انتهت أخيراً محنة الرضيعة "فيتن" أو "غيزم" كما يسميها الممرضون، عقب انتشالها من تحت أنقاض الزلزال الذي ضرب تركيا في 6 فبراير/شباط 2023، بعد مرور 128 ساعة من حدوثه، وقالت وسائل إعلام تركية، الأحد 2 أبريل/نيسان، لقد تم تسليم الطفلة لوالدتها.
كان زلزال مدمر ضرب مناطق في جنوب شرق تركيا، ووصل تأثيره إلى الشمال السوري، وتسببت الكارثة في وفاة أكثر من 56 ألف شخص وإصابة عشرات الآلاف، إلى جانب خسائر مادية كبيرة قُدرت بأكثر من 100 مليار دولار أمريكي.
حيث قالت وزارة الخدمات الاجتماعية والأسرة في تركيا إنها سلمت طفلة تبلغ من العمر 3 أشهر ونصف الشهر إلى والدتها، عقب التأكّد من هويتها، بعد إجراء فحص الحمض النووي DNA للطفلة ووالدتها على حدّ سواء، حيث أظهرت النتيجة صلة القرابة بينهما.
فيما لم يكن لدى السلطات أي بيانات للطفلة، بما في ذلك اسمها، عندما تم إخراجها من تحت الأنقاض، وتمّ نقلها من ولاية أنطاكية عقب إخراجها من تحت الأنقاض إلى مشفى بمدينة أضنة لتلقي العلاج.
بعد ذلك تم نقلها إلى مأوى في العاصمة أنقرة، رفقة دميتها الصغيرة التي كانت المفتاح بالنسبة لأسرتها للتعرّف على طفلتهم الصغيرة، التي فقدت والدها وشقيقيها الاثنين جرّاء الزلزال.
بينما أطلقت الممرضات اسم "غيزم" على الطفلة، لكن اسمها الحقيقي "فيتن"، وفق ما كشفت والدتها، التي تدعى ياسمين باغ داش، بعدما قامت وزارة الخدمات الاجتماعية والأسرة بلمّ شملها مع طفلتها أخيراً، بعد 54 يوماً من الزلزال، بحضور الوزيرة ديريا يانيك في ولاية أضنة، حيث تعيش الأم اليوم بعدما هُدِم بيتها في أنطاكية.
قالت يانيك في تصريحاتٍ نقلتها وسائل إعلام في تركيا إن "والدة الطفلة تستمر في تلقي العلاج بعد إصابتها جرّاء الزلزال، لكن رغم ذلك ستعيش الطفلة برفقتها، إذ لا يوجد ما يمنع ذلك بعد التأكد من هويتها".
كانت فيتن واحدة من بين مئات الأطفال الذين تمّ نقلهم إلى دور الرعاية غير مصحوبين بعائلاتهم بعد وقوع الزلزال. وتسبب الزلزال بفقدان التواصل بين آلاف الأطفال وذويهم، بعد إنقاذهم وإخراجهم من تحت الأنقاض. ويعود السبب الرئيسي في ذلك لعدم قدرة الأطفال على التعريف بأنفسهم لصغر سنّهم وصعوبة النطق لديهم.
بينما تحاول وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية لمّ شمل الأطفال مع ذويهم من جديد، وذلك من خلال اللجوء لإجراءات صارمة، بينها إجراء فحص الحمض النووي، لتأكيد صلة القرابة بين الأطفال وأولئك الذين يرغبون في تسليمهم.