في قلب جزيرة لومبوك الإندونيسية، تقطن قبيلة ساساك بصفتها أغرب قبيلة في العالم، فهذه القبيلة التي يعود تاريخها إلى 300 سنة، يحرص أفرادها على التمسك بعادات وتقاليد أجدادهم الذين استوطنوا المنطقة منذ أزيد من ألفي عام.
فعلى الرغم من دخول أفراد قبيلة ساساك الإسلام، وحرصهم على أداء الصلوات اليومية، وتواجد مسجدٍ كبيرٍ في قريتهم، فإنّ شعب الساساك يحتفظ بالعديد من عاداته الغريبة، مما جعل الحكومة الإندونيسية تستثمر في حياة هذه القبيلة وتحوّل قراها إلى وجهات سياحية.
شعب الساساك.. السكان الأصليون لجزيرة لومبوك الإندونيسية
وفقاً لدائرة المعارف البريطانية، فإنّ شعب Sasak، هو أكبر مجموعة عرقية في لومبوك، وهي إحدى جزر سوندا الصغرى في إندونيسيا، إذ يشكل الساساك معظم سكان الجزيرة، وبلغ عددهم حوالي 2.6 مليون في مطلع القرن الحادي والعشرين، ويعتقد أنهم استوطنوا المنطقة منذ أكثر من 2000 عام.
يتحدث الساساك بلغة تحمل اسمهم أو بلغة أخرى تسمى البالية، وكلتاهما من اللغات الأسترونيزية، أما ديانتهم فغالبيتهم مسلمون؛ إذ دخل الساساك إلى الإسلام منذ القرن الـ16 عن طريق التجار المسلمين، بينما يعتنق الساساك الذين يتحدثون البالية الديانة الهندوسية.
كان الساساك في الأصل هم السكان الوحيدين في جزيرة لومبوك، وكانوا يخضعون لمملكة بالي من بداية القرن الثامن عشر حتى عام 1895، عندما غزا الهولنديون الجزيرة.
عادات أغرب قبيلة في العالم
على الرغم من دخول الساساك إلى الإسلام، فإنّهم بقوا محافظين على عاداتهم الغريبة، فمثلاً يحرص أفراد أغرب قبيلة في العالم على بناء مداخل المنازل بشكل منخفض بحيث يضطر أي شخص يدخل إلى خفض رأسه احتراماً لسكان المنزل، كما أنه من عاداتهم أيضاً عند ولادة الطفل الأول، فإنّ الأب ملزمٌ بالنوم خارج المنزل في فناء مصنوع من روث البقر طوال أوّل ليلة من حياة ابنه.
كما أنّ SASAK يحرصون على استعمال روث البقر في عمليات البناء وتصميم منازلهم، إذ يعتبر أفراد ساساك أن الأرضيات المصنوعة من روث البقر لا تصبح متربة وتطرد البعوض في الصيف، علاوة على أنها تساعد على مواجهة حرارة الجو في فصل الصيف، لذلك فإن أرضيات منازل قبيلة الساساك غالبيتها لا بد أن تكون من روث الأبقار.
كما اعتاد أبناء القرية على ممارسة وأداء رقصات مختلفة أمام السياح للتعريف بثقافاتهم لكل زائر، من خلال بعض الأغاني التي يعتزون بها والتي تحكي تاريخهم وانتصاراتهم وعاداتهم وتقاليدهم.
من أراد الزواج فلينجح في خطف عروسه!
لدى الساساك عاداتٌ وطقوسٌ خاصة في الزواج، فإن كان الإسلام يلزم الخطبة وعقد القران كشرطين للزواج، فإن أغرب قبيلة في العالم لها قانونها الخاص، إذ تعتبر عادة خطف العروس شرطاً لإتمام الزواج.
بمعنى إذا تمكن الشاب من اختطاف الفتاة الذي يريد الزواج منها، فيمكن أن تتم زيجته، وإذا لم يتمكن من ذلك، فلا يمكن الاعتراف أبداً بهذا الزواج، ولا يحظى بالحصول عليها ولا يعترف بهذه الزيجة داخل المجتمع، فعندما يتفق الجانبان على الزواج، يتم الاتفاق كذلك على اختطاف العروس.
فيتسلل الزوج إلى منزل الزوجة في إحدى الليالي دون علم والديها، ويقوم بخطفها، وخلال الأسبوعين المقبلين، ستبقى في منزل والدة زوجها حيث يظل مكان وجودها لغزاً لأي شخص آخر في القرية، في حين أن أصول هذه العادة لا تزال غامضة، إلا أنها موضع ترحيب وتنتهي دائماً بالزواج.
يتصارعون بالعصي من أجل هطول الأمطار!
وكون قبيلة ساساك تعتمد في حياتها على الزراعة والنسيج، فإنّ مسألة هطول الأمطار شيءٌ مقدسٌ عند أغرب قبيلة في العالم، إذ هناك عادةٌ غريبة يعتمدها سكان قبيلة ساساك في طلبهم لنزول الأمطار وهي عادة المصارعة بالعصي.
ووفقاً لموقع buoyant feet، اعتاد أفراد القبيلة أن يدخلوا في معارك بالعصي على أن يصيب أحد المتحاربين الآخر في رأسه لإسالة الدماء على الأرض، لأنه وفقا لمعتقدهم، فإنه كلما زادت كمية الدماء، هطلت الأمطار أكثر.
وعند نهاية المنازلة يقوم كبير القبيلة بتتويج المنتصر في معركة الدماء اعترافاً بقوته في محاربة الآخرين، واستغلت الحكومة الأندونيسية العادات الغريبة لقبيلة ساساك، لتحويلها لمزارٍ سياحي، إذ يعكف على زيارة قرى ساساك آلاف السياح سنوياً.