واحدة من بين أقدم الحضارات في العالم التي عاشت في بلدان شمال أفريقيا، والتي لا تزال موجودة إلى اليوم بها، الأمازيغ أو الشعوب الأمازيغية هم السكان الأصليون لشمال أفريقيا، والذين يتواجدون بشكل أكبر في الجزائر والمغرب، ويضمون العلم الأمازيغي خاص بهم
لهذه الحضارة علم موحد خاص بها في جميع الدول التي يعيشون بها، هذا العلم يمثل العديد من لمعاني المشكلة في ثلاثة ألوان وحرف "أزا" الأمازيغي في الوسط.
يحتفل الأمازيغ في 30 أغسطس/آب من كل عام بذكرى تصميم العلم الأمازيغي، كان أول من صممه الجزائري يوسف مذكور أواخر سنة 1969، الذي كان عضواً في الأكاديمية البربرية في فرنسا، سنة 1997 اعتَمد المؤتمر العالمي الأمازيغي في مدينة لاس بالماس الإسبانية هذا العلمَ، بوصفه علماً قومياً للأمازيغ.
حسب موقع "Touring in Morocco" يمثل هذا العلم أحد الأمور غير المرغوب فيها والمكروهة من قبل الأنظمة التي تحكم في شمال أفريقيا، إلا أنه يعكس توافق الشعوب الأمازيغية وعاداتهم وارتباطهم بالأرض.
يضم العلم الأمازيغي ثلاثة ألوان وهي الأزرق والأخضر والأصفر، بالإضافة إلى حرف أمازيغي يتوسط العلم باللون الأحمر، ولكل لون وعلامة معنى خاص عند الأمازيغ.
العلم الأمازيغي.. التشبث بالماء والبحر
حسب المصدر نفسه يوجد اللون الأزرق في أعلى العلم الأمازيغي، ويعبّر عن السماء والبحر، فحسب الأمازيغ تعتبر السماء والبحار أماكن واسعة، وهو ما يعبر عن انفتاح الشعوب الأمازيغية، منذ القدم إلى اليوم تمكنت هذه الشعوب من التأقلم مع التغيّرات الطارئة على المنطقة في مجالات مختلفة.
لا يمكن أن نحصر بداية أو نهاية الفكر الأمازيغي، فهو شيء مستمر، لأن الروح مثل كل الإشارات هي مصدر لا ينضب للفكر.
الشعب الأمازيغي شعب منفتح جداً، ورغم انفتاحهم على عدة حضارات واجهتهم من الفينيقيين والرومان والوندال والبيزنطيين وغيرها، ورغم الأحداث والمعاناة المتوقعة، فإن الشعب الأمازيغي قد حافظ على تماسكه واستمراريته، كما ضمن حماية تراثه.
الأخضر.. اللون الأوسط في العلم
الأخضر لون مرتبط بالطبيعة وخضرة الأودية لأرض شمال أفريقيا، كما أنه رمز لخصوبتها ونشاط الزراعة نتيجة الظروف المناخية المناسبة، هذه هي النقطة الأساسية والهدف الدقيق للغزوات، منذ أن كانت الفتوحات الإسلامية موجهة نحو شمال أفريقيا.
عادة ما يرتبط الأمازيغي بالأرض والزراعة، إذ كانوا يعيشون في المناطق الطبيعية الخصبة المحيطة بالوديان والخيرات المائية، كما لا يزالون إلى اليوم متشبثين بأرضهم، وليس من السهل التخلي عنها، إذ تشكل هذه الحضارة قرابة 75% من سكان المغرب الكبير.
الأرض المنخفضة واللون الأصفر عند الأمازيغ
يعبّر اللون الأصفر عن لون الأرض الصحراوية في شمال أفريقيا، أو الأرض المنخفضة في شمال أفريقيا، كما يعبر اللون الأصفر عن البيوت الأمازيغية المبنية من الطين والممزوجة بالقش الأصفر أيضاً، ما يُكسبها لوناً مائلاً إلى الصفرة.
تعتبر هذه البيوت من أهم الأشكال الهندسية عند الأمازيغ؛ إذ تحافظ على البرودة خلال فصل الصيف فيما تصبح دافئةً خلال فصل الشتاء، ليس هذا فقط، فاللون الأصفر معنى آخر؛ إذ يدل على النور والعسل الموجود بكثرة في هذه المناطق.
تمثل الأرض مصدراً للحياة والغذاء والمسكن المستدام، فالأمازيغ لديهم معادلة المساواة، الأرض تساوي الحياة.
ففي معتقداتهم من يلمس الأرض يمسّ الحياة مباشرة، فقد أكد الأمازيغ ذلك خلال مقاومتهم ضد كل المستعمرين "الفرنسيين والإسبان" بهدف تمزيق الأرض، فإنها هي الحياة، وتستوجب التضحية من الجميع للحفاظ عليها.
الحرف الأمازيغي واللون الأحمر
يتوسط العلم الأمازيغي حرف "أزا"، وتم اختيار هذا الحرف لأنه من أوائل الحروف المكتشفة في النقوش الصخرية في الصخور، حسب علماء الآثار، للأمازيغ حروف أبجدية خاصة بهم، تختلف في الشكل عن اللغة العربية والحروف اللاتينية.
الأمازيغية، وهي اللغة التي تضمن التواصل والاستقبال، ونقل الأفكار بين الشعب الأمازيغي، هي اللغة اليومية لجميع الجهات.
اللون الأحمر هو لون الدم، يعني أخوّة الأمازيغ والتضامن بينهم تجاه الآخر، وفق مبادئ الإنسانية، فاللون الأحمر للدم، واللهب يمثل رموز النار، أما النار المدمرة فهي علامة الغضب. عندما يصاب الشخص بفقر الدم فإنه يفتقر إلى خلايا الدم الحمراء، وبالتالي يشعر بالتعب أكثر.
حسب هؤلاء الشعوب الدم الأمازيغي لا يقبل لا الذل ولا الاستسلام، لأن الأمازيغ أظهروا قوتهم لتحرير أرضهم من المستعمرين الأجانب، وانتزاع حقوقهم في الوجود والهوية والثقافة واللغة، إن الجمع بين شرح مكونات ومحتوى العلم الأمازيغي يساعدنا على فهم الشعب الأمازيغي بسهولة، دون أي غموض أو تضليل.