يعرف زيت الأركان وشجرة الأركان عالمياً بمنافعه الصحية والتجميلية، إذ صرح العديد من المشاهير العالميين بكونه من أهم المنتجات التي تحافظ على نضارة بشرتهم و جمالهم، إذ يعتبر من المنتجات الطبيعية الغنية بالمنافع بعيداً عن الكريمات وملطفات البشرة الكيميائية.
حصل زيت الأركان على اعتراف أعلى منظمة في العالم، إذ اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك سنة 2021 أن 10 مايو/أيار من كل سنة هو العيد العالمي لشجرة الأركان، فيما حظي هذا القرار بدعم من 113 دولة عضواً في الأمم المتحدة.
تعتبر شجرة الأركان تراثاً ثقافياً لا مادياً للبشرية، بالإضافة إلى مصدر عريق للتنمية المستدامة، لم يتم اختيار 10 من مايو/أيار بمحض الصدفة، بل هو مستوحى من دورة نضج ثمرة شجرة الأركان.
أما على المستوى الداخلي في المملكة المغربية فالإعلان عن يوم عالمي للاحتفال بشجرة الأركان يعتبر تجسيداً لارتباط المملكة بهذه الشجرة، واهتمام المغرب بجودة منتوجه.
شجرة الأركان الثروة اللامادية للمغرب
حسب موقع "skynewsarabia" أكد المنسق الإقليمي لشبكة جمعيات الأركان للمحيط الحيوي بالمغرب "ميلود أزرهون" أن قرار الاحتفال بشجرة الأركان يعتبر تتويجاً لمسار طويل من المجهودات المبذولة للنهوض بهذا القطاع.
تحظى شجرة الأركان بمكانة خاصة في منطقة سوس المغربية التي تحتضن هذه الشجرة منذ مئات السنين، وتوصف بأنها من بين أقدم الأشجار في المغرب، إذ يعود تاريخها بالمملكة إلى بين 1500 و2000 سنة، كما تمتاز بعيشها لفترات طويلة تصل إلى 250 سنة، وتقول بعض الروايات إن عمر بعض أشجار الأركان تجاوز 5 قرون، متحملة المناخ شبه الجاف في المنطقة.
ويعتبر زيت الأركان أو "الذهب المغربي السائل" من أفضل أنواع الزيوت في العالم، وله عدة استخدامات تتجاوز الاستهلاك العادي في الطعام، إلى تجميل الوجه والبشرة والعناية بالشعر، بفضل احتوائه على مضادات الأكسدة وفيتامينات كثيرة أهمها فيتامين E، بالإضافة إلى الأحماض الدهنية الأساسية مثل أوميغا 6 وأوميغا 9.
تنتج المملكة المغربية سنوياً ما يزيد عن 5 آلاف طن من زيت الأركان. وتنمو هذه الشجرة في عدد من المناطق الواقعة بجنوب المغرب، مثل أكادير وتارودانت وسيدي إفني وشيشاوة، وخاصةً في منطقة سوس ما بين الصويرة وتافراوت.
تنتج ثمار شجرة الأركان نوعين من الزيوت، الأول خاص بالطعام، ويكون لونه بنياً داكناً وذا طعم قوي، والآخر خاص بالتجميل، ولونه أصفر ذهبي.
ويتوقع أن يصل الإنتاج العالمي، الذي يأتي معظمه من المغرب، إلى أكثر من 19 ألف طناً، أو ما يعادل ملياراً و79 مليون دولار أمريكي.
يصل سعر اللتر الواحد من زيت الأركان في السوق العالمية، إلى 3 آلاف يورو. وأصبح مادة أساسية في صناعة عدد من مواد التجميل، حيث يمكن أن تصادف منتجاتها في أرقى عواصم العالم.
منافع صحية من منتوج طبيعي واحد
تستخدم الزيوت النباتية نظراً لفوائدها الصحية، منذ زمن طويل، في الطهي وفي تصنيع المنتجات الصيدلانية ومستحضرات التجميل. ومن بين العديد من الزيوت النباتية الأساسية، يتميز زيت الأرغان بخصائص علاجية رائعة ذات قيمة نباتية وبيولوجية واجتماعية كبيرة.
زيت الأركان عبارة عن زيت نادر يحتوي على نسبة عالية من الأحماض الدهنية، مثل: حمض اللينوليك، وحمض الأوليك الذي يمكن أن يحسن نفاذية البشرة، ويساعد المكونات الأخرى على اختراق الجلد بسهولة أكبر. ويعالج زيت الأركان حب الشباب والتهاب الجلد، ويقلل من الشيخوخة المبكرة، ومفيد للشعر.
بالإضافة إلى زيت الأركان فثمار الأركان هي الأخرى تحمي من أنواع عديدة من السرطانات، بالإضافة إلى أنها تقلل من الكوليسترول ويساهم في تيسير الهضم، كما ينشط خلايا الدماغ ويقلل من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
كما تعتبر منتجات الأركان جيدة لمرضى القلب ونقص الفيتامينات والمعادن، بالإضافة إلى السمنة المفرطة.
تجاوز منافع الأركان حدود المغرب
فيما أثارت تصريحات الممثلة البريطانية "كاثرين زيتا جونز" منذ حوالي 6 سنوات حول حفاظها على نضارة بشرتها، تفاعلاً واسعاً، وقالت الفنانة الشهيرة: "إن سر بشرتها النضرة هو الذهب السائل أو زيت الأركان، ويستخرج من ثمرة شجر الأركان، وهو شجر نادر يوجد بسهل سوس المغربي، وهو يستخدم بكثرة في المطبخ التقليدي".
شجرة في طور الانقراض.. والمحمية الحيوية من اليونيسكو
منذ سنة 1998 حضيت شجرة الأركان بتصنيف "محمية حيوية" من اليونيسكو، هذا التصنيف دفع الهيئات المغربية للتدخل للحفاظ عليها من خطر الانقراض، بالإضافة إلى تمييزها وإدراجها في التراث الاقتصادي والثقافي بالمملكة المغربية.
حسب الخبراء تأثرت هذه الشجرة سلباً بسبب التغيرات المناخية، بالإضافة إلى الاستغلال المفرط والرعي الجائر خلال فترات الجفاف التي تضرب المناطق، ما دفع السلطات إلى أخذ هذه المؤشرات بعين الاعتبار، والبدء في توسيع المساحات المغروسة من شجرة الأركان في المنطقة.
سنة 2021 قامت السلطات المغربية بغرس أكثر من 100 ألف هكتار من شجرة الأركان لحمايتها من الانقراض، وتأهيل مجال صناعة الأركان بإقليم تيزنيت جنوب شرقي المغرب.