في خطوة ستؤدي إلى احتدام المنافسة في عالم الذكاء الاصطناعي، أعلن عملاق المعلوماتية "جوجل"، الأربعاء 10 مايو/أيار 2023، عن إتاحة الاستخدام العام باللغة الإنجليزية لروبوت المحادثة القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي "بارد" في 180 بلداً، بعد أن كان مقصوراً على الولايات المتحدة وبريطانيا، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
ومن المفترض أن يصبح هذا البرنامج قريباً قادراً على إجراء محادثات بـ40 لغة، وأن يكون متعدد الوسائط، أي أن يستطيع إدراج صور في أسئلة المستخدمين وفي أجوبته، وهو ما سينافس بشدة تطبيق "تشات جي بي تي-4".
رئيس شركة "جوجل" سوندار بيتشاي قال أمام آلاف الأشخاص في إحدى قاعات مقر المجموعة في مدينة ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا: "نحن شركة ذكاء اصطناعي قبل كل شيء منذ 7 سنوات، ونقف هنا عند نقطة تحول". وأضاف: "نعمل منذ مدة على جعل منتجاتنا جذرياً أكثر فائدة بفضل الذكاء الاصطناعي التوليدي، وفق مقاربة جريئة ومسؤولة".
ويشار إلى أن شركة "ألفابت" التابعة لمجموعة "جوجل" سارعت في فبراير/شباط الماضي إلى استحداث "بارد" بعد الإقبال الواسع على برنامج "تشات جي بي تي" الذي ابتكرته شركة "أوبن إيه آي" الناشئة الأمريكية بالتعاون مع "مايكروسوفت"، وأطلقته في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقد أثارت برمجية "تشات جي بي تي" اهتماماً واسعاً في العالم بالذكاء الاصطناعي التوليدي، بفعل قدرتها على إنشاء نصوص متقنة مثل رسائل البريد الإلكتروني والمقالات والقصائد، أو برامج معلوماتية، في ثوانٍ فقط.
وحُصِر استخدام "بارد" في البداية بمشاركين "موثوق بهم" في المرحلة التجريبية، قبل إفساح استخدامه في نهاية مارس/آذار الماضي للعامة، ولكن وفق قيود تتعلق بعدد الاستخدامات، ومن خلال لائحة انتظار لضبط الطلب. ولم يكن ممكناً استخدام "بارد" إلا في الولايات المتحدة وبريطانيا. وأعلنت "جوجل" الأربعاء أن "بارد" بات متاحاً بالإنجليزية في 180 دولة في مختلف أنحاء العالم.
ميزات جديدة لجوجل
ومن المفترض أن يصبح هذا البرنامج قريباً قادراً على إجراء محادثات بـ40 لغة، وأن يكون متعدد الوسائط، أي أن يستطيع إدراج صور في أسئلة المستخدمين وفي أجوبته. وشرحت الشركة التي تحتل الصدارة عالمياً من حيث استقطاب الإعلانات الرقمية، التحول الذي سيشهده تدريجياً البحث على الإنترنت، إذ ستظهر أجوبة مكتوبة عن أسئلة المستخدمين فوق الروابط التقليدية، وسيكون في وسع هؤلاء التحادث مع البرنامج لطلب توضيحات مثلاً.
كذلك، تعمل المجموعة على استحداث امتدادات، بحيث يمكن للمستخدمين التفاعل مع الروبوت مباشرة من تطبيق الخرائط "مابس" أو من صندوق "جيميل" البريدي أو من معالج النصوص عبر الإنترنت "دوكس". ولم تنسَ "جوجل" مستخدمي خدماتها السحابية، إذ ستوفر تقنيات للشركات التي ترغب في تصميم أدواتها القائمة على الذكاء الاصطناعي (البحث، روبوتات الدردشة وسواها) لتطبيقاتها، مع بياناتها الخاصة. وأعلنت مجموعة "مايكروسوفت" أخيراً عن خطوات مماثلة. ودمجت "مايكروسوفت" نموذج "تشات جي بي تي-4″، أحدث نموذج من برنامج المحادثة، في محركها للبحث "بينغ"، وجعلته الأسبوع الماضي متاحاً لعموم المستخدمين.