في لفتة إنسانية، جمع طلاب مدرسة ثانوية في تكساس أكثر من 250 ألف دولار لعامل نظافة المدرسة، البالغ 80 عاماً حتى يساعدوه على التقاعد، بعد أن اضطر للعودة إلى العمل نتيجة ارتفاع إيجار منزله، حسب ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
ويُعرف عامل النظافة بين الطلاب باسم السيد جيمس، وقد عاد إلى العمل في يناير/كانون الثاني بعد زيادة إيجار منزله بقيمة 400 دولار شهرياً، وفقاً لقناة KDFW الأمريكية. بينما أطلق طلاب مدرسة كاليسبيرغ الثانوية -على بُعد 130 كيلومتراً شمال دالاس- حملتهم في الأسبوع الماضي، ونشروها على تيك توك؛ آملين في جمع 10 آلاف دولار. لكن الحملة جمعت أكثر من 270 ألف دولار من 8 آلاف متبرع على الأقل حتى يوم الجمعة، 24 فبراير/شباط.
وقال غريسون ثورمان، طالب التخرج الذي أطلق الحملة، لقناة KTEN الأمريكية: "تحطم فؤادي عندما رأيته في الردهة. لا يجب أن يعمل أي شخصٍ في عمره، بل يجب أن يعيش ما تبقى من حياته في راحة.. أتفهمون ما أعنيه؟".
ورفض جيمس إجراء أي مقابلات مع وسائل الإعلام المحلية. بينما قالت مارتي يوسكو، الطالبة الأخرى التي شاركت في إطلاق الحملة، لقناة KDFW: "عندما أخبرناه بما حدث، قال لنا: يا للهول، لا بأس!". وظلت حملة جمع التبرعات مفتوحة حتى ظهر يوم الجمعة.
وتُسلّط قصة جيمس الضوء على الصعوبات المالية الشديدة التي يعانيها كبار السن الأمريكيون.
إذ يعمل الملايين من الأمريكيين خلال السنوات المفترضة لتقاعدهم. وبحلول 2030، من المتوقع أن نشهد نمواً بنسبة 96.5% في عدد الأشخاص الذين تجاوزوا الـ75 من عمرهم، ولا يزالون في القوى العاملة، وفقاً لمكتب إحصاءات العمل الأمريكي. ويُشكل الأشخاص في عمر 75 عاماً أو أكبر الفئة العمرية الوحيدة التي من المتوقع أن ترتفع نسبة مشاركتها في القوى العاملة على مدار العقد المقبل.
بينما بلغ متوسط إعانة الضمان الاجتماعي 1,546.59 دولاراً في أغسطس/آب الماضي.
في ما قالت كاثي لويبي، معلمة في أواخر الستينيات من عمرها، لصحيفة The Guardian البريطانية عام 2021: "يجب أن أعمل لمجرد أن أظل قادرةً على سداد فواتيري المنتظمة".
ويتعين على العديد من كبار السن الأمريكيين مواصلة العمل لسداد ديونهم. يُذكر أن الأمريكيين الأكبر من 62 عاماً يُشكلون أسرع فئات السكان نمواً بين المقترضين الطلاب، وفقاً لمجلة New Yorker الأمريكية. وذكرت المجلة أن من تجاوزوا الـ50 عاماً أصبحوا يشكلون نحو 20% من إجمالي 45 مليون شخص لديهم ديون طلابية.
وقال تيد نيومان، موظف الولاية المتقاعد في أوهايو، عام 2021: "أعمل بدوامٍ كامل على مدار الأعوام الثمانية التي مضت منذ تقاعدي، وكذلك زوجتي. لقد أنفقت أجرها السنوي بالكامل تقريباً لسداد دينها الطلابي. بينما عملت أنا لتوفير الإضافات التي يحتاجها المنزل. لن أعيش طويلاً بما يكفي لسداد ديني، وأخطط للتخلف عن السداد؛ لأنني لا أستطيع تحمله بعد الآن".