دعت الحكومة في هولندا، الثلاثاء، 4 يوليو/تموز 2023، إلى حظر الهواتف المحمولة والساعات الذكية في المدارس الثانوية، معتبرة أنها تتسبب بالتشويش على تعلّم الأولاد، وأشار وزير في الحكومة إلى أن وجود الهواتف في الفصول المدرسية بات يواجه اعتراضاً متزايداً.
سلطات لاهاي قالت في بيان إن "ثمة أدلة متزايدة على أن للهواتف الذكية تأثيراً ضاراً أثناء الدرس"، إذ "قد تحدّ من تركيز التلاميذ، مما ينعكس سلباً على أدائهم"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
أضافت سلطات لاهاي أنه "لهذا السبب، لن يُسمَح بالهواتف المحمولة، ولا بالأجهزة اللوحية أو بالساعات الذكية في الفصول الدراسية، اعتباراً من الأول من يناير/كانون الثاني 2024".
كانت سلطات لاهاي قد طلبت من إدارات المدارس في هولندا، الاتفاق بحلول أكتوبر/تشرين الأول 2023، مع المعلمين وأولياء الأمور والتلاميذ، على لوائح داخلية تقضي بمنع هذه الأجهزة في الفصول الدراسية، اعتباراً من يناير/كانون الثاني المقبل.
من جانبه، أعرب وزير التعليم الهولندي، روبرت ديكغراف، عن أمله في رسالة وجهها إلى مجلس النواب، بإحداث "تحوّل ثقافي يؤثر بشكل إيجابي على مناخ التعلم في الفصول الدراسية".
الوزير أضاف في رسالته أن "الهواتف المحمولة أضحت جزءاً أساسياً من الحياة اليومية للناس؛ إذ تتيح الوصول إلى المعلومات والتواصل (…) إلا أن مسألة وجودها مع التلاميذ في الفصول الدراسية موضع اعتراض متزايد".
لفت ديكغراف إلى أن الدراسات العلمية "أظهرت أن الاستخدام غير التعليمي للهواتف المحمولة يضر" بالبيئة المدرسية.
وأحجمت حكومة ائتلاف الوسط واليمين بزعامة مارك روته عن إصدار قرار رسمي بحظر الهواتف في الفصول الدراسية، لكنها أعلنت أنها تحتفظ بالحق في اتخاذ هذا الإجراء بعد تقويم أول للوضع في يونيو/حزيران 2024.
كانت صحيفة The Times البريطانية، قد ذكرت في تقرير نشرته في سبتمبر/أيلول 2021، أن حوافظ الهواتف القابلة للطي كانت من التكنولوجيا الحديثة التي أقدمت على استخدامها إحدى المدارس في بيدفورد شاير بالمملكة المتحدة؛ وذلك لإبقاء الهواتف المحمولة خارج الفصول الدراسية، مشيرةً إلى أن المعلمين أكدوا أن وقع الأمر كان عظيماً.
وفي عام 2020 قدمت المدرسة محافظ هواتف ذات رموز مفاتيح مغناطيسية وورش عمل حول مخاطر الإفراط في استخدام الهاتف. كل تلميذ لديه هاتف كان يُسقطه في كيس ببداية اليوم، ولا يمكنه فتحه إلا في نهايته. ولا يُسمح حتى للمدرسين بأن يُرصَدوا وهم يستخدمون هواتفهم في معظم أنحاء المدرسة.
بدلاً من الغضب من فرض القيود، رحّب معظم التلاميذ بهذا التغيير، حيث انخفضت حوادث التنمر عبر الإنترنت بنسبة 72%، وقال التلاميذ إن الحمامات صارت أقل ازدحاماً، وقل معدل الغش في الدروس، وصارت أوقات الراحة أكثر اجتماعية، كما بات هناك مزيد من المحادثات، ونزاعات أقل، وعدد أقل من الجدل حول القضايا عبر الإنترنت.