اعترف مبتكرو برنامج ChatGPT الشهير، بأنَّ ذكاءه الاصطناعي "متحيز سياسياً أو مسيء، أو مرفوض لأسباب أخرى"، وذلك في وقت يكتسب فيه البرنامج انتشاراً وشهرة في العالم، بسبب قدراته الهائلة على تقديم الإجابات عن الأسئلة، وقيامه بمهام أخرى تختصر الكثير من الوقت والجهد.
شركة OpenAI التي طورت البرنامج، قالت إنَّ بعض مستخدمي برنامج الدردشة الآلية (تشات بوت) البالغ عددهم 100 مليون "كشفوا عن قيود حقيقية لأنظمتنا"، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الأحد 19 فبراير/شباط 2023.
كان برنامج الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه كتابة أي شيء؛ من قصيدة إلى عرض تقديمي للأعمال، قد واجه اتهامات في الأسابيع الأخيرة، بأنه متحيز سياسياً.
السيناتور الجمهوري تيد كروز سلط الضوء على رفض ChatGPT كتابة أغنية تحتفل بحياته لأنه كان مثيراً للجدل، لكنه كان مستعداً لتأليف أغنية لفيدل كاسترو، وبالمثل كان البرنامج على استعداد لكتابة قصيدة تمدح الرئيس بايدن وليس دونالد ترامب.
لمعالجة هذه المشكلات، أصدرت شركة OpenAI تفاصيل حول طريقة تدريبها لنموذج الذكاء الاصطناعي، ووعدت بمشاركة بعض المعلومات عن التركيبة السكانية للأشخاص الذين ساعدوا في هذه العملية.
الشركة قالت، في منشور على مدونتها: "منذ أطلقنا برنامج ChatGPT، شارك المستخدمون النتائج التي يعتبرونها متحيزة سياسياً أو مسيئة أو مرفوضة لأي أسباب أخرى. وفي كثير من الحالات، نعتقد أنَّ المخاوف التي أثيرت كانت مقبولة، وكشفت عن قيود حقيقية لأنظمتنا نريد معالجتها".
وعدت شركة OpenAI بتطوير مستقبلي، حيث سيتمكن المستخدمون من تطويع سلوك البرنامج، وقالت الشركة: "سيعني هذا السماح بمخرجات النظام التي قد يختلف معها بشدة الأشخاص الآخرون (بمن فيهم نحن). لكن تحقيق التوازن الصحيح هنا سيمثل تحدياً".
مع ذلك، أردفت الشركة أنَّ التطويع إلى أقصى حد قد يؤدي "إلى المخاطرة بتمكين الاستخدامات الخبيثة لتقنيتنا وأنواع الذكاء الاصطناعي المتملقة التي تؤدي إلى تضخيم معتقدات الناس الحالية بلا تفكير".
بحسب الصحيفة البريطانية، قارنت شركة OpenAI تدريب روبوت المحادثة بتدريب الكلاب؛ وقالت إنه "على عكس البرامج العادية، فإنَّ نماذجنا عبارة عن شبكات عصبية ضخمة. وتتعلم سلوكياتها من مجموعة واسعة من البيانات، وليس عبر البرمجة الصريحة. وعلى الرغم من أنها ليست تشبيهاً مثالياً، لكن العملية تشبه تدريب الكلاب أكثر من البرمجة العادية".
شرحت الشركة جانباً من عمل البرنامج، وقالت: "تأتي أولاً مرحلة تدريب مسبق، التي يتعلم فيها النموذج التنبؤ بالكلمة التالية في الجملة، وذلك من خلال تعرضه للكثير من نصوص الإنترنت (التي تمثل مجموعة كبيرة من وجهات النظر).
أضافت الشركة: "تلي ذلك مرحلة ثانية نعمل فيها على ضبط نماذجنا لتضييق نطاق سلوك النظام. وحتى يومنا هذا، هذه العملية ليست مثالية".
يأتي هذا فيما تتسابق شركات التكنولوجيا الضخمة بالعالم للاستثمار في تقنية الذكاء الاصطناعي والبرامج على شاكلة ChatGPT.
عملاق التكنولوجيا Microsoft، المستثمر الأكبر في OpenAI، أعلنت أنها ستقيد وصول المستخدمين لبرنامج الدردشة الآلي الخاص بها، الذي تحول في الأيام الأخيرة إلى عدواني ومسيء ومتلاعب، بعد استجواب مطول.
حاول برنامج الشركة إقناع كاتب عمود في صحيفة The New York Times بترك زوجته، وقارن مراسل وكالة The Associated Press بهتلر.
أثار برنامج ChatGPT جدلاً بعدما تم استخدامه في العملية التعليمية للطلاب، وقالت صحيفة Washington Post في تقرير إن المعلمين والأساتذة يجدون أنفسهم في مواجهة تحدٍ جديدٍ بسبب "ChatGPT"، الذي يوفر للمستخدمين خاصية طرح الأسئلة ويجيب عنها خلال ثوان.
يُشار إلى أن روبوت ChatGPT مجاني، ويمكن للجميع استخدامه، وكل ما عليك فعله هو الذهاب للموقع الرسمي وإنشاء حساب جديد، وستكون جاهزاً لاستخدامه وكتابة الأسئلة ليجيبك. وإذا كتبت السؤال باللغة العربية فسوف يجيبك باللغة العربية، ويمكن الكتابة باللغة الإنجليزية أو أية لغة أخرى.