لطالما استهلك الإنسان الدجاج في مأكولاته اليومية، إذ يعتبر من المصادر الأساسية للبروتينات، بالإضافة إلى سعره الذي يعتبر في متناول الجميع، إلا أن هناك نوعاً من الدجاج يتجاوز سعره آلاف الدولارات، ويرجع ذلك إلى لونه الفريد ومذاقه المختلف.
الدجاج الأسود الإندونيسي، أو كما يسميه البعض "دجاج لامبورغيني"، وهي سلالة من الدواجن تتميز بلونها الأسود، سواء من الداخل أو الخارج، ابتداء من ريشه، وصولاً إلى عظامه، بينما له دم أحمر مائل للسواد، عكس باقي أنواع الكائنات الحية.
يعتبر دجاج لامبورغيني الأغلى في العالم والألذ، إذ يبدأ سعر الديك الواحد فقط من 250 دولاراً، وهذا السبب الذي استوحى منه اسمه لامبورغيني، نظراً لقيمته المادية المرتفعة.
لقي هذا الطائر اهتماماً خاصاً في مهرجان الفلاحة المقام في مدينة مكناس بالمملكة المغربية، إذ وصل سعر الديك الواحد قرابة ألف دولار أمريكي، أما بيضها فبيع بقيمة 60 دولاراً للبيضة الواحدة.
الدجاج الأسود الإندونيسي.. والقوى الخاصة
حسب موقع "medium" الأمريكي يعود أصل الدجاج الأسود إلى جاوة في إندونيسيا، رغم عدم وجود دليل على مكان نشأته الأولى، وهو عبارة عن طفرة جينية ناتجة عن التزاوج بين طائر الغابة الأخضر وطيور الغابة الحمراء.
اسمها يحمل معاني متعددة مع كلمة "أيام" تعني الدجاج بالإندونيسية والسيماني، إما تشير إلى قرية أو "أسود خالص" باللغة السنسكريتية.
ويعود اسمها الغامض إلى أيام سيماني، والتي لها سمة نادرة تسمى "فيبروميلانونيس"، هذه السمة هي التي تسبب فرطاً في تصبغ جسم الدجاجة، الشيء الذي يؤدي إلى تحول لونها إلى الأسود، على عكس المهق فيتجاوز التصبغ في هذه الدجاجة الريش أو الجلد.
إذ تملك الدجاجة لحماً وعظاماً وأعضاء داخلية سوداء بالكامل، الشيء الوحيد الذي لم يُصب بالتصبغ وأصبح أسود هو دمها، إلا أنه أغمق من باقي دماء الدواجن العادية. كان ينظر إلى هذا الطائر في إندونيسيا على أنه رمز للمكانة، إذ تحتفظ به العائلات الثرية وتعتني به، فيما تقول بعض الخرافات الإندونيسية إن لهذا النوع من الدجاج قوى سحرية خاصة.
في إندونيسيا يخصص هذا النوع من الدجاج للنساء الحوامل لاحتواء لحومه على نسبة عالية من الحديد؛ إذ تعمل العائلات الإندونيسية على ذبحه في مناسبات الولادة؛ حتى يحصل المولود الجديد في اعتقادهم على القوة والثروة.
اكتشف المستوطنون الهولنديون السلالة لأول مرة بعد أن شاهدوا السكان المحليين يستخدمونها في الطقوس الدينية؛ حيث تتم التضحية بها أحياناً لإرضاء الآلهة. مفتونون بمظهرها، أراد بعض هؤلاء المستوطنين إعادتها إلى أوروبا، ولكن لم يكن الأمر كذلك حتى عام 1998 عندما استوردها مربّ هولندي يُدعى "يان ستفيرينك".
5000 دولار للدجاجة لامبورغيني الواحدة
حسب موقع "vice" الأمريكي لدجاج لامبورغيني العديد من أنواع الريش المختلفة، كما يعتبر الأكثر قيمة عالمياً، قد يصل سعر الدجاجة الواحدة إلى 5 آلاف دولار أمريكي، إلا أنه لا توجد الكثير منها في العالم، خاصة التي تملك لساناً أسود أيضاً.
في الولايات المتحدة الأمريكية يوجد أقل من ألف دجاجة سوداء إندونيسية، يوجد أقل من ألف أيام سيماني بألسنة سوداء بالكامل في الولايات المتحدة، ومن المحتمل أن تحمل تلك التي لديها ألسنة وردية واحدة فقط من السمتين اللتين يتميز بهما هذا النوع من الدجاج، مما يجعله غير مؤهل للمشاركة في المسابقات العالمية الخاصة بالحيوانات والزراعة.
يمكن أن يتحول لحمها إلى اللون الرمادي ببطء. بصرف النظر عن لونها، فإن أحد أسباب كونها باهظة الثمن هو أنها على عكس الدجاجات الأخرى التي تضع بيضها، تضع أيام سيماني حوالي بيضة واحدة أو بيضتين فقط في الأسبوع، بإجمالي 60 إلى 100 بيضة في السنة.
في بعض الأحيان تتوقف لمدة تصل إلى 6 أشهر قبل أن تبدأ في الاستلقاء مرة أخرى. بالاقتران مع حقيقة أن ليس كل الكتاكيت ستظهر لونها الأسود اللامع، فإن هذا يجعل تربية سلالة دجاج لامبرغيني الأصيلة أمراً صعباً، وهذا هو سبب صعوبة الحصول عليها.
على الرغم من تكلفتها الباهظة والتلوين غير المعتاد، فليس من الصعب تربيتها، وقد وصفها المربون بأنها طيور قوية وقادرة على الصمود، وقادرة على تحمل معظم الأمراض.