قالت صحيفة New York Times الأمريكية، في تقرير نشرته الجمعة، 3 فبراير/شباط 2023، إن مالك مقهى في برمنغهام بإنجلترا عثر على كنز أثري، عبارة عن سلسلة ذهب أثرية عمرها أكثر من 500 عام، يعود للملك هنري الثامن وزوجته كاثرين الأراغونية.
حيث شعر تشارلي كلارك (34 عاماً)، مالك مقهى في برمنغهام بإنجلترا، بالإحباط بعد فقدان كلبه نتيجة إصابته بالسرطان. فذهب لزيارة منزل صديقه في الريف، من أجل التنزه واستنشاق بعض الهواء النقي. وجلب معه أداته الخاصة للكشف عن المعادن، التي اشتراها لإشباع هوايته الجديدة التي اختارها قبل 6 أشهر.
عندما سمع أصوات الأزيز المرتفع للغاية أثناء السير في عقار صديقه قرب وركشير؛ ظنّ أنه قد صادف علبة مشروبات غازية على الأرجح. لكنه عثر على كنزٍ أثار دهشة الباحثين على بُعد 30 سم في باطن الأرض، وربما يؤدي ذلك الكنز إلى تغيير مسار عائلته المستقبلي بالكامل.
استخراج سلسلة ذهبية من الأرض
إذ استخرج كلارك سلسلةً ذهبية مع حلية قلادة على شكل قلب، وتحمل رموزاً تعرّف عليها صديقه على أنها مرتبطة بالملك هنري الثامن وزوجته كاثرين الأراغونية. وظنّ أنها كانت جزءاً من أحد الأزياء التنكرية في البداية، لكنها كانت أثقل من أن تكون مزيفةً، على حد تعبيره في مقابلةٍ أجراها الجمعة، 3 فبراير/شباط. حيث أوضح: "كنت أعلم أنها مميزة".
إذ حملت حلية القلادة مجموعةً من الزخارف المبهرة. حيث تزيّن الجزء الأمامي بشجيرة الرمان التي كانت شعاراً لكاثرين، مع وردة تيودور المتشابكة ذات الرأسين التي كانت شعاراً لأسرة تيودور منذ عام 1486. بينما كُتِبَت على الجانب الآخر الأحرف الأولى من اسمي هنري وكاثرين بالخط اللومباردي، وربطت بينهما شريطة.
الإبلاغ عن سلسلة مُكتشَفة
ينص القانون على إلزام من يعثر على كنزٍ داخل بريطانيا بالإبلاغ عن اكتشافه، حتى يُسمح للمتاحف بفرصة اقتناء الكنز. بينما يجري تقاسُم المبلغ المدفوع بالتساوي بين الشخص الذي عثر على الكنز وبين صاحب الأرض. وبعد العثور على القلادة عام 2019، عرضها السيد كلارك في البداية على خبيرة من برمنغهام "كانت ترتجف عندما حملتها، بينما فغرت فاها من الذهول".
جرى إرسال القلادة بعدها إلى المتحف البريطاني، حيث كان الباحثون متحمسين لها بالقدر نفسه.
إذ قالت راشيل كينغ، أمينة قسم عصر النهضة الأوروبي في المتحف البريطاني، خلال مقابلةٍ أجرتها يوم الجمعة: "قلنا لأنفسنا جميعاً: يا إلهي، هل هذا حقيقي؟ هل هذا ممكن؟".
فيما أكّد الباحثون على أصالة القلادة قائلين إن عمرها يبلغ نحو 500 عام، لكن من فحصوها تركوا قصتها للتكهنات. إذ يبدو أنها كانت مصنوعة على عجل حتى يراها الناس، وليس بهدف أن تحتمل عوامل الزمن بحسب راشيل. كما كانت السلسلة صغيرة، مما يشير إلى تواضع مكانة الشخص الذي كان يُفترض به ارتداؤها.
السلسلة هي أهم اكتشاف أثري
لا يعلم أحد كيف انتهى بها المطاف داخل حقل وركشير. إذ ربما دفنها شخص ما في محاولةٍ لحمايتها، أو ربما كان لصاً يحاول إخفاء غنيمته.
لكن راشيل قالت إن هذه القلادة هي أهم اكتشاف خلال الـ25 عاماً الماضية، منذ بدأت الحكومة في تسجيل اكتشافات الكنوز البريطانية. وأوضحت أن الـ100 عام الماضية لم تشهد أي اكتشاف من عصر النهضة يضاهي هذه القلادة.