منذ انطلاق الحرب الأخيرة على غزة بعد طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول تضامن العديد من النشطاء مع القضية وطالبوا بوقف إطلاق النار على القطاع الذي يتعرض للإبادة الجماعية من قبل إسرائيل.
منذ أزيد من 50 يوماً يواصل الناشط الياباني "هوري توتشي أوكاو" احتجاجه من أجل القطاع المحاصر غزة، معلناً رفضه للإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان هذه المنطقة، فرغم برودة الطقس في اليابان خلال الفترة الحالية يقف الناشط بمفرده حاملاً لافتات احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية والمجازر في غزة.
هوري توتشي.. خمسون يوماً من الاحتجاج
بدأ هوري توتشي احتجاجاته أمام محطة أوساكا النووية في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، خلال الاحتجاج، انضم إليه زوجان ماليزيان، وعلى منصة إكس أكد الناشط الياباني وجودهم وقال: "وقفوا معنا اليوم من أجل وقف إطلاق النار في فلسطين".
نجحت المظاهرة في جذب العديد من الأشخاص أمام المحطة، حيث عبرت عائلة ماليزية شابة عن حزنها إزاء المجازر اليومية. جدير بالذكر أن شاباً يهودياً أمريكياً أكد للناشط أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات لدعم العيش السلمي بين إسرائيل وفلسطين.
استمر الناشط في احتجاجاته، ففي 11 نوفمبر/تشرين الثاني بدأ هوري توتشي في شرح قصة احتلال إسرائيل لفلسطين بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والواقع القاسي الذي يعيشه سكان المنطقة منذ 1948 إلى اليوم، وأكد عبر صفحته الشخصية في منصة X أنه راضٍ عما يقوم به.
وعلى نفس المنصة أكد الناشط الياباني أنه يقوم بدور توعوي حيال القضية الفلسطينية، حيث قام بإعادة نشر فيديو يسلط الضوء على تاريخها. وفي تعليقه على المنشور، قال: "آسف إذا كنت أبالغ، لكن إذا شاهدت هذا الفيديو، ستتمكن من معرفة كيف بدأت القضية الفلسطينية".
انضمامات متتالية لاحتجاجاته اليومية
بعد عدة أيام من انطلاق احتجاجاته بدأ العديد من الأشخاص ينضمون إليه، إذ قال الناشط الياباني هوري توتشي في أحد منشوراته على منصة X: "في طريق العودة من محطة فوكوي تاكاهاما للطاقة النووية، ناشدنا العديد من الأشخاص، بمن فيهم الذين كانوا عائدين من العمل. شكرني أمريكي من أصل فلسطيني على وقوفي. لا بد من وقف إطلاق النار في غزة".
وأضاف هوري توتشي أنه سعيد بانضمام أشخاص آخرين إلى مسيراته، إذ ارتفع العدد إلى خمسة أشخاص، بالإضافة إلى عدد من المواطنين الكولومبيين، وعبر حسابه أكد أن امرأة تعود جذور والديها إلى المملكة المتحدة واليابان أعربت عن سعادتها لوجود مظاهرات تضامن مع فلسطين في المملكة المتحدة، حيث يشارك فيها 100 ألف شخص أسبوعياً.
وعلى الرغم من هذا التضامن الواسع في المملكة المتحدة، أشارت إلى ندرة هذا النوع من التضامن في اليابان.
كما أبدى تكاو فرحته بانضمام طفلين للاحتجاج، فقال: "يقف معي اثنان من الأطفال عادا للتو من اللعب للمشاركة. لقد كانا مهتمين بفلسطين ووقفا معي".
يابانيون دعموا غزة
لم يكن هذا الناشط الياباني الوحيد الذي دعم القضية الفلسطينية، إذ أعلن الشاعر الياباني الشاب شيندو ماتسوشيتا، الذي أصبح شخصية معروفة بالمسيرات الداعمة لقطاع غزة، إضرابه عن الطعام للمطالبة بوقف كامل لإطلاق النار وإنهاء المذبحة في غزة، وفقاً لموقع "ميديا بارت" الفرنسي.
هذا ليس الحدث الوحيد الذي يشهد تفاعلاً في اليابان، إذ لم يكن أوكاو هو أول ناشط ياباني يطلق مبادرات فردية وينظم فعاليات من أجل غزة. منذ بداية الحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، شهدت العاصمة اليابانية مظاهرات ومسيرات حاشدة شارك فيها آلاف الداعمين لفلسطين، حاملين شعارات تطالب بوقف الحرب.
الشاب شيندو ماتسوشيتا، بالإضافة إلى الناشط أوكاو، يعكسان التحرك الشديد للتعبير عن التضامن مع غزة. على الرغم من الظروف الجوية الصعبة، شارك اليابانيون في الاحتجاجات، حيث اجتمعت جماهير غفيرة ومتنوعة الأعراق في ساحة أمام جامعة الأمم المتحدة في طوكيو، معبرين عن استنكارهم للمجازر التي ترتكبها إسرائيل.
تجسد هذه الفعاليات الفردية والمظاهرات الجماعية ردود فعل قوية في اليابان تجاه الأحداث في غزة، وتشير إلى استمرار الدعم والتضامن مع القضية الفلسطينية في هذا البلد.