تتذكر أحلامك بشكل دقيق وكأنك عشتها في الواقع؟ ما هو “الحلم الواضح” وكيف يؤثر سلباً على حياتك؟

هل سبق أن رأيت حلماً نابضاً بالحياة، بدا لك وكأنه حقيقة عشتها بالفعل؛ لدرجة أنك قادر على تذكر كل تفاصيله بعد الاستيقاظ؟ هذا النوع من الأحلام يسمى في علم النفس "الحلم الواضح"، وهو ظاهرة قد تبدو جذابة للوهلة الأولى، إلا أنها تحمل في طياتها العديد من السلبيات.

ما هو الحلم الواضح؟

الحلم الواضح هو الحلم الذي نشعر بأنه حقيقي للغاية عندما يراودنا، ونستطيع تذكره بأدق التفاصيل عندما نستيقظ، وقد يكون هذا الحلم سعيداً أو حزيناً، حسب الحالة التي تعيشها في حياتك الواقعية، وقد يكون هذا الحلم أيضاً غير مرتبط على الإطلاق بما تمر به في حياتك.

الباحثون ليسوا متأكدين تماماً من سبب الحلم الواضح، لكنهم اكتشفوا أن الأمر يتعلق بكيفية تخزين أدمغتنا لذكرياتنا.

كما نعلم هناك مرحلتان من النوم:

1. مرحلة نوم حركة العين غير السريعة (NREM): في هذه المرحلة تميل أحلامك لأن تكون بسيطة للغاية. 
2. مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM): وفي هذه المرحلة، تكون أحلامك معقدة وأكثر تفصيلاً.

تتكون دورة النوم بشكل أساسي من هاتين المرحلتين، وتستغرق دورة النوم حوالي 90 دقيقة. في ليلة عادية، سيخضع عقلك من أربع إلى ست دورات من دورات النوم تلك. وبينما يستعد جسمك للاستيقاظ، يزداد طول فترات حركة العين السريعة ويقل طول فترات حركة العين غير السريعة.

لذلك، فإن الأحلام التي تحدث في فترة حركة العين السريعة (REM) من دورة النوم الأخيرة قبل الاستيقاظ هي تلك التي تتذكرها على الأرجح. وعادة ما نستيقظ في منتصف مرحلة نومنا REM لأن أجسامنا قد استوفت حصتها من النوم، وأصبحت مستعدة للاستيقاظ.

ومع ذلك، إذا كان الحلم واضحاً جداً، فمن الممكن تذكره من دورات النوم السابقة.

ما هي أسباب الحلم الواضح؟

على الرغم من عدم تأكد العلماء من الأسباب التي تدفعنا لرؤية أحلام واضحة، إلا أن هناك بعض الأشياء التي ثبت أنها تزيد من احتمالية حدوث هذا النوع من الأحلام.

• الأدوية: ثبت أن بعض الأدوية تسبب أحلاماً واضحة. فلدينا على سبيل المثال مضادات الاكتئاب وهي الأدوية التي يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب. أحد الآثار الجانبية لهذه الأدوية أنها يمكن أن تسبب أحلاماً واضحة بسبب تأثيرها على نوم حركة العين السريعة.
  كذلك لدينا بعض الأدوية التي تعالج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية. والتي ثبت أنها تؤثر على النوم وتساهم في زيادة معدل رؤيتنا للكوابيس.
• اضطرابات النوم: الاستيقاظ كثيراً أثناء الليل يعني أنك تقطع دورات نومك، ومن المرجح أن تتذكر ما كنت تحلم به. يمكن أن تتسبب بعض اضطرابات النوم في حدوث ذلك مثل الأرق ومتلازمة تململ الساق وتوقف التنفس أثناء النوم.
• تغييرات كبيرة في جدول نومك: التغيير في عادات وروتين النوم يمكن أن يزيد من حدوث الأحلام الواضحة. تتضمن بعض الأمثلة على ذلك الانتقال إلى وظيفة تتطلب نوبات عمل ليلية، والسفر عبر مناطق زمنية مختلفة.
• القلق والتوتر: التفكير في المواقف العصيبة مثل المشاكل في العمل والصراعات في المدرسة ومشاكل العلاقات والضغط المالي، يمكن أن يتسبب في اضطرابات في النوم لدى الكثيرين. تؤثر أحداث الحياة الكبرى على صحتك العاطفية والعقلية. تجارب مثل وفاة أحد الأحباء، وفقدان الوظيفة، والانتقال إلى مدينة جديدة، والزواج، وولادة طفل يمكن أن تؤدي إلى رؤية الأحلام الواضحة. وقد ثبت أن الأشخاص الذين يعانون القلق هم أكثر عرضة للكوابيس.
• تعاطي المواد المخدرة: الأحلام والكوابيس المفعمة بالحيوية يمكن أن تنجم عن تعاطي الكحول والمخدرات.
• حالات الصحة العقلية: الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية عقلية معينة هم أكثر عرضة للكوابيس. تشمل بعض الحالات اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) واضطراب القلق العام واضطراب ثنائي القطب والفصام والاكتئاب.
• الحمل: تغيرات الجسم الجسدية وزيادة إنتاج الهرمونات التي تحدث أثناء الحمل يمكن أن تؤثر على أنماط النوم وتساهم في رؤية الأحلام الواضحة.

