الأمر لا يتعلق فقط بشعورها بالسعادة.. لماذا تُخَرْخِرُ القطط؟

إذا كنت من عاشقي القطط، وكانت لديك قطة في المنزل فلا بد أن الفضول ينتابك حول جميع حركاتها وسكناتها، ولا بد أنك تود فهمها أكثر. في الواقع تتواصل القطط معنا بطرق شتى، فإلى جانب المواء تلجأ القطط أيضاً إلى العض أحياناً أو الخرخرة أحياناً أخرى للتعبير عن مشاعرها ورغباتها.. فماذا تعني تلك الخرخرة تحديداً؟ 

ماذا تعني خرخرة القطط؟ 

في الغالب تُخَرْخِرُ القطط تعبيراً عن سرورها، لكنها قد تلجأ إلى الخرخرة أيضاً لعدة أسباب أخرى من بينها جذب انتباه صاحبها وعند شعورها بالقلق كذلك.

تُمثل الخرخرة صوت اهتزازٍ ناعماً تصدره القطط المنزلية أثناء الشهيق والزفير، وهو سلوك فريد بالنسبة للقطط والحيوانات التي تشبهها مثل أسد الجبال والفهد وعدد قليل من القطط الكبيرة الأخرى، وكذلك قط الزَّبَاد والربّاح والنمس. ولكن ما أسباب هذه الخرخرة؟ 

في تصريح لموقع Live Science الأمريكي، قالت ميكيل ديلغادو، وهي مستشارة معتمدة في سلوك القطط: "يُعد هذا واحداً من تلك السلوكيات التي نفهمها في الغالب، ولكن ليس بصورةٍ كاملة. حيث من المرجح أن تكون الخرخرة مجرد عملية انعكاسية، مثل عملية التنفس".

وتخرخر القطط عموماً عندما تشعر بالرضا. ويمكن القول إن القطة التي تخرخر عادة ما تكون قطةً سعيدة، سواء كانت تجلس في حِجر صاحبها أو سواء كانت مستلقية تحت أشعة الشمس.

وأضافت ميكيل أن "الخرخرة تكون إيجابية في 90% من الحالات، ما يعني أن قطتك مستمتعة؛ أي إنها سعيدة وتشعر بالرضا والأمان".

أسباب أخرى لخرخرة القطط

وعلى الرغم من أنها غالباً ما تعكس إحساساً بالسعادة والرضا، تشير الأبحاث إلى أن القطط تخرخر لأسباب أخرى أيضاً ترتبط إحداها بالبقاء على قيد الحياة. حيث تولد الهِرَرَة عمياءَ صماءَ، فتشرع في الخرخرة بعد أيام قليلة من الولادة. ولكون الخرخرة خافتة فهي آمنة في البرية، إذْ من غير المحتمل أن تسمع الحيوانات المفترسة صوتها.

في مراحل حياتها الأولى؛ تساعد الخرخرة الهِرّة على البقاء بالقرب من القطة الأم، إذ إنها تبحث عن أمها باستخدام الخرخرة في الواقع، فتأتي الأم لتفقّد صغارها وتخرخر هي الأخرى رداً عليهم.

تخرخر الهررة أيضاً أثناء الرضاعة، وقد تؤدي الخرخرة إلى إنشاء بعض الترابط بين الأم وصغارها.

وتستمر القطط في الخرخرة عندما تكبر. إذ تخرخر القطط مع غيرها من القطط التي تصادقها.

وفي كثير من الأحيان، تخرخر القطط أثناء تنظيف فراء بعضها بعضاً، وإجمالاً تلجأ إلى هذا السلوك عندما يكون هناك شكلٌ من أشكال سلوك الرعاية بين القطط.

بالإضافة إلى ذلك؛ تخرخر القطط المنزلية حول البشر المألوفين لديها والكلاب، وتخرخر أثناء الراحة أو الأكل أو الاستمتاع بوقتها على انفراد.

علاوة على ذلك؛ قد تخرخر القطط لتحصل على ما تريد. فقد قالت ميكيل: "الخرخرة هي رد فعل في معظم الأحيان، لكنها قد تكون مقصودة أيضاً". ووفقاً لدراسة نشرت سنة 2009 في دورية Current Biology العلمية؛ تستخدم القطط "خرخرة استجداءٍ" محددة لطلب الطعام أو لدفع البشر إلى النهوض من السرير. إذ يمتزج هذا النوع من الخرخرة بترددات عالية الصوت تشبه بكاء الطفل إلى حد ما. وعندما يسمع البشر خرخرة القطط بأسلوب الاستجداء؛ يفهمون أن هناك أمراً ملحاً.

الخرخرة والشعور بالتوتر 

ومع أن القطط عادة ما تخرخر عندما تكون سعيدة، فليس هذا هو الحال دائماً. إذ تخرخر القطط أحياناً عندما تشعر بالتوتر وفقاً لميكيل.

وقالت ميكيل: "كانت لديّ قطة اعتادت على الخرخرة في العيادة البيطرية -وقطتي لا تحب الذهاب إلى العيادة بكل تأكيد! لذلك كانت الخرخرة عبارة عن استجابة للتوتر".

كذلك يعتقد الأطباء البيطريون أيضاً أن الخرخرة يمكن أن تكون آلية للتأقلم، لأنها قد تساعد القطط على تهدئة نفسها عندما تمرض أو تخاف أو تشارف على النفوق.

كذلك يعتقد أن الخرخرة قد تساعد القطط على التعافي. حيث أشارت دراسة نشرت سنة 2001 في دورية The Journal of the Acoustical Society of America العلمية إلى أن القطط تخرخر بترددات تتراوح بين 20 و150 هرتز، وهي ترددات تشبه تلك المستخدمة في العلاجات البشرية لمشاكل نمو العظام وآلام العضلات.

