قال معهد الأبحاث الفرنسي لاستغلال البحار إن روبوتاً يمكنه الغوص إلى عمق يصل إلى 6 آلاف متر تحت الماء في طريقه للمساعدة في عمليات البحث عن الغواصة "تيتان"، التي اختفت أثناء هبوطها إلى موقع حطام السفينة تيتانيك، وقد يساعد في تحريرها إذا كانت عالقة.
وهذا الروبوت المسير، والمسمى فيكتور 6000، له أذرع يمكن التحكم فيها عن بعد، لقطع كابلات أو تنفيذ مناورات أخرى تساعد في تحرير غواصة عالقة، بجانب الغوص أعمق من المعدات الأخرى الموجودة الآن في المكان الواقع في شمال المحيط الأطلسي.
وأمام الروبوت فسحة وقت محدودة لتقديم المساعدة قبل الموعد النهائي، صباح الخميس 22 يونيو/حزيران 2023، الذي من المتوقع أن تنفد فيه إمدادات الهواء في الغواصة المفقودة.
طاقم يعمل بدون توقف لمدة 72 ساعة
من جهته، قال أوليفييه ليفور، رئيس العمليات البحرية في معهد الأبحاث الفرنسي لاستغلال البحار الذي تديره الدولة، والذي يشغل الروبوت: "فيكتور غير قادر على رفع الغواصة بنفسه"، مضيفاً أن الروبوت بمقدوره المساعدة في ربط الغواصة بسفينة قادرة على رفعها إلى السطح.
وتابع ليفور: "فيكتور قادر على القيام بالاستكشاف المرئي باستخدام جميع معدات تصوير الفيديو المزود بها. كما أنه مزود بأذرع معالجة يمكن استخدامها لتخليص الغواصة، مثل قطع الكابلات أو أشياء من شأنها أن تعيقها في القاع".
ويشغل الروبوت طاقم مؤلف من 25 فرداً، يمكنهم "العمل بدون توقف لمدة تصل إلى 72 ساعة، وليسوا بحاجة إلى التوقف ليلاً"، حيث قال خفر السواحل الأمريكي إن الطائرات الكندية المجهزة للعثور على غواصات رصدت ضوضاء في المنطقة.
وكان معهد الأبحاث الفرنسي لاستغلال البحار جزءاً من الفريق الذي حدد موقع حطام تيتانيك في عام 1985، مع العالم الأمريكي لآثار ما تحت الماء روبرت بالارد.
واختفت تيتان وعلى متنها خمسة أشخاص بعد وقت قصير من بدء هبوطها يوم الأحد إلى موقع حطام سفينة تيتانيك البريطانية، التي غرقت عام 1912 بعد اصطدامها بجبل جليدي. ويقع الحطام على عمق نحو 3810 أمتار.
من بين ركاب الغواصة الذين انطلقوا في رحلة سياحية استكشافية تبلغ تكلفتها 250 ألف دولار للشخص الواحد، الملياردير البريطاني هيميش هاردينغ، ورجل الأعمال من أصل باكستاني شاه زاده داوود، وابنه سليمان، والاثنان مواطنان بريطانيان.
قيل أيضاً إن المستكشف الفرنسي بول هنري نارجوليت، والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "أوشن جيت إكسبيديشنز" راش ستوكتن، كانا على متن الغواصة. غير أن السلطات لم تؤكد هوية أحد من الركاب.
يقع حطام السفينة تايتانيك على بعد 3810 أمتار تحت الماء، في مكان لا يصل إليه ضوء الشمس، ولا يمكن إلا لمعدات خاصة أن تصل إلى هذا العمق من دون أن يحطمها ضغط المياه الهائل.
يُذكر أن حادث غرق السفينة "تايتانيك" الذي أودى بحياة أكثر من 1500 راكب على متنها، خلدته كتب وأفلام، من بينها الفيلم الأمريكي الشهير "تايتانيك"، الذي يحمل اسم السفينة، عام 1997، ما جدّد الاهتمام العام بالغوص لمشاهدة حطامها.