قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الجمعة 26 مايو/أيار 2023، إن هناك 10 منارات بحرية ظلت منتصبةً لأجيالٍ كحراس بطول السواحل الأمريكية، حيث كانت تحمي البحارة من الأخطار وترشدهم إلى بر الأمان، لكن الحكومة الفيدرالية تنوي التبرع بها مجاناً أو بيعها في مزادٍ علني.
إذ يستهدف البرنامج الذي تديره إدارة الخدمات العامة الأمريكية الحفاظ على تلك الممتلكات، التي يرجع تاريخ غالبيتها إلى أكثر من قرنٍ كامل. وقال جون كيلي، من مكتب التصرف في الأملاك غير المنقولة بإدارة الخدمات العامة، إنّ تطور التقنيات المعاصرة مثل نظام التموضع العالمي (GPS) يعني أن المنارات لم تعد ضروريةً من أجل الملاحة. وما يزال حرس السواحل الأمريكي يقدم المساعدات الملاحية عند تلك المنارات أو بالقرب منها، لكن البنايات نفسها لم تعد ضروريةً لإتمام المهام الحرجة.
منارات بحرية في أمريكا مثار انبهار المواطنين
مع ذلك يحافظ العامة على انبهارهم بالمنارات الشاعرية التي تُعَدُّ من المقاصد السياحية الرائجة ومن المعالم المحلية المحبوبة، فضلاً عن كونها موضوعاً مفضلاً لأعدادٍ لا تحصى من المصورين والفنانين. حيث تنتصب وحيدةً وقويةً في مواجهة المد والجزر والعواصف والليل والنهار، لتبعث بأنوارها المنقذة مهما كانت حالة الطقس.
أردف كيلي في تفسير لجاذبيتها: "يُقدِّر الناس الدور البطولي الذي يلعبه حارس المنارة المنفرد. لقد كانت تلك المنارات أدوات حقيقية لتوفير المسار الآمن نحو بعض الموانئ الأكثر خطورة، مما منح المجتمعات المحلية فرصاً رائعة للتجارة. وعادةً ما تقع تلك المنارات في مواقع بارزة تتمتع بمناظر خلابة".
في سياق متصل تنقل إدارة الخدمات العامة ملكية المنارات منذ أن مرر الكونغرس قانون حفظ المنارات الوطنية التاريخية عام 2000. وجرى نقل ملكية نحو 150 منارة حتى الآن، حيث تم التبرع بنحو 80 منها وبيع 70 أخرى بالمزاد العلني، لتجمع بذلك أكثر من 10 ملايين دولار.
يذكر أنه في العام الجاري، هناك ست منارات معروضة دون مقابل للوكالات الحكومية الفيدرالية والولائية والمحلية، أو المنظمات غير الربحية، أو المؤسسات التعليمية، أو غيرها من الكيانات المستعدة لصيانة المنارات والحفاظ عليها، مع جعلها متوافرةً للعامة من أجل الأغراض التعليمية، والترفيهية، والثقافية.
تضم القائمة منارة بليموث/غورنت بطول 10 أمتار في ولاية ماساتشوستس. إذ يرجع تاريخ البناء الخشبي ثماني الأضلاع إلى عام 1842، رغم أن الموقع كان يحوي منارةً سابقة يرجع تاريخها إلى عام 1768. كما شهد الموقع تعيين أول حارسة منارة أنثى في أمريكا داخل منارةٍ سابقة.
أما منارة كيلي المفضلة فهي منارة وارويك نيك في وارويك بولاية رود آيلاند. إذ يتجاوز طولها الـ15 متراً ويرجع تاريخها إلى عام 1827، وكانت أداة ملاحة مهمة للبحارة المتجهين إلى مدينة بروفيدنس.
التبرع بمنارات في أمريكا
تشمل بقية المنارات المعروضة بالمجان منارة ليندي بوينت في أولد سايبوروك بولاية كونيتيكت، ومنارة نوبسكا في فالموث بولاية ماساتشوستس، ونصب ليتل مارك آيلاند في هاربسويل بولاية مينت، ومنارة إيري هاربور نورث بيير في ولاية بنسيلفانيا.
قال كيلي: "تشرف منظمات غير ربحية على صيانة بعض تلك المنارات بالفعل، وستحظى تلك الوكالات بفرصة تقديم طلب لمواصلة فعل ذلك".
في حال عدم العثور على مالك جديد، فسوف يجري طرح المنارة للمزايدة التنافسية في مزادٍ علني.
تضم قائمة المنارات الأربع التي سيجري بيعها بالمزاد منارة كليفلاند هاربور ويست بييرهيد في ولاية أوهايو، وهي عبارة عن برج فولاذي بطول 15 متراً ويرجع تاريخها إلى عام 1911. ولا يمكن الوصول إلى المنارة إلا عبر القارب، لكنها تتمتع بإطلالةٍ خلابة على أفق المدينة.
أما بقية المنارات الأربع فتشمل منارة بينفيلد ريف في فيرفيلد بولاية كونيتيكت، ومنارة ستراتفورد شوال في قلب ناصفة لونغ آيلاند بين ولايتي نيويورك وكونيتيكت، ومنارة كيويناو ووترواي لاور إنترانس في شاسل بولاية ميشيغان.
يُذكر أن بعض مبيعات المنارات السابقة قد انتهت بتحويل المنارات إلى محال إقامة خاصة.