تحقق الشرطة الإسبانية في انتشار صور أُنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي للعشرات من التلميذات تُظهرهن عاريات، وقام مشتبه بهم بنشر تلك الصور في جميع أنحاء مدارس إحدى البلدات الإسبانية، وفق ما ذكرته صحيفة Telegraph البريطانية، الأربعاء 20 سبتمبر/أيلول 2023.
حيث قالت أمهات الفتيات، اللاتي انضممن معاً في مجموعة دعم، إن ما لا يقل عن 30 فتاة من أربع مدارس مختلفة في بلدة "ألمندراليخو" استُهدِفن بالصور المزيفة، وأبلغت بعضهن أيضاً عن محاولات ابتزازهن بطلب المال لإيقاف انتشار الصور.
تتراوح أعمار الضحايا المعروفين حتى الآن من 11 إلى 17 عاماً. وحسبما ورد، حددت الشرطة سبعة من المشتبه بهم المتورطين في إنشاء وتوزيع الصور، المعروفة باسم "التزييف العميق"، والتي تُنشأ باستخدام تطبيقات تعتمد على التعلم الآلي لدمج صور وجوه الضحايا بصورٍ إباحية من الإنترنت.
بدأت الشكاوى بشأن الصور ومقاطع الفيديو في الظهور الأسبوع الماضي، عندما عاد التلاميذ إلى المدارس في البلدة الواقعة بمنطقة إكستريمادورا غرب إسبانيا.
إذ قالت مريم الأديب، والدة إحدى الضحايا، إن ابنتها البالغة من العمر 14 عاماً، عرضت عليها صورة لها وهي عارية على ما يبدو. وأضافت الأديب، التي لجأت إلى حسابها على إنستغرام لتحذير الآخرين من الوضع وحثهم على الإبلاغ عنه: "لو لم أكن أعرف جسم ابنتي، لكنت صدقت أن هذه الصورة لها".
كما قالت في رسالة إلى الجناة: "أنتم لا تدركون الضرر الذي تسببونه. إن استخدام الصور لإنشاء هذه المواد المثيرة للاشمئزاز وتوزيعها يعد جريمة خطيرة للغاية".
فيما يُعاقَب على توزيع المواد الإباحية المتعلقة بالأطفال والجرائم ضد الخصوصية بالسجن لمدة تتراوح بين سنة وخمس سنوات في إسبانيا، ولكن إذا كان الجناة أقل من 18 عاماً، فلن يذهبوا إلى السجن.
بينما قالت فاطمة غوميز، والدة فتاة تبلغ من العمر 12 عاماً، لصحيفة El País الإسبانية، إنها عانت من نوبة قلق عندما سمعت من أم أخرى أن ابنتها قد استُهدِفَت.
عندما سألت ابنتها عما إذا كانت تعرف أي شيء عن صورة عارية، أظهرت لها الفتاة محادثة أجرتها مع صبي على إنستغرام طلب فيها المال. وعندما رفضت، أرسل إليها الصبي صورة عارية لها.
فيما قالت ماريا غوارديولا، عمدة منطقة إكستريمادورا، إن "العنف الرقمي ضد المرأة آفة آخذة في الارتفاع"، ووعدت بحملة تدريب وتوعية لمكافحته.
يتضاعف عدد عمليات التزييف العميق باستخدام الذكاء الاصطناعي على الإنترنت كل ستة أشهر، وفقاً لشركة Sensity AI، وهي شركة أبحاث تتعقب مقاطع الفيديو المزيفة عبر الإنترنت. وفي 95% من الحالات، تكون النية هي إنتاج مواد إباحية دون موافقة، وعادةً ما تستهدف النساء.