رصدت التلسكوبات ثقباً هائلاً مريباً في الشمس، إذ يظهر هذا الثقب على شكل بقعة سوداء كبيرة، ويقدر العلماء أنه أكبر من حجم الأرض بـ18 إلى 20 مرة، فما هو هذا الثقب وكيف تشكل وهل سيؤثر على حياتنا نحن سكان الأرض؟
ما هو الثقب الإكليلي، وكيف يتشكل؟
يعرف هذا النوع من الثقوب بالثقوب الإكليلية، وتتكون عادة بسبب وجود تفاوت في معدلات كثافة البلازما على سطح الشمس، ففي بعض المناطق قد تكون البلازما أقل كثافة من المتوسط بسبب انخفاض مستويات الطاقة والغاز والتي تحدث بسبب اضطرابات طبيعية في المجال المغناطيسي الشمسي.
وتبدو هذه الثقوب الإكليلية سوداء في الصور، إلا أنها ليست قاتمة في واقع الأمر، إنما يكون الغلاف المحيط بالشمس في مناطق الثقوب أبرد من المناطق الأخرى، لذلك تبدو في الصور كأنها أكثر قتامة، وفقاً لما ورد في موقع Nasa.
كيف سيؤثر الثقب الإكليلي على كوكب الأرض؟
على الرغم من أن الشمس بعيدة عنا بما يكفي، فإن هذه الثقوب الإكليلية الموجودة على سطحها قد تؤثر بشكل غير مباشر على كوكب الأرض.
إذ تساهم هذه الثقوب في توليد تيارات سريعة نسبياً من الرياح الشمسية، وتساعد على انتقال هذه الرياح بسرعة أكبر إلى الفضاء الخارجي.
ماذا يعني هذا؟
لا داعي للقلق، فالرياح الشمسية ما هي إلا جسيمات مشحونة بالطاقة تنطلق من الشمس وتنتشر في الفضاء، وعندما تصل إلى الأرض تتفاعل مع الغلاف المغناطيسي وتتشكل الظاهرة الفريدة التي نسميها "الشفق القطبي".
ويرجح العلماء أن الثقب الإكليلي الهائل المكتشف حديثاً قد يحفز إطلاق موجات من الرياح الشمسية باتجاه الأرض.
ولا يعتبر ذلك أمراً خطيراً على الإطلاق، إذ لن يترتب عليه أكثر من ظهور الشفق القطبي وقد تحدث بعض الأعطال في الأقمار الصناعية، وفي أسوأ الحالات قد يحدث انقطاع مؤقت في موجات الراديو ببعض المناطق.
تأثير الثقب الإكليلي على الشمس والفضاء الخارجي
رغم أن هذا الثقب لن يؤثر على الأرض، فإن له بعض التأثيرات على الشمس وفي الفضاء الخارجي، منها:
1- التأثير على التوازن الحراري للشمس: قد يتسبب الثقب الإكليلي في تدهور التوازن الحراري للشمس، مما يؤدي إلى زيادة الأشعة فوق البنفسجية والأشعة السينية.
2- التأثير على المجالات المغناطيسية للشمس: قد يؤثر الثقب الإكليلي على المجالات المغناطيسية للشمس مسبباً تشوهات في طقس الفضاء وزيادة في الإشعاع الكوني.
3- التأثير على الاتصالات الفضائية: قد تؤثر الاضطرابات التي يسببها الثقب الأسود العملاق، على الاتصالات الفضائية والأقمار الصناعية.
4- التأثير على مسار الأقمار الصناعية: يمكن أن يؤثر الثقب على مسارات الأقمار الصناعية، مما يؤدي إلى تحركها بشكل متقطع، ويجعل من الصعب تحديد الموقع الدقيق للأقمار الصناعية.