دعا سال خان، مؤسس موقع تعليمي شهير على شبكة الإنترنت، إلى ضرورة أن تتبنى المدارس تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بدلاً من التخويف منها، قائلاً إن أجهزة الكشف عن "السرقة الأدبية" لن تنجح في رصد الغش بمساعدة الذكاء الاصطناعي، مبدياً وجهة نظره في كيفية الاستفادة من هذه التقنية لكل من المعلمين والطلاب على حد سواء.
صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 24 يوليو/تموز 2023، نقلت عن خان وهو أمريكي يدير أكاديمية خان التي تُعتبر مصدراً تعليمياً مجانياً عبر الإنترنت، قوله إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يغير التعليم، ودعا المدارس إلى استخدامه.
يأتي هذا فيما تصارع المدارس والجامعات لمعرفة كيفية التكيف مع ظهور نماذج "الذكاء الاصطناعي التوليدية" مثل ChatGPT، التي يمكنها حل الواجبات وإنتاج مقالات على مستوى عالٍ من مدخلات نصية بسيطة.
كان سام ألتمان، رئيس شركة "أوبن إيه آي" الأمريكية المطورة لبرنامج "تشات جي بي تي" الشهير، قد توقع الإثنين 12 يونيو/حزيران 2023، أن يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في التعليم مثلما فعلت الآلات الحاسبة، لكنه أشار إلى أن هذه التكنولوجيا التي تتقدم بسرعة كبيرة لن تحل محل التعليم، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
أكثر ما يثير قلق المدارس والجامعات هو الغش، وقد فحص الكثير منها برامج الكشف عن السرقة الأدبية، التي تُستخدَم لمكافحة مصانع كتابة المقالات، وقال خان أمام مؤتمر مستقبل بريطانيا الذي عقده معهد توني بلير: "سيكون ذلك مستحيلاً".
في تصريح لصحيفة The Times، أضاف خان أن "الذكاء الاصطناعي التوليدي يُنتِج كتابات جديدة. لكن عند محاولة كشف السرقة الأدبية وما إلى ذلك، فمن الواضح أنك تبحث عن عبارات أو فقرات كُتِبَت بالفعل في مكان ما، ولن تجد ذلك في كتابات الذكاء الاصطناعي".
خان كان قد التقى بالرئيس الأمريكي جو بايدن الشهر الماضي لمناقشة مستقبل الذكاء الاصطناعي في التعليم، وقال خان إنه من السهل كسر العلامة المائية الإحصائية، التي تعهدت بعض كبرى شركات التكنولوجيا بوضعها على محتواها الذي يُنتَج باستخدام الذكاء الاصطناعي.
أوضح خان أنه يمكن أيضاً إنشاء أداة للتشويش على هذه العلامة المائية، أو ببساطة تطوير نموذج ذكاء اصطناعي بدون علامة مائية.
لذا يعتقد خان أنَّ استخدام الذكاء الاصطناعي في التدريس هو الحل، وقد طورت منظمته غير الربحية مدرساً شخصياً للذكاء الاصطناعي، يُدعى Khanmigo، للطلاب والمعلمين بالتعاون مع شركة OpenAI، التي طورت ChatGPT. ويُختبَر البرنامج حالياً في مدارس الولايات المتحدة.
يقول خان إنه يعتقد أن نقطة "الالتقاء الرائعة لجميع عوامل النجاح هي عندما يعمل الذكاء الاصطناعي وسيطاً بين المعلم والطالب"، وأوضح ذلك بقوله إنه يمكن للمدرس تطوير مهام للطلاب ونماذج التقييم باستخدام الذكاء الاصطناعي وتوزيعها من خلاله.
بينما يعمل الطلاب على المقالات والأوراق المطلوبة منهم باستخدام الذكاء الاصطناعي، ولن يكتبها الذكاء الاصطناعي بدلاً منهم، لكنه سيجري عملية عصف ذهني معهم، ويمكنه تقديم تقرير إلى المعلم حول العملية برمتها.
يضيف خان: "يمكن أن يقول مثلاً لقد استغرق الأمر منا هذه المدة، وبدأنا من هذه النقطة، وإليك نسخة كاملة من محادثتنا. وإذا أراد طالب الغش واللجوء إلى ChatGPT، فيمكن للمعلم نسخ النص ولصقه في برنامج الذكاء الاصطناعي الوسيط، الذي سيجيب: لا أعرف من أين أتى هذا الشيء".
تُشير الصحيفة البريطانية إلى أن خان البالغ من العمر 46 عاماً، بدأ موقعه التعليمي عبر الإنترنت بعدما صارت مقاطع الفيديو التي صنعها لتدريب ابن عمه في عام 2004 شائعة على يوتيوب.
يُشار إلى أن شركات التكنولوجيا الضخمة مثل مايكروسوفت، وجوجل، وغيرهما، تتسابق لتحقيق تقدم في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي يحذر بعض الخبراء من أنه قد يحل محل بعض وظائف البشر.