عند التجول بالمراكز التجارية، أو في أماكن بها مطاعم شهيرة، ستجد أن اللون الأحمر يتكرر في شعار أغلب هذه الماركات والمحلات، سواء تم استعماله وحيداً، أو إلى جانب لون آخر.
والسبب في ذلك هو أن للأحمر قدرة كبيرة على جذب انتباه الزبائن والتأثير في قراراتهم، الأمر الذي يجعلهم يتجهون بشكل سريع إلى المكان الذي اختار لشعاره هذا اللون، دون التفكير كثيراً.
لذلك فإن اللون الأحمر يجعل من العلامات التجارية مميزة، ولها قدرة على النجاح وجذب عدد كبير من الزبائن، إلى جانب الجودة التي تقدمها، خصوصاً تلك التي تقدم خدمات لها علاقة بالترفيع، أو الأكل، أو الموضة.
دور اختيار اللون الصحيح في التأثير على الزبائن
تستغرق الشركات والعلامات التجارية ساعات طويلة وأياماً من أجل اختيار اللون المناسب لها، حسب الخدمة التي تقدمها، وهذا ما يدخل في خانة عالم التسويق، إذ إن اختيار اللون لا يمكن أن يتم بطريقة عشوائية، لأن الاختيار الخاطئ يمكن أن تكون له آثار ضارة على كيفية تفاعل المستهلكين مع المنتج أو العلامة التجارية.
إذ إن الألوان المستخدمة من أجل علامة تجارية معينة، يمكنها أن تجذب المستهلكين لشراء منتج من الرف تماماً، كما يمكن للألوان الموجودة على موقع الويب توجيه المستخدمين لاستكشاف موقع الويب بشكل أعمق.
خصوصاً أنه يتم استخدام اللون من قبل المستهلكين لتمييز العلامات التجارية بعضها عن بعض، ومن قبل المسوقين لتأسيس علاقة عاطفية بين المنتَج أو العلامة التجارية والمستهلك.
قوة اللون الأحمر في مجال التسويق
يمكن اعتبار اللون الأحمر من بين أكثر الألوان القوية والمؤثرة في مجال التسويق، إذ إنه يحتل المرتبة الثانية في قائمة الألوان الأكثر استعمالاً في شعارات العلامات التجارية، بعد اللون الأزرق، الذي يحتل المرتبة الأولى.
ويتم اختيار اللون حسب ثلاث فئات أساسية وهي: الدافئة، والباردة، والمحايدة، وغالباً ما يتم استعمال هذه الأخيرة كألوان ثانوية، والمساعدة على إبراز رسالة اللون الأساسي، والمتمثل في اللون الأحمر بالنسبة لنا في هذه الحالة.
إذ إن اللون الأحمر وهو لون دافئ، يجلب مجموعة من المشاعر المختلفة بالنسبة للمستهلك، وهي الفرح، السعادة، والطاقة، والاستعجالية.
إذ إنه يعمل على رفع نسبة الاستهلاك لدى الزبائن، لأنه يساعد على جذب الانتباه، وجعل العلامة التجارية التي تعتمده في شعارها قادرة على البروز بقوة بين بقية العلامات التجارية الأخرى، وغالباً ما تكون منتشرة في ثلاثة مجالات رئيسية، وهي: الموضة، والأكل، والترفيه.
اللون الأحمر في علم النفس
تجب الإشارة إلى أن هناك سبباً نفسياً في اختيار اللون الأحمر لشعارات العلامات التجارية، إذ إنه كما سبق الذكر، لون دافئ، ويعطي إحساساً بمشاعر جميلة، مثل الدفء، والطاقة، ولفت الانتباه.
خصوصاً أن للون الأحمر علاقة قوية بالذاكرة، لأنه يعتبر أول لون يستطيع الطفل تمييزه ورؤيته، عكس الألوان الأخرى، مما يجعله فريداً.
كما أن الأحمر يرتبط بشكل كبير بالهوية والانتماء، لأنه اللون الأبرز والأكثر استعمالاً في الأعلام، في أغلب دول العالم، سواء عربية أو أجنبية.
إضافة إلى أن له علاقة ببعض المشاعر التي يمتاز بها الأشخاص أصحاب الشخصية القوية، مثل الجرأة، والإثارة، والإصرار، والتأثير.
إضافة إلى أنه اللون المستخدم للتعبير عن الحب، في شكل قلوب حمراء، أو ورود حمراء، أو للتعبير عن المساعدة والدم، فيما يخص الهلال الأحمر والإسعافات الأولية، وحالات المستعجلات.
وهذا يدل على أن وجود اللون الأحمر في حياتنا له أكثر من دلالة، وذكرى خاصة، تجعل له قوة تأثير أكبر في مجال التسويق مما يمكن تخيله.
طريقة استعمال اللون الأحمر حسب الهدف
قبل استعمال اللون الأحمر من أجل شعار علامة تجارية معينة، يجب أولاً تحديد الطريقة الفعالة التي يجب اعتمادها من أجل الوصول إلى النتيجة المراد الوصول إليها.
فمن أجل إثارة مشاعر الناس، يجب ضبط درجة اللون الأحمر باستخدام درجات ألوان مساعدة "محايدة" أفتح، الأمر الذي يزيد من نعومته.
فيما يمكن اعتماد ألوان مساعدة أغمق في حال كان الهدف هو إثارة المشاعر النارية والقوية، والتي تناسب العلامة التجارية.
على سبيل المثال، نجد أن منصة "نتفليكس"، التي تدخل في خانة الترفيه، تعتمد على اللون الأسود كلون مكمل، مما يعطي شعوراً بالغموض، والإثارة، يجعل المشاهد يتصفح الموقع ويتنقل بين مسلسلاته وأفلامه بطريقة تجعله دائماً يبحث عن المزيد.
أما في حالة الماركات التي تعتمد على خدمات الأكل، فيمكن اختيار "ماكدونالدز"، التي اختارت اللون الأصفر ليكون مكملاً إلى جانب الأحمر، الذي يعطي شعوراً بالدفء ونوعاً من التقارب بين الماركة والمستهلك، الأمر الذي تكون بينهما علاقة وطيدة.
أما في مجال الموضة، فيمكن اختيار ماركة "ليفيس" التي تعتمد على اللون الأبيض، الذي على الرغم من أنه لا يستعمل كثيراً، فإنه يعطي شعوراً بالراحة والثقة، الأمر الذي يزيد من فرص استهلاك منتجات الماركة.
اللون الأحمر وعروض التخفيضات والمنتجات الجديدة
اللون الأحمر في عالم التسويق ليس مرتبطاً فقط بشعار العلامات التجارية فقط، وإنما له دور مهم ومؤثر في الترويج للمنتجات الجديدة، أو للتخفيضات.
وحسب ما تم ذكره سابقاً، فإن قدرة هذا اللون على جذب الانتباه، تجعله مناسباً جداً من أجل إعلان موسم التخفيضات، الأمر الذي يعطي المستهلك انطباعاً بأن هناك خطر فقدان المنتج الذي يحمله بين يديه، وأنه أمام فرصة لا تعوض، حتى وإن لم يكن في حاجة إليه.
كما يمكن أن يكون إعلان لمجموعة ملابس جديدة به لمسات باللون الأحمر كفيلاً بإثارة الفضول، والدخول إلى المحل لمعرفة جديد الماركة، وما تقدمه من منتجات، وقد تكون هذه هي أول خطوة للشراء، وزيادة نسبة الاستهلاك بالنسبة للعلامات التجارية.