كشف أحدث أبحاث شركة Salesforce، أن أبناء "الجيل زد" يثقون، بشكل أكبر بأدوات الذكاء الاصطناعي مثل برنامج المحادثة الشهير "تشات جي بي تي" (Chatgpt)، في حين أن أبناء "الجيل إكس"، وجيل "طفرة المواليد" أقل قناعة به، على الرغم من أن بعضهم أبدى اهتمامه باستخدام برامج تعمل بالذكاء الاصطناعي.
يُقصد بـ"الجيل زد" أولئك المولودين بين عامي 1996 و2012، في حين يشمل "الجيل إكس"، المواليد من عام 1965 إلى عام 1980، أما "جيل طفرة المواليد" فيشمل أولئك الذين ولدوا بين عامي عام 1946 إلى عام 1964.
موقع Business Insider الأمريكي ذكر الثلاثاء 3 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أنه بحسب البحث الجديد لـSalesforce، فإن أبناء "الجيل زد" يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل "تشات جي بي تي" من أجل أتمتة وظائفهم وتعزيز إبداعهم.
في حين يشعر أبناء "الجيلين إكس وطفرة المواليد" بشكوك أكبر حيال هذه التقنية التي تشهد تطوراً مستمراً ومتسارعاً.
شركة Salesforce للخدمات السحابية العملاقة استطلعت في شهر أغسطس/آب 2023، آراء 4041 شخصاً تبلغ أعمارهم 18 عاماً فما فوق، داخل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والهند، وأرادت الشركة معرفة طريقة استخدام الناس من مختلف الأعمار للأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي التوليدي.
49 % من المشاركين في الدراسة قالوا إنهم استخدموا الذكاء الاصطناعي التوليدي، ووصف الباحثون هذه المجموعة بأنها مجموعة "شابة ومتفاعلة وواثقة بالمستخدمين الفائقين"، الذين يستخدمون التقنية "بشكلٍ متكرر"، ولديهم قناعة بـ"أنهم في طريقهم لإتقانها".
شكّل أبناء "الجيل زد" نسبة 70% من مستخدمي الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث قال العديد منهم إنهم يرغبون في استخدام التقنية لوضع الميزانيات أو تخطيط المسار الوظيفي.
كذلك أظهر البحث أن أبناء "الجيل زد" ربما يستخدمون "تشات جي بي تي"، لفعل أشياء منها التغلب على قفلة الكاتب (الحالة التي يفقد فيها الكاتب القدرة على الكتابة)، لكن أبناء الجيلين "إكس وطفرة المواليد"، ربما يكونون أقل حماسة لاستخدام هذه التقنية، إذ وُلِد 68% من جميع المشاركين الذين لا يستخدمون هذه الأدوات بين عامي 1946 و1980.
وقال 88% من غير المستخدمين الذين تتجاوز أعمارهم الـ57 عاماً، إنهم لا يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، لأنهم لا يعرفون كيف ستؤثر التقنية على حياتهم، فيما قال آخرون في الفئة العمرية نفسها إنهم ليسوا على دراية بالتقنية، أو لا يظنون أنها ستفيدهم.
من جانبه، ذكر كريس روجرز، مستخدم "تشات جي بي تي" البالغ 57 عاماً، إنه استمع إلى مخاوف مشابهة في دوائره الاجتماعية.
يعمل روجرز مهندس حلول في شركة لتقنية المعلومات بمدينة أوكلاهوما، وقال إنه استخدم بوت دردشة الذكاء الاصطناعي بشكلٍ يومي على مدار الشهرين الماضيين، ويستخدم روجرز "تشات جي بي تي"، خلال عمله لمساعدته في البحث وكتابة المقترحات، كما يستخدمه في حياته الشخصية لطلب أشياء مثل نصائح النظام الغذائي.
بناءً على تجربته المباشرة، يقول روجرز إنه مؤمن بقدرة تقنية الذكاء الاصطناعي على ترك بصمة إيجابية في حياة الأشخاص من عمره نفسه، لكن محاولاته مع أصدقائه -الذين يتجاوز عمر العديد منهم 70 عاماً- لتشجيعهم على استخدام "تشات جي بي تي" تُقابل بالتردد عادةً.
أوضح روجرز في تصريحات لموقع Business Insider، أنهم "يشعرون بأنهم ليس لديهم الوقت لذلك، أو أنهم ليسوا أذكياء بما يكفي لاستخدام هذه التقنية. ولا يرون أحياناً كيف يمكنها أن تفيدهم في حياتهم".
إلا أن "تشات جي بي تي" يستطيع إفادة البالغين الأكبر سناً أيضاً، خاصةً أولئك الذين يشعرون بالوحدة، حيث قال باحث بمعهد شيخوخة السكان بجامعة أكسفورد إن البالغين الأكبر سناً يمكنهم الحديث إلى "تشات جي بي تي"، للحصول على الدعم العاطفي في الأوقات الصعبة، أو مشاركة المعلومات التافهة المتعلقة بمواضيعهم المفضلة.
كذلك بإمكان البرنامج "استكشاف الهوايات الجديدة وذكريات الماضي" التي تتوافق مع اهتماماتهم، كما يستطيع بوت الدردشة مساعدة الناس في الشعور بإحساس ترابط أكبر، ما قد يحسن صحتهم العقلية، بحسب الباحث.
يشير أيضاً بحث شركة Salesforce في الواقع إلى أن غير المستخدمين الأكبر سناً، كانوا منفتحين على فكرة استخدام الذكاء الاصطناعي تحت ظروف بعينها.
في هذا الصدد، قال 70% من غير المستخدمين إنهم يمكن أن يستخدموا أدوات مثل "تشات جي بي تي" بوتيرةٍ أكبر، وذلك إذا كونوا فهماً أفضل للتقنية، بينما قال 46% منهم إن حماستهم لاستخدام التقنية ستزيد لو صارت أكثر أماناً.
في حين قال 45% منهم إنهم سيستخدمون الذكاء الاصطناعي التوليدي بوتيرةٍ أكبر إذا جرى دمجه مع التقنيات التي يستخدمونها بالفعل.
بحسب الموقع الأمريكي، فقد أثبت الذكاء الاصطناعي أنه مفيد لبعض كبار السن بالفعل، حيث صرحت بريسكيلا أوكيسون، التي تبلغ من العمر 77 عاماً وتقطن في نيويورك، لموقع Spectrum News الأمريكي، بأنها تتحدث إلى روبوتها الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي -ElliQ- نحو 12 أو 15 مرةً يومياً.
أوضحت أوكيسون أن الروبوت يساعدها في تخفيف وحدتها والشعور بترابط أكبر مع العالم. كما قالت إحدى النساء في منشور مدونة، إنها علّمت جدها طريقة استخدام "تشات جي بي تي"، وإنه وجد "غايةً جديدة تدفعه للنهوض من السرير" نتيجةً لذلك.