كشفت دراسة جديدة أنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لمعرفة معدلات التوتر لدى العاملين في المكاتب بناءً على كيفية استخدامهم للفأرة ولوحة المفاتيح، بحسب صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، الإثنين 10 سبتمبر/أيلول 2023.
ووفق ما توصلت إليه الدراسة، فإن نموذج التعلم الآلي الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي للقياس كان أدق في اكتشاف التوتر لدى الأشخاص من النموذج الذي يتتبع بيانات معدل ضربات القلب.
من جهتها، تقول مارا نايجيلين، طالبة الدكتوراه في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ، وأحد العاملين على الدراسة: "وجدنا أنَّ النماذج التي اعتمدت على بيانات الفأرة ولوحة المفاتيح كان أداؤها أفضل من النماذج التي تحتوي على بيانات القلب".
واستخدمت نايجلين وزملاؤها الباحثون نماذج التعلم الآلي لتحليل البيانات المتعلقة بنشاط الكتابة على لوحة المفاتيح، وحركات الماوس، وبيانات القلب، ومزيج من اثنين أو ثلاثة من هذه العناصر لتحديد أيها أفضل أداءً من حيث قياس الإجهاد.
ووجدوا أنَّ النموذج المُدرَّب للاعتماد على بيانات الماوس ولوحة المفاتيح كان أداؤه أفضل من النموذج الذي استخدم الماوس ولوحة المفاتيح ومعدلات ضربات القلب، كما وجدوا أيضاً أنَّ قياس بيانات القلب كان الأسوأ أداءً بين النماذج القائمة على طريقة واحدة.
نايجلين أضافت أنَّ الاختبار أُجري في بيئة تحاكي بيئة مكتبية؛ لذلك لا تزال النتائج بحاجة إلى تأكيد في سيناريوهات الحياة الواقعية.
وخلال التجربة، نفذ 90 طالباً مهام متعلقة بالعمل، من ضمنها كتابة الأرقام في جدول بيانات، وإجراء الحسابات وإدخال بيانات إدارية ضخمة في قاعدة البيانات من المستندات الممسوحة ضوئياً.
وقُسِّم المشاركون إلى ثلاث مجموعات. نفذت مجموعة المراقبة المهام الموكولة إليها، مثل تخطيط الاجتماعات وتجميع البيانات، دون أي عمل إضافي، بينما تعيّن على المجموعة الثانية الرد في بعض الأحيان على أسئلة المديرين شخصياً في سيناريو يحاكي المقابلة أثناء استكمال المهام الأخرى، أما أعضاء المجموعة الثالثة فتعرضوا للمقاطعة، عند نقاط معينة، بأسئلة إضافية أُرسِلَت على مجموعة دردشة عبر الإنترنت، إضافة إلى تكليفهم بأداء مهام مخصصة لمجموعات أخرى.
وعلى فترات منتظمة خلال التجربة، طُلِب من المشاركين تقييم مستويات التوتر لديهم من خلال استبيان حاسوبي.
وقد اكتشف الباحثون أنَّ العاملين يقومون بحركات أطول وأقل دقة باستخدام الفأرة، إضافة إلى ارتكاب مزيد من الأخطاء في الكتابة، عندما يتعرضون للتوتر. وارتبطت الحركات الأقصر والأكثر مباشرة باستخدام الفأرة بانخفاض مستويات التوتر. ويقول الباحثون إنَّ الدراسة لم تركز على سبب تأثير زيادة مستويات التوتر على المهارات الحركية.
ويعتقد الباحثون أنَّ نظام الكشف عن التوتر الذي يسجل حركات لوحة المفاتيح والماوس قد يكون أداة مساعدة ذاتية مفيدة للموظفين إلى جانب مبادرات أخرى لتحسين الصحة العقلية في مكان العمل. ويضيفون أنَّ مشاركة الموظفين يجب أن تكون اختيارية وتستند إلى موافقة مستنيرة، ويجب على الشركات الالتزام بحماية خصوصية المستخدم.
إلى ذلك، يقول رافائيل ويبل، طالب دكتوراه بالمعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ وأحد الباحثين بالدراسة: "عليك أن تسأل كل موظف يستخدم هذا النظام عمَّا إذا كان يريد مشاركة معلوماته أم لا. ويجب عليك معرفة مستوى تجميع البيانات بحيث لا يمكن التعرف على هوية موظف معين أو مجموعة من الموظفين".
وكشف الباحثون أنهم يحققون الآن فيما إذا كان من الممكن تأكيد نتائج التجربة المعملية من خلال البيانات التي جمعوها من الموظفين الفعليين في شركة التأمين السويسرية التي وافقت على المشاركة في هذا الجهد.