يتساءل العديد من الأشخاص عما إذا كانت هناك بعض الأجزاء في جسمنا لا تؤدي وظيفة مفيدة، حسب بعض العلماء يوجد عدد من الأجزاء في الجسم قد لا يكون لها دور مهم، فيما لا تزال الأبحاث جارية بخصوص أعضاء أخرى.
يتمتع العلماء بسجل حافل بأهمية تصنيف الأجهزة قبل تعلّم وظائفها الحقيقية. ولكن كلما تعلمنا أكثر، أدركنا أن العديد من تلك الأجزاء "غير النافعة" ضرورية في الواقع.
في تسعينيات القرن التاسع عشر، نشر عالم التشريح "روبرت ويدرسهايم" قائمة تضم 86 بقايا بشرية وأجزاءً أخرى فقدت قيمتها الفسيولوجية، تضمنت هذه القائمة تشريحاً أساسياً للكثير من أجزاء الجسم الدقيقة؛ مثل الصمامات الرئيسية في الأوردة التي تساعد في توجيه تدفق الدم، والغدة الصعترية التي تصنع خلايا الدم البيضاء المقاومة للأمراض، والغدّتين النخامية والصنوبرية المنتجتين للهرمونات.
يواصل العلماء اكتشاف أشياء جديدة عن جسم الإنسان حتى يومنا هذا. مع أخذ ذلك في الاعتبار، إليك 10 من أجزاء جسم الإنسان تبدو عديمة الفائدة، وبعضها لا يزال مثيراً للجدل:
ضروس العقل وتأثيرها على بقية الأسنان
رغم أنها تساعد في مضغ الطعام، لكن غالباً ما تعتبر غير ضرورية؛ إذ يفشل ضرس على الأقل في النمو عند قرابة 22% من الناس حول العالم، كما قد تتسبب هذه الضروس في تأثر بقية الأسنان.
أرجع بعض العلماء السبب إلى أن البشر طوّر أفكاكاً أصغر مع الوقت، إلا أن هناك أدلة أخرى بينت أن وجبات الطفولة مسؤولة أكثر عن ذلك؛ إذ قد يحفز تناول الأطعمة التي يصعب مضغها؛ مثل الخضار النيئ والمكسرات، نمو الفك، بينما تناول الأطعمة الطرية والمعالجة يعيق نمو الفك إلى حد ما؛ مما يترك مجالاً صغيراً لضروس العقل.
تكوّنت قبل تحديد الجنس في الرحم
حسب موقع "live science" الأمريكي تقول قائدة فريق أبحاث الرعاية الصحية بجامعة نيو ساوث في سيدني الدكتورة "ميشيل موسكوفا" إن جميع الأجنّة البشرية تتطوّر في الرحم في البداية إلى جميع الأجزاء نفسها، وبعد مرور سبعة أسابيع عن الحمل يبدأ الجنين في التمايز.
إذ يبدأ جين يسمى SRY على الكروموسوم Y ويبدأ في تطوير الأعضاء التناسلية الذكرية واختفاء الأعضاء الأنثوية. تبدأ الحلمات في التكون قبل تنشيط SRY؛ لذلك ينتهي الأمر بجميع البشر أن تكون لديهم حلمات.
رغم استخدام هذه الحلمات في الرضاعة عادةً، غالباً ما تستمر حلمات الذكور في الاستجابة للتحفيز الجنسي؛ لذلك قد يختلف البعض مع فكرة أنها "عديمة الفائدة" تماماً.
الجهاز الميكعي الأنفي
في بعض البشر يمكن العثور على بقايا أنبوب وعضو كاشف للفيرومون من خلال سقف تجويف الأنف. هذا الهيكل، المسمى بالعضو الأنفي أو عضو جاكوبسون، موجود وفعال في العديد من الحيوانات، بما في ذلك الزواحف والبرمائيات والثدييات. هناك أدلة تشريحية وجينية تشير إلى أن العضو لا يعمل لدى البشر الذين يحملونه، لكن هذه المسألة "لا تزال محل نقاش واسع"، وفقاً لمراجعة أجريت عام 2018 في دورية Cureus.
