أثار الفنان الألماني، بوريس إلدغسن، ردود فعل غاضبة، عقب فوزه بجائزة مرموقة في مجال التصوير، عن صورة أُنشئت بواسطة تقنية الذكاء الاصطناعي، لا سيما أن الفنان تعرض لاتهام بـ"التضليل"، كما رفض تسلم جائزة عن الصورة.
دافع إلدغسن عن نفسه، وقال إنّه كان واضحاً منذ البداية فيما يخصّ طبيعة عمله، وأنه لن يقبل المكافأة الممنوحة له ضمن جوائز "سوني العالمية" للتصوير الفوتوغرافي، لأنّ مسابقات مماثلة ليست جاهزة بعد للتعامل مع تقنية الذكاء الاصطناعي.
اللجنة المسؤولة عن منح الجوائز، أوضحت أنّها كانت على علم بطبيعة الصورة، لكنّها اتهمت الفنان "بتضليل متعمّد"، وهو ما أثار غضب إلدغسن.
كان القائمون على جوائز "سوني" العالمية للتصوير، أعلنوا في مارس/آذار 2023، فوز صورة إلدغسن التي تظهر فيها امرأتان وتحمل عنوان "سودومنيجيا: ذي الكتريشن" (Pseudomnesia: The Electrician)، في فئة الأعمال الإبداعية.
أوضح إلدغسن في مقابلات أجراها عقب فوزه كيف أنجز العمل، مشيراً إلى أنه كان يرغب من خلال خطوته هذه في أن يطرح نقاشاً بشأن مسألة الذكاء الاصطناعي.
كتب إلدغسن الأسبوع الفائت أنّ "الصور التي تبتكرها برامج الذكاء الاصطناعي وتلك الفوتوغرافية لا ينبغي أن تتنافس في جوائز كهذه"، ورفض تالياً الجائزة الممنوحة له.
أشار القائمون على الجوائز إلى أنهم كانوا يتطلّعون لإشراك الفنان في نقاش عن الذكاء الاصطناعي، إلا أنهم سحبوا الصورة "تماشياً مع رغبته".
يأتي هذا فيما يخشى عدد كبير من المصوّرين والفنانين أن تهدد برامج الذكاء الاصطناعي مصدر رزقهم، لأنها تتيح لأي شخص إنشاء صور جميلة بمجرّد نقرة.
كذلك فإن الشيوع السريع لبرامج الذكاء الاصطناعي المتخصّصة في إنشاء صور، بدأ يتسبّب في رفع دعاوى قضائية، بعدما جرى "تدريب" تلك الأنظمة باستخدام كمية كبيرة من الصور، قد يكون عدد كبير منها محمياً بموجب حقوق الطبع والنشر.
يأتي هذا فيما تحقق تقنيات الذكاء الاصطناعي تقدماً مستمراً، وتعلن شركات التكنولوجيا الكبرى عما تحققه من طفرات في مجال الذكاء الاصطناعي، منذ أن أحدث روبوت الدردشة "تشات جي.بي.تي"، التابع لشركة "أوبن إيه.آي"، المدعوم من شركة مايكروسوفت، ضجةً كبيرة، ما أدى إلى موجة من الاستثمارات وسباق للسيطرة على الساحة.
كانت شركة "مايكروسوفت" (وورد، إكسيل، باور بوينت، تيمز، أوتلوك…) ومنافستها "جوجل" (جوجل دوكس، جي مايل)، قد أعلنتا في منتصف مارس/آذار 2023، أنهما ستدمجان تقنية الذكاء الاصطناعي في برامجهما المعلوماتية التي تستخدمها الشركات، وذلك "في غضون أشهر قليلة". وأعلنت الشركتان انطلاق مرحلة التجارب.
في موازاة ذلك، يتزايد عدد الدراسات للتكهّن بالتأثير الكبير الذي سيحدثه الذكاء الاصطناعي على عالم الأعمال، مع تضرر مئات الملايين من الوظائف أو حتى الاستعاضة عنها، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.