ما أسباب الأحلام المتعلقة بالعمل، وكيف تتخلص منها؟

إذا كنت تحلم بأنك تنجز مهاماً في العمل، أو تحلم بنقاشات أو مشاجرات مع مديرك أو زملائك، فلست وحدك على الإطلاق، إذ أوضحت الدراسات أن الأحلام المتعلقة بالعمل شائعة للغاية، لكن ما أسبابها، وكيف يمكن التخلص منها؟ 

الأحلام المتعلقة بالعمل 

 أكدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من القلق أو التوتر في حياتهم اليومية هم أكثر عرضة لرؤية أشياء متعلقة بالعمل في أحلامهم. 

ووجدت أيضاً أنه كلما تعرضت للإجهاد بشكل أكبر، زادت أحلامك بشكل عام. لم يقتصر الأمر على أن الأشخاص الذين كانوا أكثر توتراً شاهدوا أحلامًا مرتبطة بالعمل بشكل أكبر فحسب، بل كانوا أيضاً أكثر عرضة لتفسير هذه الأحلام بشكل سلبي.

وقد وجدت هذه الدراسة أن الهدف من هذه الأحلام هو مساعدة الناس على معالجة التجارب، السلبية منها والإيجابية، التي يمرون بها بشكل منتظم.

حتى أن فرويد افترض أن هذه الأحلام من المحتمل أن تكون طريقة العقل في التعامل مع الأشياء التي يريد حقًا تجنبها (بسبب الإجهاد والانزعاج العام) خلال ساعات اليقظة من اليوم. 

نظرية تقرير المصير

قام اثنان من الباحثين النفسيين بتحديد الاحتياجات النفسية الأساسية التي نشعر بالرضا والنجاح إذا كانت موجودة في حياتنا، والتي تؤثر على صحتنا النفسية من ناحية ومن المرجح أن تنعكس في أحلامنا من ناحية أخرى وهي كالتالي:

• الكفاءة: تشير إلى حاجة الشخص إلى الشعور بالفعالية والقدرة. هذا مهم بشكل خاص فيما يتعلق بالعمل، خاصة إذا كنت تبدأ وظيفة جديدة أو تحاول إثبات جدارتك بعد الحصول على ترقية.
• الاستقلالية: يريد الجميع الشعور بالحرية والقدرة على الاختيار، خاصة في مكان العمل.
• الارتباط: يشير إلى قدرة الأشخاص على الشعور بأنهم ينسجمون ويتواصلون مع المجتمع من حولهم. 

ترتبط هذه الاحتياجات بشكل خاص بالأحلام المتعلقة بالعمل لأن العمل بيئة مختلفة تماماً عن الحياة اليومية، ولكنها لا تزال بيئة من الضروري فيها تنمية الرضا. فكل شخص يريد أن يشعر بأنه مهم بالنسبة لزملائه في العمل، وأن ينظر إليه على أنه شخص ذو كفاءة، وأنه يتمتع بالاستقلالية. لذلك من الطبيعي أن تنعكس هذه الاحتياجات الأساسية الثلاثة في أحلامنا كذلك. 

ماذا يمكن أن تعني الأحلام المتعلقة بالعمل

تعتبر العديد من الأحلام المزعجة النموذجية عالمية إلى حد ما، بمعنى أن كثيرين يحلمون بها حول العالم على اختلاف ظروفهم ونمط حياتهم .وتشمل هذه الأحلام أحلام السقوط على سبيل المثال، أو الوقوع في النار، أو السباحة، أو المطاردة، أو التعري، أو ارتداء ملابس غير لائقة في الأماكن العامة. 

لا تعكس هذه الأحلام فقط مشاعر العجز أو عدم اليقين بل تعكس أيضاً الرغبة في تلبية الاحتياجات النفسية الأساسية.