لكن ميكيل ترى أنه لا يوجد دليل قوي يدعم أو يدحض هذه الفكرة، وقالت: "لم تكن هناك أبداً دراسة عن خرخرة القطط تشير إلى أن لديها أي قوى شفاء سحرية. لكنها يمكن أن تكون وسيلة لطمأنة نفسها".

إذاً كيف يمكن التمييز بين أنواع الخرخرة؟ 

أوضحت ميكيل أنه "عليك أن تلعب دور المحقق بعض الشيء". فاعتماداً على السياق، يمكن لصاحب القط إجراء تخمينات جيدة حول سبب خرخرة قطته. وإذا كانت القطة تتمتع بصحة جيدة، فإن مفتاح فهم الخرخرة هنا هو لغة الجسد بحسب ميكيل. 

هل تبدو القطة سعيدة ومرتاحة؟ إذا كان الأمر كذلك، فربما تكون الإجابة هي: "نعم، قطتك تستمتع بهذه اللحظة معك".

وسائل تعبير أخرى تستخدمها القطط إلى جانب الخرخرة 

فيما عدا الخرخرة، تلجأ القطط للتعبير عن مشاعرها بوسائل مختلفة، إحداها العض، وعلى الرغم من أن سلوك العض قد يبدو عدوانياً إلا أنه لا يعني أن قطتك تهاجمك بالضرورة، فهناك العديد من المشاعر التي تحاول القطة التعبير عنها بهذه الوسيلة، بما في ذلك: 

1. الرغبة باللعب: إذا كانت قِطتك صغيرة فهي بحاجة إلى اللعب بكل تأكيد، وحتى القطط البالغة تميل إلى اللعب في كثير من الأحيان، ويعتبر العض إحدى الوسائل التي تعبر فيها عن حاجتها للعب.

2. غريزة الافتراس: لا تمتلك القطط المنزلية قدرة مطاردة فرائسها والانقضاض عليها في الحديقة، لذلك تستخدمك أنت وأثاثك وملابسك كـ"فريسة" لتشبع هذه الحاجة الفطرية عندها.

وباعتبارها حيوانات لاحمة فإن سلوكيات مفترسة مثل العض والخدش والانقضاض هي سلوكيات طبيعية لدى القطط.

3. التواصل: إذا كنت أنت وقطتك في حالة انسجام تام؛ إذ تجلس بهدوء ومودة في حجرك بينما تمسد شعرها لكنها فاجأتك بعضة غير متوقعة فلا تأخذ الأمر على منحى شخصي ولا تفسره على أنه سلوك غادر شرير، فالقطة في هذه الحالة تعبر بطريقتها عن رغبتها بالتواصل معك وليس شكلاً من أشكال العدوان على الإطلاق، وربما تعني بعضتها تلك أنها تريد أن تلعب معك ببساطة.

وقد تدل العضة أيضاً على طلب الاهتمام.

4. سئمت من الدلال: في حال كنت تمسد شعر قطتك ثم فاجأتك بعضة خاطفة فقد يعني ذلك أنها لم تعد ترغب بالمزيد من الدلال.

لقد ثبت أن المداعبة المتكررة للمناطق الحساسة، مثل قاعدة الذيل في القطط، يمكن أن تؤدي إلى التحفيز المفرط لديها، مما قد يؤدي إلى سلوكيات سلبية مفاجئة مثل العض، وفقاً لموقع V et Help Direct.

ولكي تفهم أن قطتك قد سئمت من التمسيد قبل أن تفاجئك بعضة خاطفة ربما يتعين عليك قراءة لغة جسدها، فمعظم القطط تعطيك علامات على أنها لا تريد أن تلمسها بعد الآن.

فعلى سبيل المثال قد تعطيك علامات مثل حفيف الذيل أو تسطيح الأذنين إلى الأعلى لتدلك على أنها قد تتفاعل بشكل سلبي قريباً.

5. للتعبير عن الحب: إذا عضتك قطتك عضة صغيرة برفق فهذا يدل على أنها تعبر لك عن حبها، وهي تسلك بذلك سلوك الأم القطة مع صغارها.

6. آلام التسنين: كما البشر، تولد القطط الصغيرة بدون أسنان، ثم تظهر أسنانها اللبنية الأولى عندما تبلغ حوالي 2-4 أسابيع من العمر.

بعد ذلك تتساقط الأسنان اللبنية عندما يبلغ عمر القطة 3.5 – 4 أشهر، ثم تنمو لديها أسنان القطة البالغة، وفقاً لموقع Green Cross Vets.

وقد تشعر القطة ببعض الألم عندما تبرز أسنانها البالغة من اللثة، مما يدفعها إلى عض كل شيء من حولها بما في ذلك يدك.

7. العض العدواني: ستستطيع تمييز العضة العدائية بسهولة، فهي مؤلمة وتترك أثراً كما أنها قد تسبب لك العدوى بسبب البكتيريا التي تحملها القطط في أفواهها.

لكي تستطيع أن تتجنب هذا النوع من العض بقراءة لغة جسد القطة أولاً، فقبل أن تنفذ هجومها عليك ستعطيك علامات تحذيرية قد تشمل:

• الهسهسة.
• اتخاذ هيئة الدفاع المتمثلة بالظهر المقوس والذيل المنفوش.
• البصاق.

8. تأكيد الهيمنة: بعض القطط البالغة قد تكون لئيمة بعض الشيء، إذا أمسكتك قطة بفمها وغرزت أسنانها بجسدك ولم تتراجع فيمكن أن يكون ذلك لتأكيد الهيمنة أو الرد على التهديد في بعض الأحيان.