من المعروف عن النحل أنه من الحشرات النشيطة للغاية، والتي تفضل العيش في مجموعات شديدة التنظيم، نراها تنتقل في الحدائق بين الأزهار، إذ تمتص رحيقها لصنع العسل اللذيذ، لكن هل كنتم تعرفون أن للنحل ميزات أخرى قد تثير استغرابكم؟ على سبيل المثال يعتبر النحل من الحشرات الذكية للغاية، كما أنه سريع التعلم، ومعظم النحل الموجود في العالم لا يصنع العسل في حقيقة الأمر.
حقائق مذهلة عن النحل
1. معظمه لا يصنع العسل
يفترض كثيرون أن النحل بكل أنواعه من الحشرات الاجتماعية التي يعيش في خلايا أو مستعمرات مع ملكة النحل. لكن في حقيقة الأمر، نحو 10% فقط من النحل يعيش ضمن مجموعات، كما أن معظم الأنواع لا تصنع العسل.
يعيش معظم النحل حياة انفرادية، حيث يحفر أعشاشاً في الأرض أو يعثر على جحور خنفساء مهجورة في الأخشاب الميتة.
بعض النحل عبارة عن طفيليات كليبتوبراسية، تتسلل إلى أعشاش غير مأهولة لتضع البيض.
وتعيش أنواع قليلة من النحل الاستوائي، المعروفة باسم نسر النحل، عن طريق أكل الجيف. وتحتوي أحشاؤها على بكتيريا محبة للأحماض تمكن النحل من هضم اللحوم المتعفنة، وفقاً لما ورد في موقع howstuffworks.
2. النحل ذكي
يبدو العالم مختلفاً تماماً بالنسبة للنحلة عما هو عليه بالنسبة للإنسان، لكن تصورات النحل عن المحيط الخارجي ليست بسيطة كما نتخيل. النحل حيوانات ذكية، ومن المحتمل أنها تشعر بالألم وتتذكر الأشكال والروائح وتستطيع حتى التعرف على الوجوه البشرية. يمكن للنحل أيضاً حل المتاهات والمشكلات الأخرى التي قد تواجهها.
وتُظهر الأبحاث أن النحل مدرك لذاته وقد يكون لديه شكل بدائي من الوعي. خلال الساعات الست إلى العشر التي يقضيها النحل في النوم يومياً، تتماسك الذكريات داخل دماغ النحل، وهو عضو بحجم بذرة الخشخاش يحتوي على مليون خلية عصبية. وهناك بعض المؤشرات التي تشير إلى أن النحل قد يكون قادراً على رؤية الأحلام.
3. عالمه الحسي مختلف عن عالمنا
تختلف تجربة النحل الحسية عن العالم بشكل ملحوظ عن تجربتنا. على سبيل المثال، يرى البشر العالم من خلال الألوان الأساسية للأحمر والأخضر والأزرق. الألوان الأساسية للنحل هي الأخضر والأزرق والأشعة فوق البنفسجية التي لا يستطيع البشر تمييزها.
إن رؤية النحل أقل حدة بمقدار 60 مرة من رؤية البشر، إذ لا تستطيع النحلة الطائرة رؤية تفاصيل الزهرة حتى تصبح على بعد نحو (25 سم) منها. ومع ذلك، يمكن للنحل رؤية الأشعة فوق البنفسجية المخفية غير المرئية لنا، وهذه الأشعة تقود النحل إلى رحيق الأزهار.
يمكن للنحل أيضاً اكتشاف الزهور عن طريق تمييز تغيرات اللون عن بعد. عندما يشاهد البشر فيلماً صُوره تعرض بسرعة، ستبدو الرؤية مشوشة بالنسبة لهم ولن يستطيعوا تمييز التفاصيل الموجودة فيها. تشير هذه الظاهرة، التي تسمى تردد اندماج الوميض، إلى مدى قدرة أنظمتنا المرئية على تمييز الصور المتحركة. النحل لديه تردد اندماج وميض أعلى بكثير من البشر- سيكون علينا تشغيل الفيلم أسرع 10 مرات حتى يبدو كأنه ضبابي بالنسبة للنحل.
من بعيد، يكتشف النحل الأزهار عن طريق الرائحة. حاسة الشم لدى نحل العسل أكثر حساسية بمئة مرة من حاسة الشم لدينا. لذلك استخدم العلماء النحل لاستنشاق المواد الكيميائية المرتبطة بالسرطان ومرض السكري على أنفاس المرضى، والكشف عن وجود مواد شديدة الانفجار.
كما أن حاسة اللمس لدى النحل متطورة للغاية: يمكن أن يشعر بحواف صغيرة تشبه بصمات الأصابع على بتلات بعض الزهور.
وبالنسبة لحاسة السمع، يكاد يكون النحل أصم لمعظم الأصوات المحمولة في الهواء، إلا إذا كان قريباً جداً من المصدر، ولكنه يكون حساساً إذا كان يقف على سطح مهتز.
4. النحل سريع التعلم
يمكن للنحل أن يتنقل في المتاهات كما تفعل الفئران، وتظهر الدراسات أنه على دراية بأبعاد أجسامه. على سبيل المثال، عندما تم تدريب النحل الطنان على الطيران ثم المشي من خلال شق في لوح للوصول إلى الطعام على الجانب الآخر، قام النحل بالدخول إلى الشق بشكل جانبي، لأنه يدرك أن حجمه بهذه الطريقة سيكون أصغر وأكثر ملاءمة للدخول في الشق.
كذلك تم تدريب النحل الطنان على سحب خيط متصل بقرص بلاستيكي به ثقوب مخفية مملوءة بماء السكر. ثم قام الباحثون بإحضار مجموعة أخرى لم تتدرب على سحب الخيط، لكنها شاهدت المجموعة المدربة وهي تسحب الخيط للحصول على السكر.
تعلمت المجموعة الثانية التي لم تتلق أي تدريب، كيفية الحصول على السكر فقط عن طريق المراقبة، وتمكنت هي الأخرى من سحب الخيط والوصول إلى السكر. وقد أظهرت هذه الدراسة أن للنحل القدرة على التعلم الاجتماعي، أي التصرف بطرق مماثلة لسلوك الآخرين.
5. النحل بحاجة لمساعدتنا
تتناقص العديد من أنواع النحل في جميع أنحاء العالم، وذلك بفضل الضغوط البيئية والبشرية المختلفة وضمن ذلك وجود الطفيليات واستخدام المبيدات الحشرية وفقدان البيئة الطبيعية التي يعيش فيها النحل.
مع ذلك، نستطيع نحن البشر القيام بما في وسعنا لمساعدة النحل، والأمر أبسط بكثير مما تتخيل.
على سبيل المثال، نستطيع زراعة الزهور البرية المحلية في شرفات منازلنا بحيث تتوافر الأزهار في كل موسم. كذلك نستطيع تجنب استخدام المبيدات الحشرية أو مبيدات الأعشاب.
وإذا كنت تعيش في منطقة ريفية، من الممكن أن توفر أرضاً مفتوحة حيث يمكن للنحل أن يعشش.