عضلة الراحة الطويلة
وظيفياً، تساعد هذه العضلة في ثني اليد عند الرسغ وفي شد راحة اليد؛ إذ تمتد عضلة الراحة الطويلة من أسفل عظم الضد إلى النسيج الضام السميك في راحة اليد، لكن حسب المصدر نفسه لا يملك جميع البشر هذه العضلة؛ إذ يمكن للأشخاص الذين لا يملكونها القيام بنفس الحركة.
يفترض بعض العلماء أن هذه العضلة لأكثر ارتباطاً وظيفياً بالكائنات المتسلقة للأشجار مقارنة بالموجودة على اليابسة كالبشر وبعض الحيوانات.
العضلتان الهرميتان
تنشأ العضلتان الهرميتان عند المفصل بين عظمتي العانة وتمتدان إلى كل جانب من لينيا ألبا، وهو خط من النسيج الضام يمتد أسفل منتصف البطن. تختلف هذه العضلات في الحجم، ونسبة من البشر يفقدون إحدى العضلتين أو كلتيهما ولا يعانون أي آثار سيئة من غيابهما.
وفقاً لتقرير صادر سنة 2017 تشير التقديرات إلى أن قرابة 20% من الأشخاص حول العالم يفقدون واحدة على الأقل من هاتين العضلتين، لكن قد تختلف هذه التقديرات باختلاف عدد السكان الذين أجريت عليهم هذه الدراسة.
نقطة داروين
حسب موقع "businessinsider" تعتبر نقطة داروين أو حدبية داروين، هي نتوء يظهر في بعض الأحيان في الحافة الخارجية للأذن، كما يعتقد أن الهيكل هو عبارة عن تشوّه غير ضار وهو بقايا مفصل سمح من قبل للجزء العلوي من الأذن بالثني لأسفل فوق قناة الأذن.
عضلات الأذن أو شحمة الأذن
عضلات أو صوان الأذن هو الجزء الخارجي أو المرئي من الأذن؛ إذ تعتبر هذه العضلات المرتبطة بالأذن أثرية في الإنسان مما يعني أنها فقدت كل أو معظم وظيفتها الأصلية على مدار الزمن، في حين أن معظم الكائنات يمكن أن تدور أذنها لاستجابة الصوت، فقد فقد البشر هذه القدرة؛ إذ أصبح هناك القليل من الناس فقط قادرون على هز آذانهم.
الجفن الثالث
للإنسان بقايا للجفن الثالث الموجودة عند معظم الحيوانات. هذا الجفن الأثري يُسمى plica semilunaris، يبدو وكأنه نتوء صغير سمين. ورغم أنه يُعتقد أحياناً أنه عديم الفائدة لأنه لا يعمل كجفن، إلا أنه يدعم في الواقع دوران مقلة العين ويساعد في تصريف الدموع. ومع ذلك، يمكن إزالة الأنسجة في المرضى الذين يحتاجون إلى جراحة لمعالجة ضيق أو انسداد القناة الدمعية.
الزائدة الدودية
الزائدة الدودية هي ملحق يشبه الجيب يمتد من الأمعاء الغليظة، قد تكون عضواً أثرياً ساعد أسلافنا على هضم النباتات. ويبدو حقيقة أن بعض الناس يولدون بدون الزائدة الدودية وأن العديد منهم قد أزالها جراحياً دون أي عواقب واضحة تدعم هذه الفكرة.
في الآونة الأخيرة أثبتت الأبحاث الوظائف المحتملة للزائدة الدودية في مجموعة واسعة من الثدييات، بما في ذلك البشر. قد يكون هذا العضو خزاناً لبكتيريا الأمعاء المفيدة.
عظم الذَنَب
يعتبر عظم الذنب البشري، أو العُصعُص، أثرياً أيضاً؛ مما يعني أنه فقد وظيفته الأصلية على مر الزمن التطوري. كان من قبل جزءاً من الذيل الفعلي، ويتكون عظم الذنب البشري الآن من ثلاث إلى خمس فقرات بدائية مُدمجة معاً لتشكيل عظم واحد. وهو بمثابة نقطة تثبيت للعديد من العضلات والأربطة والأوتار؛ لذا في حين أنه ليس من دون فائدة، فهو لم يعد ذيلاً.