وافقت جهات التنظيم الأمريكية، الإثنين 21 أغسطس/آب 2023، على أول لقاح للفيروس المخلوي التنفسي RSV للنساء الحوامل حتى يولد أطفالهن بحماية من هذا المرض التنفسي المخيف، حسب ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
ومن المعروف أن الفيروس المخلوي التنفسي يملأ المستشفيات بالأطفال المصابين بصفير الصدر في كل خريف وشتاء، ووافقت إدارة الغذاء والدواء على إعطاء لقاح من إنتاج شركة فايزر للأمهات للوقاية من حالات الإصابة الشديدة بالفيروس المخلوي التنفسي حين يكون الأطفال أكثر عرضة للإصابة به، أي منذ ولادتهم وحتى عمر ستة أشهر.
ويُنتظر أن تصدر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية توصيات باستخدام اللقاح، الذي يحمل اسم أبريسفو Abrysvo، أثناء الحمل، إذ قالت الدكتورة إليزابيث شلوديكر من مستشفى سينسيناتي للأطفال، وهي باحثة في الدراسة الدولية التي أجرتها شركة فايزر عن اللقاح: "تطعيم الأمهات طريقة رائعة لحماية الرضع. ولو بدأ توفيره قريباً، فأظن أننا قد نرى تأثيره على الفيروس المخلوي التنفسي هذا الموسم".
والفيروس المخلوي التنفسي مرض يشبه البرد لمعظم الأشخاص الأصحاء، ولكنه قد يشكل تهديداً على حياة الرضَّع، فهو يلهب المسالك الهوائية الدقيقة لدى الأطفال، وهذا يؤدي إلى إصابتهم بصعوبة في التنفس أو بالتهاب رئوي.
آلاف الأطفال يعانون من الفيروس المخلوي التنفسي
وفي الولايات المتحدة وحدها، يدخل إلى المستشفيات ما بين 58 ألفاً و80 ألف طفل دون سن الخامسة كل عام، ويموت عدة مئات منهم بسبب الفيروس المخلوي التنفسي.
وكان موسم الفيروس المخلوي التنفسي عنيفاً خلال العام الماضي في الولايات المتحدة، وبدأ يصيب الرضع في الصيف، في وقت أبكر بكثير من المعتاد.
ويولد الأطفال بجهاز مناعي غير مكتمل، ويعتمدون في الأشهر القليلة الأولى على الحماية المستمدة من أمهاتهم. وتعطي حقنة واحدة من لقاح الفيروس المخلوي التنفسي في مرحلة متأخرة من الحمل وقتاً كافياً للأم لإنتاج أجسام مضادة لمكافحة الفيروس تمر عبر المشيمة إلى الجنين، وتكون جاهزة للعمل عند الولادة.
وضمت دراسة شركة فايزر قرابة 7400 سيدة حبلى مع أطفالهن، ولم يمنع تطعيم الأمهات الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي الخفيف، لكنه كان فعالاً بنسبة 82% في الوقاية من الإصابات الشديدة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من حياة الأطفال. وفي سن ستة أشهر، استمرت فاعليته بنسبة 69% مع الدرجات الخطيرة من المرض.
وكانت أعراض اللقاح في الغالب الألم والتعب في موقع الحقن. وفي الدراسة، حدث اختلاف طفيف في حالات الولادة المبكرة -مبكرة لبضعة أسابيع فقط- بين الأمهات اللائي تلقين التطعيم ومن تلقين حقنة وهمية، وهو أمر قالت شركة فايزر إنه كان نتيجة للصدفة. وقالت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إنه لتفادي هذا الاحتمال يُفضل إعطاء اللقاح فقط بعد 32 أو 36 أسبوعاً من الحمل، أي بعد أسابيع قليلة من الفترة التي أعطي خلالها اللقاح للأمهات في التجربة السريرية.
وتتوقع فايزر أنه في حال تطعيم عدد كافٍ من النساء الحوامل، فستتمكن الولايات المتحدة من منع دخول حوالي 20 ألف طفل إلى المستشفيات سنوياً و320 ألف زيارة للطبيب.
والخيار الآخر الوحيد لحماية الأطفال من الفيروس المخلوي التنفسي هو إعطاؤهم أجساماً مضادة مصنوعة في المختبر. ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مؤخراً على دواء جديد، موصى به لجميع الرضع الذين تقل أعمارهم عن ثمانية أشهر قبل بداية موسمهم الأول من الفيروس المخلوي التنفسي. ومن المتوقع أن يُتاح عقار بيفورتوس Beyfortus، وهو من إنتاج من شركتي سانوفي Sanofi وأسترازينيكا AstraZeneca، هذا الخريف.
وقالت الدكتورة إليزابيث، خبيرة الأمراض المعدية لدى الأطفال في سينسيناتي، إن دواء الأجسام المضادة الجديد ولقاح الأمهات كانا منتظرين بفارغ الصبر، وتوقعت أن يحاول الأطباء الجمع بينهما لتوفير أفضل حماية للأطفال حسب أعمارهم وعرضتهم لخطر الإصابة خلال موسم الفيروس المخلوي التنفسي.