تختلف تقاليد النوم من منطقة لأخرى حول العالم، فبعض الشعوب يتبعون عادة معينة متوارثة سواء في شكل قيلولة ما بعد الظهر أو في التقاليد المتبعة ما قبل النوم. في هذا التقرير نورد لكم أبرز تلك العادات:
النوم أثناء العمل في اليابان
تكثر تقاليد النوم وعاداته عند اليابانيين، فلدينا مثلاً ما يسمى Inemuri، الذي يعني حرفياً "الوجود أثناء النوم"، ويمكن تعريفه على أنه تقليد شائع منتشر في اليابان يتمثل بأخذ قيلولة سريعة في الأماكن العامة مثل الحدائق أو المطاعم أو المقاهي أو وسائل النقل أو المكتبات أو الشوارع أو السلالم أو حتى في حفلات العشاء أو أثناء اجتماعات العمل.
ففي الثقافة اليابانية لا ينظر إلى النوم أثناء العمل على أنه شيء سيئ بل هو مقبول اجتماعياً تماماً، ويشير إلى أن الشخص يقدر العمل ويسعى لزيادة إنتاجيته من خلال أخذ قيلولة سريعة، حتى إن كثيراً من الشركات اليابانية تشجع موظفيها على أخذ قيلولة أثناء ساعات العمل؛ للمساعدة في تحسين الإنتاجية والتركيز والأداء.
وعلى ما يبدو فإن هذا النهج الياباني مفيد حقاً، فقد قيّمت إحدى الدراسات فوائد القيلولة القصيرة أثناء النهار على الأداء المعرفي. وأظهرت النتائج أن الأداء المعرفي العام تحسن بشكل ملحوظ لمدة تصل إلى بضع ساعات في فترة ما بعد الظهر عند أولئك الذين يأخذون قيلولة بسيطة خلال العمل.
من تقاليد النوم اليابانية، لدينا أيضاً استخدام الـShikibuton وهي مرتبة رقيقة توضع على الأرض، مصنوعة من مواد طبيعية وصديقة للبيئة مثل الصوف والقطن. وتستخدم هذه المرتبة للنوم أو لأخذ قيلولة سريعة خلال النهار؛ لكونها تساهم في تخفيف آلام أسفل الظهر.
القيلولة في إسبانيا
القيلولة أمر شائع ومقدس في إسبانيا أيضاً، إذ تسمى القيلولة هناك Siestas. ولهذا التقليد أهمية كبيرة عند الإسبان، إذ يأخذون استراحة في منتصف يوم العمل للعودة إلى المنزل والاستمتاع بالغداء مع العائلة ثم ينعمون بقيلولة بسيطة قبل العودة إلى العمل مجدداً.
ولهذه العادة أهمية بالغة في إسبانيا، لأن الإسبان يدركون مدى انخفاض الطاقة بعد وجبة الغداء، إذ تنخفض قدرة الفرد على الإنتاجية والتركيز، لذلك من المهم أن يأخذوا قيلولة بسيطة حتى ولو كانت لمدة 10 دقائق فقط، وفقاً لما ورد في موقع verywellmind.
طريقة النوم الاسكندنافية
في الدول الاسكندنافية مثل النرويج والدنمارك والسويد، العديد من الأزواج الذين ينامون في السرير نفسه لديهم بطانياتهم الخاصة، إذ لا يتشاركان في اللحاف نفسه ولا يستخدمان ملاءة علوية. ويشار إلى استراتيجية النوم هذه باسم طريقة النوم الاسكندنافية.
هذه العادة غير شائعة في بقية دول العالم، لكن للاسكندنافيين وجهة نظر معينة في تبنيها، فكثيراً ما قد يقوم الشريك بسحب اللحاف أو الحركة أثناء الليل، مما يؤدي إلى إيقاظ الطرف الآخر والتسبب بأرقه ليلاً وبالتالي انخفاض طاقته ونشاطه أثناء النهار.
حل الاسكندنافيون هذه المشكلة بتخصيص لحاف منفصل لكل من الزوجين وبذلك لن يتعرض أحدهما للبرد ليلاً لأن الآخر سحب اللحاف، ولن يتعرض للحر كذلك لأن الآخر رمى اللحاف فوقه.
