبر "تيك توك"، وقالت: "أي جزء من نمط الحياة الغربي تعتقد أنني سأعود إليه؟ آه، الرأسمالية المتفشية أم الاستعمار؟ لأنني أكره هذين الأمرين".
ميغان رايس واعتناق الإسلام في بث مباشر
تعتبر ميغان رايس أشهر مَن أعلن إسلامه من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بعد أحداث الحرب على غزة، بعد أن تأثرت بصمود أهل غزة، وقوتهم في تحمُّل ما يعيشونه من ظلم وقهر بسبب الاحتلال الإسرائيلي.
إذ كانت ميغان، مع بداية الأحداث، تشارك رأيها بشكل تحليلي حول ما يحصل في غزة من عدوان، محاولة فهم الأسباب التي تدفع إسرائيل إلى أن تكون بهذه الدرجة من الوحشية مع المدنيين.
وقد تطورت أبحاث ميغان في كل مرة تقوم فيها بنشر فيديو جديد عن الأحداث، إذ بدأت تفهم السياق التاريخي الحقيقي للصراع الفلسطيني حول الأرض المحتلة من طرف إسرائيل، والأسباب التي تجعل الفلسطينيين متشبثين بأرضهم بالرغم من الحروب الدائمة، واستشهاد الآلاف منهم بشكل دائم.
ومن أجل فهم معمق، اختارت ميغان قراءة القرآن الكريم، الذي وجدت فيه أجوبة لعدة أسئلة حول الحرب وخارجها، وتبين لها أن دين الإسلام هو دين حق بالفعل، وأنها كانت غافلة عنه لسنوات طوال، إذ نصحت كل من يشاهدها بقراءة القرآن الكريم كذلك.
وقد أطلت ميغان في بث مباشر، لإعلان اعتناقها الإسلام، وهي ترتدي الحجاب، وقد نطقت الشهادتين أمام آلاف المتابعين، وقالت بعد ذلك إنها شعرت بالأمان أكثر.
كما أشارت في أحد المنشورات إلى أنها تهدف من خلال محتواها الجديد إلى مكافحة الإسلاموفوبيا والعنصرية تجاه المسلمين، والنساء المحجبات، وفهم المعنى الكامن وراء تمسك الشعب الفلسطيني بالقرآن وتعاليمه حتى في أصعب الظروف.
نفرتاري مون: اعتناقي الإسلام كان أمراً حتمياً، وغزة السبب
أعلنت الأمريكية نفرتاري مون، وهي فنانة قصص مصورة على الإنترنت ومصممة أزياء، أنها اعتنقت الإسلام بعد تأثرها بالتزام الفلسطينيين وموقفهم ضد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقالت مون، البالغة من العمر 35 عاماً، والتي تعيش في ولاية فلوريدا لوكالة "الأناضول" التركية: "لن أقول إن إسرائيل كان لها أي علاقة باعتناقي الإسلام، لقد كان الشعب الفلسطيني وحده، وشجاعته وإيمانه، السبب الذي جعلني أنظر إلى الدين الإسلامي".
وأضافت أن رغم كل الدمار الحاصل في غزة، مع ذلك ما زال الناس يدعون الله بإيمان كبير، وهو أمر جميل للغاية، مشيرة إلى أن كل هذه المظاهر جعلتها تتساءل حول السبب الذي ساهم في استمرار الناس في التمسك بالله والتمسك بإيمانهم، حتى وإن كانت أخر كلمة لهم.
وقد وصفت نفرتاري الشعب الفلسطيني بأنهم أقوى ناس رأتهم في حياتها، مشيرة إلى أن هذه القوة لا تأتي إلا من سنوات طويلة من المشقة في التعامل مع المحتل، ولكن يرجع السبب كذلك لعلاقتهم بدين الإسلام.
وقالت: "أنت ترى أمهات وآباء وإخوة وأخوات يفقدون عائلاتهم بأكملها بطريقة ما، وما زالوا شاكرين للأشياء الصغيرة التي لديهم، لذلك أنا كذلك مثل عدد كبير من الناس كنت منبهرة بذلك".
وأكدت الفنانة الأمريكية أنها كانت دائماً تحترم الدين الإسلامي، والقرآن الكريم، والمسلمين، وذلك كون زوجها مسلم الديانة، لذلك تشعر بأن اعتناقها الإسلام كان عبارةً عن أمر حتمي، وأن هناك شيئاً ما كان يناديها دائماً إليه، والشعب الفلسطيني كان السبب في ذلك.
جاك ويلدز.. من اليهودية إلى الإسلام
تمكّنت الناشطة الأمريكية جاك ويلدز، التي كانت يهودية الديانة، من أن تكون من بين الأشخاص المتأثرين بفيديوهات ميغان رايس حول الإسلام، والحقيقة حول الحرب في غزة، وهو ما دفعها لاعتناق الإسلام، وارتداء الحجاب كذلك.
وقد أعلنت ويلدز إسلامها عبر حسابها الخاص على إنستغرام، بعد سلسلة من الفيديوهات التي نشرتها عن القضية الفلسطينية، والدين الإسلامي.
وظهرت جاك ويلدز وهي تنطق الشهادتين في أحد التجمعات للمسلمين في أمريكا، مرتديةً غطاء الرأس بطريقة عصرية بعض الشيء، قبل أن تتحول إلى وضعه بالشكل الصحيح، بحسب ما ظهر في فيديوهاتها الأخرى.
وكانت ويلدز قد بدأت بقراءة القرآن الكريم، ومحاولة البحث عن تفاسير حول الآيات التي لم تفهم معناها بشكل كبير، وهو ما جعلها تكتشف مدى عمق الدين الإسلامي، وتعاليمه التي تكرّم المسلم، وتعطيه حقوقه كاملة.
وفي أحد الفيديوهات التي نشرتها على تيك توك، تقدمت جاك بالشكر لميغان رايس لأنها ألهمتها من أجل شراء القرآن الكريم.
كما تقدمت بالشكر الكبير للمسلمين، الذين وصفتهم بأنهم ألطف شعب تعرفت عليه في حياتها، وذلك لأنهم كانوا خير مساعد لها في طريقها لاعتناق الإسلام، من خلال شرح كل ما صعُب عليها فهمُه في القرآن.