سلبيات الأحلام الواضحة

بشكل عام ، لا شيء يدعو للقلق عندما تراودك الأحلام الواضحة من حين لآخر . ومع ذلك ، إذا كنت تراودك أحلامًا واضحة بشكل متكرر وتتداخل مع حياتك اليومية ، فقد يتسبب ذلك في آثار ضارة على صحتك العامة .

وتشمل بعض سلبيات الأحلام الواضحة ما يلي:

• التعب : عندما لا تحصل على قسط كافٍ من النوم الجيد ، تقل قدرتك على التركيز مما قد يسبب مشاكل في العمل والمدرسة والمنزل. وقد يكون ذلك خطيراً إذا كنت تقوم بأعمال تتطلب الانتباه واليقظة أثناء النهار مثل قيادة السيارة. فضلاً عن ذلك فإن تكرار الأحلام الواضحة قد يزيد من الإرهاق والتوتر ويفقدنا القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة.

• مشاكل المزاج: يمكن أن تؤثر الأحلام الواضحة المتكررة سلبًا على مزاجك. إذا كان الحلم مؤلمًا بشكل خاص ، فقد يؤدي إلى الاكتئاب والقلق ويزيد من العصبية.
• تجنب النوم: قد يؤدي وجود حلم مستمر يجعلك تشعر بالقلق أو الإرهاق إلى مقاومة النوم بوعي أو لا شعوريًا. يصبح وقت النوم شيئًا تخشاه لأنك تخشى أن يكون لديك كابوس آخر.

كيف تتجنب الأحلام الواضحة

يمكن أن يساعد تحديد السبب الكامن وراء حلمك وعلاجه في تقليله. قم باستشارة طبيب مختص لتقديم المشورة وطرق العلاج الممكنة.

لكن في بعض الأحيان ، قد يكون من الصعب تحديد سبب محدد لأحلامك الواضحة.

فيما يلي بعض النصائح لمساعدتك في تقليل تكرارها:

• مارس عادات نوم جيدة : اتباع عادات نوم جيدة يمكن أن يساعد في تحسين نومك. يشمل بعضها الذهاب للنوم والاستيقاظ في نفس الوقت ، والحد من الكافيين ، والوجبات الكبيرة قبل النوم ، وإغلاق الشاشات مرة واحدة في السرير ، والتأكد من أن غرفة نومك مثالية للنوم (مظلمة وهادئة ومريحة).
• تطوير عادات صحية: يمكن أن تساعد ممارسة النشاط البدني واتباع نظام غذائي معقول والحفاظ على وزن صحي على تحسين وظائف المخ وتنظيم الحالة المزاجية وتقليل اضطرابات النوم والأحلام الواضحة.
• جرب إستراتيجيات الحد من الإجهاد: كل شخص يعاني من الإجهاد ويديره بشكل مختلف. ومع ذلك ، هناك بعض الطرق للمساعدة في تقليل التوتر والتعامل معه. تتضمن بعض الأمثلة تمارين التنفس ، والتأمل اليقظ ، واليوجا .
• البحث عن العلاج: يمكن أن يساعدك العمل مع طبيب مختص في فهم محفزاتك العاطفية التي تدفعك لرؤية هذه الأحلام ، وتحديد طرق لتحسين حالتك المزاجية ، وبالتالي قد تتمكن بمساعدة الطبيب من علاج هذه الحالة والشعور بمزيد من التحكم في حياتك للمساعدة في تحسين نوعية نومك .