ووفقاً للعلماء تعتبر طريقة النوم الاسكندنافية ناجعة حقاً، لأن أجسادنا شديدة الحساسية للتعرض للحرارة والبرودة أثناء النوم، وحتى التغيير الطفيف في درجة الحرارة يمكن أن يؤثر بشكل كبير على جودة نومنا. لذلك قد يؤدي استخدام بطانيات منفصلة إلى جعل مشاركة السرير أكثر ملاءمة للنوم.
ساونا فنلندية
ماذا عن إنهاء اليوم بحمام ساونا ساخن؟ يشارك العديد من الفنلنديين في هذه الممارسة الصحية بانتظام، وقد زادت شعبيتها في جميع أنحاء العالم؛ ذلك لأن حمامات الساونا تبعث على الاسترخاء ويمكن أن تساعد في النوم.
أظهرت دراسة نظرت في نتائج مسح الساونا العالمي، أن 83.5% من المشاركين أفادوا بفوائد استخدام الساونا لتحسين جودة النوم. وأوضحت الدراسة أن حمامات البخار قد تلعب دوراً إيجابياً في الصحة العقلية. على سبيل المثال، تتسبب حمامات الساونا في إفراز الجسم للإندورفين الذي يساعد في تقليل الألم والضغط النفسي. يسمح الاستخدام المتكرر للساونا للشخص بممارسة "اليقظة"، بمعنى أنها تمكنه من أخذ قسط من الراحة من جدول الحياة المزدحم للتخلص من التوتر. كذلك تساعد حمامات الساونا في تشجيع التفاعلات الاجتماعية مع الآخرين. وتعمل كل هذه الأمور على تحسين جودة النوم.
ملاحظة: عند استخدام الساونا، تتعرق للتحكم في درجة حرارة جسمك ومنع ارتفاع درجة الحرارة. لذلك، من المهم شرب كمية كافية من الماء بعد استخدام الساونا للوقاية من الجفاف.
نقع القدم في الماء الساخن من الصين
بينما يعتمد أهالي فنلندا حمامات الساونا كطقوس ما قبل النوم، يتبع الصينيون عادة أخرى مستمدة من الطب الصيني التقليدي.
إذ يلجأ معظم سكان الصين لنقع أقدامهم في الماء الساخن قبل النوم، بالنسبة لهم فإن هذا التقليد يساعدهم على الاسترخاء كما يحتوي على عدة فوائد علاجية، خاصةً أنهم يضيفون مكونات للماء الساخن مثل ملح إبسوم وقشور الفاكهة والزيوت الأساسية والأعشاب التي تساعد على تخفيف التوتر، وفقاً لما ورد في موقع calmsage.
ووفقاً للطب الصيني التقليدي، فإنّ نقع القدمين في هذه المكونات قبل النوم يساعد على الشعور بالاسترخاء ويعزز جودة النوم.
العلاج بالأعشاب من الهند
أما تقاليد النوم المتبعة في الهند، فهي مستمدة من الطب الهندي التقليدي الذي يسمى بالأيورفيدا.
يعتمد الهنود على الأعشاب للحصول على الاسترخاء الكافي قبل النوم، وتحديداً عشبة الأشواغاندا التي تعتبر أحد الأدوية الشهيرة والفعالة المستخدمة منذ آلاف السنين.
والأشواغاندا واحدة من أفضل الأعشاب لمكافحة القلق والتوتر كذلك. وبالتالي فهي من الأعشاب التي تساعد على تحسين جودة النوم وتقليل الأرق في الليل وزيادة الطاقة في النهار.
يستخدم الهنود أعشاباً أخرى لهذا الغرض كذلك، مثل أوراق Spargandha وBrahmi وTulsi الفعالة في تحسين جودة النوم أيضاً.
مشروب وقت النوم في السويد
لا يشرب السويديون الأعشاب لتحسين جودة النوم، إنما يفضلون مشروباً شعبياً يسمى Valling وهو مشروب دقيق الشوفان الدافئ الذي يحتوي على الشوفان والحليب، ويتم تناوله قبل النوم مباشرة من قبل الأطفال والبالغين على حد سواء.
ووفقاً للثقافة السويدية، فإن هذا المشروب يساعد في تحسين جودة النوم، خاصةً أنه يحتوي على بعض المركبات التي تسبب النعاس مثل المغنيسيوم والتريبتوفان والميلاتونين والسيروتونين.