بعد الزلزال الذي ضرب كلاً من تركيا وسوريا، في 6 فبراير/شباط 2023، والذي أودى بحياة أكثر من 5 آلاف شخص في عدد من الولايات التركية، وأصيب أكثر من 22 ألفاً آخرين، تردد على أذهاننا اسم AFAD.
منذ اللحظة الأولى عملت AFAD على التوجه للمناطق التي دمرت بفعل الزلزال، لإنقاذ المصابين، وهو الدور الملقى على عاتقها في جميع الكوارث التي تصيب تركيا، إذ تحتل تركيا المرتبة الثالثة في العالم من حيث الخسائر المرتبطة بالزلازل، والثامنة من حيث العدد الإجمالي للمتضررين.
إذ تتعرض تركيا كل عام إلى زلزال واحد على الأقل، بقوة 5 درجات على مقياس ريختر، ما يجعل الإدارة والتنسيق المناسبين للكوارث أمراً بالغ الأهمية، وهو السبب الذي دفع إلى إنشاء AFAD.
ما هي "AFAD" التركية
AFAD هي هيئة الكوارث والطوارئ التركية، وهي منظمة إنسانية تُعنى بإيصال المساعدات الإغاثية إلى كل محتاج في العالم، وهي تابعة للحكومة التركية.
كان زلزال مرمرة سنة 1999 نقطة التحول في مجال إدارة الكوارث والتنسيق، إذ تسببت هذه الكارثة الطبيعية في خسائر مادية وبشرية كبيرة، ما تطلّب إنشاء مؤسسة حكومية لإدارة الكوارث، للمساهمة في التقليل من الأخطار المتعلقة بالكوارث الطبيعية.
وتماشياً مع هذا النهج، أصدر البرلمان التركي القانون رقم 5902 في عام 2009، لتشكيل هيئة إدارة الكوارث والطوارئ AFAD التابعة لرئاسة الوزراء.
ماذا يجب أن نفعل قبل حدوث الزلزال؟
منذ سنة 2012 رفعت هيئة الكوارث والطوارئ التركية "AFAD" شعاراً أساسياً، مفاده: "ماذا يجب علينا أن نفعل قبل حدوث الزلزال"، والذي أعدت على إثره الخطة لمواجهة الكوارث، وهي كالتالي:
- منع الكوارث وتقليل الأضرار المتعلقة به.
- التخطيط والتنسيق والاستجابة ما بعد الكوارث.
- تعزيز التعاون بين مختلف الوكالات الحكومية.
- تقديم الدعم للمنكوبين جراء الكوارث.
فيما طرحت آفاد سنة 2013 شعار "تركيا مستعدة للكوارث"، وهي دورة لتجهيز الشعب التركي مادياً ومعنوياً لأي كارثة طبيعية متوقعة، كما أعلنت عن وجود 15 منطقة هي الأكثر عرضة للزلازل في تركيا، فضلاً عن إنشائها 27 مركزاً للخدمات اللوجستية ﻹمداد تلك المناطق بما تحتاجه.
وقدمت AFAD نموذجاً جديداً لإدارة الكوارث، يعطي الأولوية لانتقال تركيا من إدارة الأزمات إلى إدارة المخاطر، والذي أصبح يُعرف باسم النظام المتكامل لإدارة الكوارث، فيما تمتلك AFAD حالياً 81 فرعاً إقليمياً في جميع أنحاء تركيا، إضافة إلى 11 وحدة بحث وإنقاذ.
خلال السنوات الأخيرة أسهمت AFAD في إنقاذ ومواجهة عدد من الزلازل والفيضانات التي ضربت البلاد، كما تمكنت الهيئة من مساعدة الناجين في إعادة حياتهم إلى المسار الصحيح وتجاوز الأزمات.
أما على الصعيد الدولي، أرسلت AFAD بعثات دولية لتقديم المساعدات الإنسانية في أكثر من 50 دولة، بما في ذلك الصومال وفلسطين والفلبين ونيبال واليمن وموزمبيق وتشاد، وغيرها من بلدان العالم، ووفقاً لتقرير المساعدة الإنسانية العالمية سنة 2018، كانت تركيا أول دولة تقدم مساعدات إنسانية بقية 8.07 مليار دولار أمريكي.
حصلت AFAD على المرتبة الرابعة في مستوى المساعدات اﻹغاثية الدولية لعام 2012، بين كل من أمريكا وإنجلترا واﻷمم المتحدة، ودخلت بذلك إلى مستوى العالمية في اﻹغاثة.
إنجازات وحملات دعم AFAD
أنشأت إدارة الكوارث والطوارئ التركية آفاد مراكز إيواء للاجئين السوريين في 10 ولايات تركية. وقدمت كافة المساعدات اﻹنسانية واﻹغاثية للاجئين المتضررين منذ عام 2011.
كما قامت بحملات لإغاثة كل من أصابه الجوع والفقر واﻷمراض المعدية من أهالي ميانمار، بأمر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقامت بتخصيص حسابات بنكية في كافة الولايات التركية للتبرع ﻷهاليها.
وتحركت AFAD كذلك لإغاثة ضحايا السيول، التي أصابت دول البلقان، ومنها البوسنة والهرسك وصربيا في عام 2014، وضمّت تحت إشرافها كلاً من هيئة اﻷوقاف المعنية والمؤسسات الخيرية والجمعيات والمؤسسات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني، لتفعيل حملة المساعدات ومد يد العون للأهالي، كما خصصت حسابات بنكية في كافة الولايات التركية للتبرع ﻷهالي دول البلقان الغربية.
من بين الحملات التي قامت بها AFAD خلال السنوات الأخيرة:
- حملة زلزال للمساعدات الإنسانية.
- حملات الحسابات المصرفية.
- حملة فلسطين.
- حملة مسلمي الروهينغا.
- حملة اليمن.
تطبيق AFAD للطوارئ في تركيا
في عام 2021 أطلقت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ بوزارة الداخلية تطبيق "آفاد للطوارئ" بهدف تمكين المواطنين من التواصل مع فرق الإغاثة في حالات الكوارث والزلازل عبر هواتفهم المحمولة.
ويتضمن التطبيق مقاطع فيديو للتدريب على الكوارث، وطريقة الوصول إلى فرق المساعدة عبر الهاتف في حالة الكوارث والطوارئ، كما يعرض أقرب مناطق للتجمع في أثناء الزلازل.
ويتم إعطاء التوجيهات عبر التطبيق للوصول إلى الضحايا في وقت الكارثة، ويتيح لأولئك الذين لا يستطيعون الذهاب إلى منطقة التجمع بدء مكالمة طوارئ عبر الإنترنت عند الضرورة.