تعرضت بلدة صغيرة في ولاية نيفادا الأمريكية لغزو "مخيف" من صراصير المورمون، التي أغرقت الطرق وغزت المنازل وأثارت قلق السكان، الأمر الذي دفع السلطات إلى استخدام جرافات الرمال للتخلص من الحشرات، بحسب صحيفة The Daily Mail البريطانية، السبت 17 يونيو/حزيران 2023.
الصحيفة أشارت إلى أن هذه الصراصير التي يبلغ طول الواحد منها بوصتين، والتي اجتاحت بلدة إلكو، بولاية نيفادا، لا تلتهم كافة المحاصيل فقط، لكنها تشكل خطراً مرورياً أيضاً، لأن الطرق تصبح زلِقة بشكل خطير، جراء سحق السيارات للملايين منها.
ويعاني السكان أيضاً من أسراب هذه الحشرات التي تغطي الأرض وتزحف على الجدران وتغزو المباني.
ورغم أنها تحمل اسم صراصير فهي أقرب شبهاً للجنادب، وفقاً لجامعة نيفادا بمدينة رينو، وهي لا تطير، بل تمشي أو تقفز. ورغم أن هذه الحشرات لا تؤذي البشر فهي تخيف السكان المحليين الذين يعانون من رهاب الحشرات.
إلى ذلك، قالت كوليت رينولدز، إحدى سكان البلدة، لشبكة KLAS: "الجدار بأكمله مغطى بها، وهذا المنظر يخيفني كثيراً".
فيما قال متحدث باسم مستشفى نورث إيسترن نيفادا الإقليمي، لشبكة KSL، إن المستشفى يضطر لاستخدام المكانس ومنافخ أوراق الشجر لتمكين المرضى من الدخول.
ولجأت هيئة النقل في نيفادا إلى استخدام جرافات الرمال للتخلص من الحشرات المدهوسة التي تجعل الطرق زلقة.
من جانبه، قال جيف نايت، عالم الحشرات بكلية الزراعة في نيفادا، لشبكة KSL: "السيارات تدهس هذه الحشرات بعضها فوق بعض، والطرق تصبح مغطاة بأحشائها، وهذا يجعلها زلقة".
وأضاف: "المشكلة الأكبر هي العواصف الرعدية التي تضرب المنطقة في الظهيرة، وأضف إليها القليل من الماء فتصبح زلقة، لقد تعرضنا لعدد من الحوادث بسبب هذه الصراصير".
ويعالج نايت أراضي نيفادا الزراعية من صراصير المورمون منذ عام 1976، وشهد حوالي 40 اجتياحاً لها حينذاك.
وقال: "اجتياح الصراصير في إلكو ربما يصل لنطاق ألف فدان، وشهدنا اجتياحات أكبر من ذلك".
وأضاف: "ربما كان الجفاف هو ما حفز الفقس، وبمجرد أن تفقس فلا أحد يمكنه وقفها، وبالتالي تزداد أعدادها لعدة سنوات ثم تنخفض".
وتابع نايت: "هذه الحشرات تضع بيضها في الصيف، الذي يظل خاملاً في الشتاء ويفقس في الربيع، لكنه قال إن الفقس تأخر بسبب الشتاء الذي كان ممطراً على غير العادة".
كما أوضح نايت لصحيفة الغارديان أن الأسراب التي تجتاح نيفادا يمكن أن تستمر من أربع إلى ست سنوات، قبل أن تسيطر عليها الحشرات والحيوانات المفترسة الأخرى.
في السياق، يقول علماء حشرات إن اجتياح صراصير المورمون ليس بالأمر الجديد على غرب الولايات المتحدة، والسكان لا يمكنهم فعل شيء سوى الانتظار حتى ترحل.
وفي مثل هذا الوقت تقريباً في العام الماضي، كانت ولاية أوريغون تصارع أيضاً أسراباً ضخمة من صراصير المورمون والجنادب.
وهذه الحشرات لا تتغذى على المحاصيل فحسب، بل تتغذى أيضاً على بعضها البعض، حية أو ميتة، إن لم تكن متشبعة بالبروتين.
ويشار إلى أن الجفاف الذي ضرب المنطقة وفر الظروف المثالية لفقس بيض الجنادب وصراصير المورمون.
وسميت صراصير المورمون على اسم أسراب الحشرات التي دمرت حقول مستوطني المورمون في ولاية يوتا، في منتصف القرن الـ19.
وهي لا تزال تدمر محاصيل الذرة والشوفان والقمح والجاودار والشعير، وهي من أكثر المحاصيل ربحية في الولاية، وفقاً لجامعة ولاية يوتا.