تعرَّضت راكبتان للطرد من على متن إحدى رحلات شركة الخطوط الجوية الكندية؛ بعد رفضهما الجلوس على مقعدين متسخين بالقيء، وفقاً لما نشرته صحيفة The Washington Post الأمريكية، الأربعاء 6 سبتمبر/أيلول 2023.
وكتبت سوزان بنسون، وهي راكبة كانت تجلس في الصف التالي خلف الراكبتين في الرحلة التي جرت في 26 أغسطس/آب، من مدينة لوس أنجلوس الأمريكية إلى مدينة مونتريال الكندية، في منشور على صفحتها في فيسبوك، أنَّ سيدتين ورجلاً كانوا يعانون من أجل الجلوس بسبب "رائحة كريهة".
وقد سمعت بنسون الموقف الذي ضمَّ السيدتين، وقالت إنَّ مضيفي الطائرة والطيارين أخبروا السيدتين بأنَّ شخصاً قد قاء في تلك المنطقة خلال رحلة سابقة، وأنَّ القيء ظل على المقعد طوال الليل.
قالت بنسون إنَّ الطاقم حاول القيام بعملية تنظيف سريعة قبل صعود الركاب، لكنَّه لم يتمكَّن من القيام بعملية غسل شامل، وأضافت أنَّه كانت هنالك بقايا قيء ورائحة كريهة نفاذة بما يكفي لتشمها. وكان طاقم الطائرة قد وضعوا حبيبات القهوة في جيب المقعد ورشوا معطراً لإخفاء الرائحة، لكنَّ بنسون قالت إنَّ الراكبتين "المنزعجتين بوضوح" أشارتا إلى إحدى مضيفات الطائرة بأنَّ المقعد وحزام الأمان ما يزالان مبللين.
طردتا من الطائرة
قالت بنسون إنَّ المضيفة أبلغتهما مراراً أنَّه لا يوجد ما يمكن عمله، لأنَّ الرحلة ممتلئة، وبعد بضع دقائق من الجدال، مُنِحَت الراكبتان بطاطين ومناديل مبللة. وقد حاولتا تنظيف المنطقة بنفسيهما، لكنَّ المنطقة كانت ما تزال مبللة.
وأشارت بنسون إلى أنَّ السيدتين قالتا إنَّهما لا يريدان الجلوس على مقعد مبلل طوال مدة الرحلة البالغة 4 ساعات و25 دقيقة.
لكن حين جلستا، وصل الطيار ليخبر السيدتين بأنَّهما كانتا وقحتين مع مضيفة الطائرة ويجب أن يغادرا الطائرة بمفردهما، وأن يدفعا مقابل رحلتهما الجديدة، "وإلا فسيصطحبهما الأمن إلى خارج الطائرة ويجري وضعهما على قائمة للممنوعين من السفر".
وقالت بنسون إنَّه لم يكن هنالك صراخ، وإنَّ الواقعة كانت مسموعة فقط لمَن كانوا قريبين من الأطراف المنخرطة فيها. وكان الراكب الثالث الموجود في الصف نفسه، والذي قال إنَّه ضابط شرطة، يساعد في ترجمة حديث طاقم الطائرة باللغة الفرنسية، لأنَّ السيدتين لا تتحدثان اللغة.
وصل الأمن في النهاية إلى الممر واصطحب السيدتين إلى خارج الطائرة.
وقالت الخطوط الجوية الكندية في بيان، إنَّه لم يجرِ اتباع إجراءات التشغيل الخاصة بها بشكل صحيح، وإنَّها ما تزال تراجع المسألة داخلياً.
وأضافت الشركة في بيان: "قمنا بالمتابعة مع العميلتين بشكل مباشر، لأنَّ إجراءات التشغيل الخاصة بنا لم تُتَّبَع بشكل صحيح في هذه الحالة. يتضمَّن هذا الاعتذار لهاتين العميلتين، لأنَّه من الواضح أنَّهما لم يحصلا على مستوى الرعاية الذي تستحقانه ولم يتم معالجة مشكلاتهما. ونبقى على تواصل معهما بشأن هذه المسألة".
لم تتحدَّد هُوية الراكبتين، وليس من الواضح ما إذا كانتا قد وُضِعَتا على قائمة الممنوعين من السفر على متن طائرات الشركة أو استرجعتا نقودهما.
ولاحظ الركاب أنَّ شركات الطيران تعاني في ما يتعلَّق بالنظافة في ظل نقص العمالة وإلغاء إجراءات النظافة المرتبطة بالجائحة. وفي وجود عمال نظافة أقل وزيادة الطلب على الطيران، أحياناً لا تجد أطقم الطائرات إلا دقائق للتنظيف بعد نزول الركاب وقبل بدء الرحلة التالية.
فذكرت شبكة CNN الأمريكية أنَّ ركاباً قد وجدوا أرضية مبللة بالدماء في يوليو/تموز الماضي. ووفقاً لصحيفة Atlanta Journal-Constitution المحلية في مدينة أتلانتا الأمريكية، عادت طائرة تابعة لشركة Delta إلى مدينة أتلانتا بسبب "وجود فضلات إسهال بطول الطائرة".
كتبت بنسون منشوراً منفصلاً مساء الإثنين 4 سبتمبر/أيلول، تعلن فيه: "لن أهنأ حتى أعلم أنَّه قد حدث ما هو أكثر من اعتذار".
وقالت إنَّ الأمر لن يؤثر بالضرورة على قرارها السفر عبر الخطوط الجوية الكندية مستقبلاً، لأنَّها تعيش في منطقة بعيدة والشركة واحدة من الخيارات القليلة المتاحة للسفر.