في خليج هادئ في البحر الكاريبي، قبالة سواحل كولومبيا، تُعرف جزيرة صغيرة بأنها أكثر الجزر ازدحاماً في العالم، فعلى الرغم من أنها تقع في منطقة أرخبيل غير المأهول عادة بالسكان؛ حيث تُعد أشجار المانغروف والشعاب المرجانية المحمية موطناً للطيور الملونة والسلاحف البحرية، غير أنّ جزيرة سانتا كروز ديل إسلوت تُعدّ أكثر الجزر ازدحاماً على وجه الأرض، إذ يعيش على الجزيرة، التي تبلغ مساحتها أقل من مساحة ملعبي كرة قدم حوالي ألفي شخص، وهذا ما يجعل الجزيرة من بين أعلى المناطق كثافة سكانية في العالم، إذ تبلغ كثافة الجزيرة 4 أضعاف كثافة جزيرة مانهاتن في مدينة نيويورك الأمريكية.
سانتا كروز ديل إسلوت اكتُشفت قبل 150 سنة، والبعوض سبب تعميرها!
وفقاً لـ my best place، فإنّ تاريخ اكتشاف جزيرة سانتا كروز ديل إسلوت يعود إلى أكثر من 150 عاماً، عندما رست قوارب مجموعة من الصيادين الذين كانوا يبحثون عن مياه جديدة يرمون فيها شباكهم بالجزيرة المعزولة، فقرروا قضاء الليل بها واستئناف البحث بعد طلوع الشمس.
في الصباح، فوجئ الصيادون بأنّ البعوض لم يلسعهم وهم نائمون، وهو أمر نادر في المنطقة، فقرروا البقاء في الجزيرة.
وعلى مر السنين، تضاعف عدد سكان الجزيرة، ولم يغادر معظم عائلات الصيادين الجزيرة، مستشهدين بروح المجتمع وأسلوب الحياة المريح، فقد كان الجميع يعيش في مكانٍ ضيّق كأنهم في منزلٍ واحد.
حالياً يقطن هذه الجزيرة، التي يبلغ حجمها حجم ملعبي كرة القدم، نحو ألف و200 شخص، وفقاً لبعض التقديرات، ويصل سكانها في بعض الأحيان إلى ألفي شخص، وفقاً لـ CNN.
أُطلق على الجزيرة اسم "سانتا كروز ديل إسلوت" على اسم الصليب الأبيض، وذلك بعد أن بدأت الجزيرة في التطور وصارت تحتوي على كنيسة ومدرسة ومتاجر ومطعم واحد في شوارعها المتعرجة والأزقة الضيقة، أما اللغة المعتمدة في الجزيرة فكانت اللغة الإسبانية.
لا شرطة ولا جرائم، ويدخلها السياح بدولار واحد
بحسب موقع world expeditions، لا وجود للشرطة في جزيرة سانتا كروز ديل إسلوت، كونها إحدى أكثر المناطق في العالم التي لا تشهد جرائم، أو مخالفات تستوجب وجود الشرطة، ففي هذه الجزيرة الصغيرة الكولومبية، جميع السكان يعرفون بعضهم البعض ويسألون عن بعضهم.
كما أنّه لا أحد في الجزيرة يغلق باب منزله، ولم يتم الإبلاغ عن أي جريمة على الإطلاق، إضافةً إلى ذلك، هناك سببٌ آخر يجعل الجزيرة خالية من الشرطة، وهي أنها خالية من ضوضاء حركة المرور والمركبات، إذ توجد 4 شوارع رئيسية على الجزيرة، ليس أي منها واسعاً بما يكفي للسيارات أو الشاحنات، وبما أن المسافات قصيرة فإن الناس يمشون – أو يستقلون القوارب – للتجول.
رغم ذلك، لا تُعد هذه الجزيرة الفريدة ملاذاً تقليدياً للعطلات، إذ لا يوجد مكان يمكن للزوار البقاء فيه، وغالباً ما يقضي السياح الليلة في فندق "بونتا فارو" في جزيرة "موكورا" المجاورة، ثم يزورون سانتا كروز ديل إيسلوت لبضع ساعات مقابل دولارٍ واحدٍ.
أغلب سكانها أطفال، ولا وجود لمراحيض ولا مياه صرف في الجزيرة!
وفقاً لموقع insider، ميزة أخرى تجعل جزيرة سانتا كروز ديل إيسلوت فريدة في هذا العالم، وهو أنّ الجزيرة تضم مجموعة سكانية أصغر سناً في العالم، إذ إنّ حوالي 65٪ من السكان الدائمين للجزيرة تقل أعمارهم عن 18 عاماً، مما أدى إلى تسميتها بجزيرة الأطفال.
توجد مدرسة واحدة في سانتا كروز ديل إسلوت تنتهي الدراسة بها في الصف العاشر، أمّا الطلاب الذين يرغبون في متابعة تعليمهم فعليهم مغادرة الجزيرة، للدراسة في مكانٍ آخر.
وعلى الرغم من حجمها المتواضع، فإن Santa Cruz del Islote ليست مناسبة للعيش، إذ لا يوجد في الجزيرة مراحيض أو مياه صرف صحي، كما لا تحتوي الجزيرة على أكلٍ باستثناء ما يتمّ صيده من محيطها، فالأكل كله يأتي من الجزر المجاورة، أما المال داخل الجزيرة فلا يمكنه شراء شيءٍ سوى مياه الشرب، التي تجمع من مياه الأمطار أو تقوم البحرية الكولومبية بجلبها إلى الجزيرة كلّ 3 أسابيع.
يتم توفير الكهرباء داخل الجزيرة بواسطة مولد يعمل لمدة 5 ساعات فقط في اليوم، وقامت الحكومة بتركيب الألواح الشمسية في الجزيرة في عام 2015. وحتى الآن لا توجد مقبرة بالجزيرة، بحيث يتم دفن الموتى في الجزر المجاورة.