منذ بدء العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، استهدف القصف المنازل والتجمعات السكانية، وكل المراكز الحيوية في القطاع من مستشفيات وبنى تحتية ومدارس ودور عبادة، وحتى الجامعات، كان أبرزها الجامعة الإسلامية في غزة.
وتعتبر الجامعة الإسلامية واحدة من أكبر الجامعات الفلسطينية، عدا أن لها مكانة متقدمة بين الجامعات العربية.
حيث تعتبر الرابعة فلسطينياً، والسابعة والعشرين على مستوى الجامعات الناطقة باللغة العربية من بين أفضل 200 جامعة عربية شملها التصنيف في الإصدار الجديد لعام 2022م، وفقاً لتصنيف Uni Rank العالمي. وشمل التصنيف (13.865) جامعة وكلية في أكثر من (200) دولة.
في يوم الأربعاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 رصدت عدسة وكالة الأناضول، دماراً واسعاً في الجامعة الإسلامية، وأفاد مراسل الأناضول أن القصف الإسرائيلي أدى إلى دمار واسع في كافة مباني الجامعة.
من جانبها قالت الجامعة الإسلامية، في بيان وصل الأناضول نسخة منه، إنه في "أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تعرضت أجزاء واسعة من مبانيها لأضرار كبيرة وخسائر مادية بالغة إثر القصف الصهيوني الذي تعرض له قطاع غزة".
الجامعة الإسلامية في غزة من 5 أساتذة و25 طالباً لصرح علمي عملاق
أمام كثرة أعداد خريجي الثانوية وقلة حصولهم على فرصة التعليم العالي داخل قطاع غزة. أنُشئت الجامعة الإسلامية بغزة انبثاقاً عن معهد الأزهر الديني.
وقد اتخذت لجنة معهد الأزهر الديني بغزة عام 1977 قراراً بتطوير المعهد إلى جامعة إسلامية تضم بصورة أولية كلية الشريعة والقانون وكلية أصول الدين وقسم اللغة العربية.
بلغ أعضاء هيئة التدريس بالجامعة في العام الجامعي 5 أعضاء، منهم عضو واحد يحمل درجة الدكتوراه، و4 أعضاء من حملة الماجستير، كما استعانت الجامعة بعدد من الحاضرين من حملة درجة الدكتوراه من جامعات الضفة الغربية.
مع افتتاح الجامعة عام 1978م بدأ الطلاب يدرسون في كليتي الشريعة وقسم اللغة العربية (التي أصبحت نواة كلية الآداب)، وبلغ عدد الطلاب الذين التحقوا بالجامعة الإسلامية 25 طالباً وطالبة.
وفي السنوات اللاحقة افتتحت الجامعة كليات عدة مثل أصول الدين والتربية والتجارة والعلوم.
لاحقاً بدأت الجامعة تتوسع بشكل كبير، وفي منتصف الثمانينيات قررت الجامعة افتتاح كلية التمريض، إلا أنها اضطرت لتأجيل ذلك بسبب رفض سلطات الاحتلال، وظلت تلك الكلية حلماً مؤجلاً لأهل غزة حتى افتتاحها عام 1992، كما افتتحت كلية الطب عام 2006.
ومنذ ذلك التاريخ تطورت هيئة التدريس مع زيادة عدد الكليات وتطوُّر وتعدُّد البرامج الأكاديمية، ووصل عدد حملة درجة الدكتوراه والماجستير عام 2007 إلى 339 عضو هيئة تدريس، من حملة درجة الدكتوراه والماجستير، بالإضافة إلى عشرات المعيدين. وتخرج في تلك الجامعة على مدى هذه السنوات أكثر من 22 ألف طالب وطالبة.
تخرج فيها قادة المقاومة.. تاريخ من الاستهداف والتدمير والكذب الإسرائيلي
منذ بداية تأسيس الجامعة لم يكتفِ الاحتلال الإسرائيلي، الذي كان يحتل قطاع غزة، بالتضييق على إدارة الجامعة ومحاولة عرقلة توسعها، ولكن هاجمها فعلياً أكثر من مرة ما بين قصف واقتحام واعتقال طلابها وأساتذتها، وحتى إغلاقها لسنوات عدة.
حتى إن الكثيرين من قيادات حركة المقاومة الإسلامية "حماس" كانوا من ضمن مجلس أمنائها، مثل: الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وزعيمها حتى وفاته، والمهندس إسماعيل أبو شنب. كما تخرجت فيها أسماء كبيرة من قادة حماس، مثل إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد الضيف وعز الدين الشيخ.
تعرضت الجامعة، شأنها شأن الكثير من المرافق الحيوية والتعليمية في غزة، للقصف المتكرر مع كل عدوان إسرائيلي على قطاع غزة. فقد دمرت قوات جيش الاحتلال عام 2008 مبنى المختبرات المركزي في الجامعة، بالإضافة لعدد من المباني بحجة أن المختبرات تستخدم لتصنيع صواريخ لحماس.
وفي عام 2014 قصفت القوات الاسرائيلية مبنى إدارة الجامعة وعدداً من المباني الأخرى، وكانت الحجة هذه المرة أن الجامعة تُستخدم لجمع التبرعات لحماس، وأنها مركز لعمليات الحركة.
وفي الحرب الأخيرة عام 2023 نشر المتحدث باسم قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي تسجيلاً مصوراً لقصف الجامعة الإسلامية في غزة، والتي وصفها بأنها "مركز مهم للقوة السياسية والعسكرية" لحماس.
وقال أدرعي: "فيديو لجيش الدفاع يدمر الجامعة الإسلامية في مدينة غزة، والتي تعمل كمركز تأهيل وتدريب رئيسي لمهندسي حماس"، حسب زعمه.