قدَّم العالم الصيني المثير للجدل، هي جيان كوي، مقترحاً جديداً لتعديل الأجنة البشرية، يَدَّعي أنه قد يساعد "السكان المسنين"، حسبما أفادت شبكة CNN الأمريكية.
حيث نشر جيان كوي، الخميس 29 يونيو/حزيران 2023، مقترحاً بحثياً جديداً يقول الخبراء إنه يُذكِّر بأبحاثه السابقة، التي انتقدها العلماء على نطاق واسع ووصفوها بأنها لا أخلاقية وخطيرة، وذات تأثير محتمل على الحمض النووي للبشر على مر الأجيال.
يُذكر أنه حُكم على جيان كوي في 2019 بالسجن لثلاث سنوات في الصين بسبب "ممارساته غير القانونية"، لكنه عاد مرة أخرى في العام الماضي وأدهش المجتمع العلمي العالمي عندما أعلن على مواقع التواصل الاجتماعي أنه يفتتح مختبر أبحاث في بكين.
ومنذ ذلك الحين، تركز آخر التحديثات حول أبحاثه، التي تُنشر على حسابه بموقع تويتر، على الخطط المقترحة لتطوير العلاج الجيني للأمراض النادرة.
في إطار مقترحه الجديد، كتب جيان كوي في إشارة واضحة إلى العبء السكاني المتزايد في الصين بسبب ارتفاع نسبة المسنين: "شيخوخة السكان ذات أهمية كبيرة بوصفها مشكلة اجتماعية اقتصادية وأيضاً ضغطاً على النظام الصحي. ليس هناك حالياً دواء ناجع لمرض ألزهايمر".
وقال المقترح إنه ليس هناك جنين بشري سيُزرع من أجل الحمل، وإن "التصاريح الحكومية والموافقة الأخلاقية" مطلوبة قبل التجربة.
قلق وحيرة بين العلماء
ولم يتضح ما إذا كان سيحصل جيان كوي على موافقة على عمله في الصين أم لا، وحتى لو حصل مقترحه على موافقة، يقول الخبراء في الخارج إن المقترح الحالي ليس سليماً من الناحية العلمية.
فقد تسبب نشر العالم الصيني أحدث مقترحاته، التي تتضمن تعديل الأجنة جينياً، في إثارة قلق وحيرة العلماء وخبراء أخلاقيات الطب.
حيث قال بيتر دروج، الأستاذ المساعد بجامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة، والذي يركز على علم الوراثة الكيميائي الحيوي والجزيئي: "بعبارة صريحة، الأمر برمته ضرب من الجنون".
ويوضح دروج أن البحث المقترح قد ينظر إليه على أنه خطوة لاستكشاف ما إذا كانت مثل هذه الطريقة من التعديل الجيني يمكن استخدامها في المستقبل مع الأجنة القابلة للحياة.
ويقول الخبراء إن التلاعب الجيني بالأجنة البشرية -سواء الأجنة القابلة للحياة أو غيرها- يخضع للرقابة الشديدة عادةً، وإن بعض البلاد تمنع جميع أنواع هذه البحوث.
تعديل جيني "مباح"!
لكن هناك نقاشاً قوياً عالمياً حول السماح بالتعديل الجيني على الأجنة البشرية، لمعالجة مشكلات جينية خطيرة أو توسعة نطاق البحث.
ويقول العلماء إن التعديل الجيني، وضمن ذلك التعديل الجيني لدى البالغين، يبشر بالخير بأنه في يوم من الأيام سيعالج الأمراض التي يصعب حالياً معالجتها أو الشفاء منها، مثل التليف الكيسي وفقر الدم المنجلي.
ولا تسمح القوانين الصينية بزرع الأجنة البشرية المعدلة جينياً في البحوث، أو تركها لتنمو لأكثر من 14 يوماً. كذلك حُظرت منذ وقت طويل، جميع أنواع التعديل الجيني لأغراض إنجابية.
وتعليقاً على بحوث جيان كوي، قالت الفيلسوفة الكندية فرانسواز بايليس، خبيرة الأخلاقيات الحيوية بجامعة دالهاوسي، إن هناك عدداً من التساؤلات التي يجب وضعها في الحسبان، بدءاً بمسألة ما إذا كان جيان كوي لديه الخبرات العلمية المطلوبة مسبقاً، ومروراً باختبار فرضيته، ووصولاً إلى ما إذا كان من الممكن الثقة باتباعه القواعد المتعلقة بالبحوث التي تتضمن البشر.
وأوضحت: "من الممكن للأشخاص أن يتعلموا من أخطائهم، وأن يغيروا سلوكهم… لكن كثيرين قلقون برغم ذلك من أن جيان كوي ربما لم يتعلم من أخطائه السابقة".