وجدت دراسة أنَّ الناس يعانون من جودة نوم أقل في الأيام التي يشربون فيها القهوة، لكنهم بالمقابل، يمشون أكثر. حيث نشرت دورية New England Journal of Medicine بحثاً أفاد بأن الأشخاص الذين شربوا القهوة بالكميات التي أرادوها، قد قطعوا نحو 1000 خطوة إضافية يومياً، بينما نام الأشخاص أنفسهم نحو 30 دقيقة أكثر في الأيام التي امتنعوا خلالها عن شرب القهوة، حسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
غريغوري ماركوس، من جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو، قال إنَّ النتيجة لم تفاجئه. وأوضح: "هناك بعض الأدلة على أنَّ الكافيين قد يعزز الأداء البدني. من خلال القصص المتناقلة، تسمع الناس يقولون إنهم يجرون أفضل أو يتحسن أداؤهم في التمرين بعد تناول القهوة". وأضاف ماركوس: "اعتقادي أنَّ الناس يكونون ببساطة أكثر حماساً لممارسة الرياضة، ويكونون أكثر تفاعلاً بعد تناول القهوة".
ومع ذلك، لا يمكنه التأكد من آلية هذا التأثير؛ وستكون هناك حاجة إلى مزيد من البحث للتأكد من أنَّ القهوة هي السبب الحقيقي في زيادة المشي، وليس بعض التأثيرات الخفية الأخرى، ومن الأفضل فهم تأثيرات الكافيين على النوم.
وقال ماركوس إنَّ الاكتشاف المثير للاهتمام حول تأثيرات النوم في دراستهم هو مدى تغير عادات النوم. وتابع ماركوس: "أعتقد أنَّ هذا ربما ينطبق على تجارب الأشخاص المختلفين. كلنا نعرف شخصاً يقول: يمكنني تناول القهوة قبل النوم ومع ذلك أستمتع بنومٍ هانئ. قد يكونون محقين".
واشتملت الدراسة على 100 شخص وُكِّل إليهم شرب القهوة أو عدم شرب القهوة، عشوائياً، وفي أيام مختلفة على مدار أسبوعين؛ ما سمح للباحثين بدراسة العلاقة السببية، وكان الغرض الرئيسي من الدراسة هو معرفة ما إذا كان استهلاك الكافيين يؤثر في أحد المؤشرات الأساسية لصحة القلب، لكنها لم تجد فرقاً كبيراً. وفي المقابل، لوحظت النتائج الثانوية المتعلقة بالنوم والتمارين الرياضية.
ومع ذلك، لا يعني هذا أنَّ النتائج ستكون دون منازع. فقد تضمنت الدراسة دفع ثمن القهوة للمشاركين. وأحد التفسيرات المضادة المحتملة هي أنه في الأيام التي شربوا فيها القهوة، ذهب المشاركون في الدراسة لمسافات أبعد من أجل الشراء من المقاهي الفاخرة، ففي النهاية، العلماء هم من يدفعون. ومع ذلك، علّق ماركوس أنَّ هذا لا يتوافق مع التقارير أو الإيصالات التي قدموها. إذ يبدو أنَّ الناس لم يقطعوا ألف خطوة إضافية للحصول على قهوتهم.
وظهرت مشكلة أخرى لا يمكن إغفالها، والتي يمكن أن تفسر جزءاً على الأقل من التأثير؛ وهي أعراض انسحاب الكافيين. فقد تضمن البحث استجواب المشاركين بشأن ذلك. وقال ماركوس: "لم يكن بعضهم سعيداً على الإطلاق في الأيام التي لم يشربوا فيها القهوة". ومن الممكن، كما أقر ماركوس، أنَّ الأيام التي مُنِع فيها الناس من تناول القهوة، كانوا ببساطة غاضبين جداً لدرجة الامتناع عن المشي لمسافات طويلة.