• إذا كانت لديك أحلام حول الوقوع في حيرة عند النظر إلى جداول البيانات أو قائمة المهام الخاصة بك، ففكر في مدى شعورك بالتنظيم عندما تكون في المكتب. بعد ذلك، ضع في اعتبارك ما إذا كان هناك أي شيء يمكنك القيام به لتحسين هذا الموقف .
• إذا كانت لديك أحلام بأنك محاصر أو عالق، فقد لا تشعر أنك تتمتع بأي استقلالية في يوم عملك. فكر في سبب ذلك واكتشف ما إذا كانت هناك مشاريع يمكنك القيام بها والتي ستجعلك تشعر بمزيد من الإنجاز في هذا المجال.
• إذا كنت تراودك أحلاماً بشأن أحداث اجتماعية محرجة، فقد لا تشعر بالقبول من قبل زملائك في العمل. هذا مهم بشكل خاص للأشخاص الذين بدأوا مؤخرًا وظيفة جديدة أو أولئك الذين حصلوا مؤخراً على ترقية أو مروا بتغيير مهم في العمل. ضع في اعتبارك بعض الأشياء الصغيرة التي يمكنك القيام بها لدمج نفسك في مجتمع عملك بشكل أفضل.

كيف تسترخي قبل النوم

يمكن أن يكون أخذ الوقت للاسترخاء بشكل صحيح قبل النوم عاملاً مهماً ضرورياً للحصول على قسط جيد من الراحة في الليل والتخلص من الأحلام المزعجة، ويمكن أن تتبع ما يلي في هذه الحالة: 

• التأمل: لقد ثبت أن اليقظة الذهنية تقلل من القلق في الأحلام، كما أنها تساعد الناس على الشعور بمزيد من الرضا فيما يتعلق بالاحتياجات النفسية كالكفاءة والاستقلالية. لذا فكر في التأمل قبل النوم لتصفية ذهنك.
• كتابة اليوميات: يمكن أن يساعدك تدوين مخاوفك في تنظيم أفكارك بحيث لا تقمعها. يمكن لذلك أيضاً مساعدتك على فهم الأشياء التي حدثت بشكل أفضل. شكل آخر من أشكال كتابة اليوميات يُعرف باسم "تفريغ القلق" أو "تفريغ الدماغ" يمكن أن يكون مفيداً إذا كان لديك أفكار متسارعة أو توتر أو قلق قبل النوم. اكتب قائمة بأفكارك المقلقة دون معالجتها. الهدف هو فقط إخراج هذه الأفكار للمساعدة في تصفية ذهنك للنوم.
• الحد من التعرض للضوء الأزرق: نعني بالضوء الأزرق الضوء الذي يأتي من جميع أجهزتك الإلكترونية، ويمكن أن يخدع عقلك ليعتقد أنه لا يزال وقت الاستيقاظ والتنبيه.  بدلاً من التحديق في شاشة هاتفك، فكر في كتابة يومياتك أو قراءتها. تأكد من القيام بذلك قبل 45 دقيقة على الأقل من النوم.

عادات من أجل نوم أفضل

الحقيقة هي أن أحلامك المستمرة في العمل قد لا تكون نتيجة لأي شيء واضح للغاية. بشكل عام ، الصحة العامة تساوي جودة نوم أعلى. إليك بعض الأشياء الأخرى التي يمكن أن تساعدك في الحصول على ليلة نوم هانئة تستحقها.

• التمرين: لا تساعد التمارين الرياضية في الحد من قلقك العام فحسب ، بل ثبت أيضًا أنها تزيد من إجمالي وقت النوم لدى الأفراد الأصحاء. 
• تناول طعاماً صحياً: قد يبدو هذا وكأنه نصيحة تحصل عليها كل يوم، لكنه قد يؤثر في الواقع على جودة نومك . تأكد من تجنب الأطعمة الحمضية أو السكرية بالقرب من موعد نومك.
• العلاج: على وجه الخصوص، تمت دراسة العلاج بالتدريبات التخيلية لمساعدة الأشخاص الذين تعيق أحلامهم المزمنه نومهم.  إذ يقوم الناس بإعادة سرد أحلامهم وهم مستيقظين، وخلال هذه الفترة يمكنهم العمل على تغيير السرد إلى شيء أكثر إيجابية. يمكن أيضاً أن يكون العلاج السلوكي المعرفي طريقة رائعة لتحديد سبب وجود هذه الأحلام وما إذا كانت مرتبطة بأي شيء من ماضيك.