يعمل العلماء في الولايات المتحدة على جعل كبد خنزير أشبه بكبد بشري، من أجل تلبية الطلب المتزايد في أمريكا على زراعة الأعضاء، بينما وصفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، في تقرير لها الثلاثاء 17 يناير/كانون الثاني 2023، أن الأمر يبدو كالخيال العلمي.
حسب تقرير الوكالة الأمريكية، فإن كبد خنزير "خضع لتحول تدريجي"، وتحول من "بني مائل للحمرة" إلى "شبه شفاف"، عبر مجموعة من الأنابيب الطبية. ويهدف التحول التدريجي لجعل كبد الخنزير "يبدو ويتصرف ككبد بشري".
الخطوة الأولى التي يقوم بها العاملون في المختبر الواقع بضواحي مدينة "مينيابوليس"، في ولاية "مينيسوتا" الأمريكية، تتمثل في "غسل الخلايا التي جعلت الكبد يقوم بعمله، ثم يتلاشى لونه بشكل تدريجي مع تحلل الخلايا والتخلص منها".
بعد ذلك "يتم ضخ خلايا الكبد البشري- المأخوذة من أعضاء متبرع بها لا يمكن زرعها- داخل ذلك الهيكل المطاطي". وتنتقل خلايا الكبد البشري الحية إلى الهيكل المطاطي لإعادة تشغيل وظائف العضو.
يقول جيف روس، الرئيس التنفيذي لشركة "ميروماتريكس": "ما نقوم به بالأساس هو إعادة زراعة كبد خنزير بشكل أساسي.. أجسادنا لن تراه كعضو خنزير بعد الآن".
بينما تخطط "ميروماتريكس" خلال عام 2023، لإجراء أول اختبار بشري "لعضو مصنَّع بالهندسة الحيوية، لبدء محاولة إثبات فكرتها". وإذا وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، فسوف تجرى التجربة الأولية خارج جسم مريض.
سوف يضع باحثون كبد خنزير- تحول ليكون أقرب لكبد بشري- بجانب سرير مستشفى، كي يقوم بعمل تصفية لدم شخص أصيب بفشل كبدي مفاجئ. وإذا نجحت العملية فستكون خطوة حاسمة نحو محاولة زرع عضو معدل بالهندسة الحيوية في النهاية- ربما كلية.
يقول الطبيب، ساندر فلورمان، رئيس قسم زراعة الأعضاء في مستشفى "ماونت سيناي" بنيويورك، وهو واحد من مستشفيات عدة تخطط بالفعل للمشاركة في دراسة دعم الكبد: "يبدو الأمر كله كما لو كان خيالاً علمياً، لكن يجب أن تكون هناك بداية في مكان ما.. ربما يكون هذا ما سيحدث في المستقبل القريب".
هناك أكثر من 105 آلاف شخص على قائمة الانتظار الأمريكية لعملية زرع الأعضاء، والآلاف سيلقون حتفهم قبل أن يحين دورهم، وآلاف آخرون لم يسجلوا بالقائمة، فالأعداد تبدو أكبر من أن تنتظر تحقيق هذا الحلم الذي يبدو بعيد المنال للغاية، وفقاً للوكالة.
حيث قال الدكتور أميت تيفار، جراح زراعة الأعضاء في المركز الطبي بجامعة "بيتسبرغ"، إن "عدد الأعضاء المتوفرة لدينا لن يفي بتلبية الطلب، وذلك هو سبب إحباطنا".