في كتابه "الرسائل المخفية في الماء"، ادعى "ميسارو إيموتو" أن العواطف يمكن أن تؤثر على الطبيعة الفيزيائية للماء وتغير خواصه.
على سبيل المثال إذا كنت لطيفاً بتعاملك مع الماء، وتحدثت معه بكلمات إيجابية أو قمت بتلاوة "صلوات" أو عبارات لها معانٍ روحية إيجابية، بالقرب منه ثم جمدت الماء، فإن بلورات الماء ستتشكل بأشكال هندسية جميلة جداً أو كما سماها "ميسارو إيموتو" "بلورات سعيدة جداً".
وعلى العكس من ذلك إذا كنت لئيماً في كلماتك مع عينة من الماء، وخاطبته بكلمات قاسية وعدوانية وسلبية، ثم قمت بتجميده، فإن بلورات الماء سوف تصبح بلورات قبيحة غير سعيدة.
وعلى الرغم من الشهرة التي حصل عليها "ميسارو إيموتو" ونظريته حول بلورات الماء، كان هناك الكثير من المختصين في مجال العلوم، كان لهم رأي آخر حول تجربة الماء برمتها، والطريقة التي نفذ بها إيموتو تجاربه.
تجارب "ميسارو إيموتو" على بلورات الماء
من أكثر ادعاءات ميسارو إيموتو جرأة، أن الماء حساس لأفكارنا وكلماتنا ومشاعرنا. وأنه تمكن من إثبات ذلك علمياً، بالتجارب وبالصور التي نشرها، تلك الصور أظهرت بلورات ماء مجمدة بأشكال مختلفة.
يقول ماسارو إموتو في كتابه "الرسائل المخفية في الماء": "المياه تسجل المعلومات، وأثناء تداولها في جميع أنحاء الأرض توزع تلك المعلومات. هذه المياه المرسلة من الكون مليئة بمعلومات الحياة".
استخدم "ميسارو إيموتو" الكلمات و"الصلوات" وأنواعاً مختلفة من الموسيقى، ليثبت أن الماء يتأثر بتلك الأصوات. وأن لكل منها تأثيراً جزيئياً مختلفاً على بلورات الماء. وادعى أن لأفكار وكلمات مثل "الحب والامتنان" و"أنت تشعرني بالقرف" تأثيرات مختلفة ونتج عنها أشكال بلورات مختلفة.
بحسب الموقع الرسمي "لميسارو إيموتو"، كانت بلورات الماء المتكونة من المياه التي تعرضت لكلمات "الحب والامتنان" واضحة وكبيرة وجميلة. بينما كانت بلورات الماء التي تعرضت لكلمات سلبية، مشوهة وغير منتظمة.
وفي دراسة أجريت عام 2006، اختبر مجموعة من الباحثين، بمن في ذلك ماسارو إيموتو، الفرضية القائلة بأن بلورات الماء، عند تعرضها لكلمات بمشاعر مختلفة، يمكن أن تؤثر على بلورات الجليد المتكونة.
أخذوا عينة من حوالي 2000 شخص في طوكيو تلقوا تعليمات بقول أشياء إيجابية تجاه عينات المياه داخل غرفة محمية، وعينات أخرى من المياه لم تتعرض لأي كلمات، ومن ثم تجميدها وبعد أن تشكلت بلورات الجليد تم تصويرها.
وبعد ذلك قُدمت تلك الصور من أجل تقييم أشكالها الجمالية، من قبل 100 حكم مستقل. وبحسب تلك الدراسة قرر الحكام الـ100، أن بلورات المياه التي تعرضت للكلمات الإيجابية كان شكلها أجمل بكثير من عينات المياه الأخرى.
استنتاجات ميسارو إيموتو عن تجربة الماء وتأثيرها على صحة الإنسان
المتحمسون لتجربة الماء التي قام بها ميسارو إيموتو، اعتبروا أن النتائج التي توصل إليها حول المياه التي نستخدمها. يمكن أن يكون لها تأثير كبير وعلاجي للماء، وعلى أجسام البشر ما دامت أجسامنا مكونة من حوالي 70% من الماء.
وبدأوا بتسويق فكرة بيع مياه معالجة "بالطاقة الإيجابية"، وأجهزة تصفية المياه بطريقة تمنحها "طاقة إيجابية"، وكان من ضمنهم ميسارو إيموتو نفسه.
اعتراضات علمية على تجربة الماء التي قام بها ميسارو إيموتو
بالنسبة للكثير من المختصين، كانت نتائج تجربة الماء التي قام بها ميسارو إيموتو، محل شك كبير خاصة طريقة تنفيذه للتجربة نفسها، وسجلوا الكثير من الاعتراضات المعقولة.
منها أن ميسارو إيموتو، لم يكن عالماً فيزيائياً أو أي شيء من هذا القبيل، إنما درس العلاقات الدولية في جامعة "يوكوهاما"، وفي عام 1992 حصل على شهادة دكتوراه في الطب البديل من قبل المجلس الهندي للطب البديل.
وحتى نتائج تجاربه وصور البلورات التي قام بنشرها، شكك البعض بالمنهجية التي قام بها وأنه تعمد اختيار بلورات معينة تدعم نظريته. أشار الأستاذ الفخري بجامعة ستانفورد "ويليام تيلر" أنه من السهل للغاية التلاعب بشكل وبنية بلورات الماء، خاصة عن طريق إضافة الملوثات أو تعديل طريقة وسرعة تبريد الماء. وبحسب الدكتور تيلر، فإن تجارب إيموتو، لم يتم التحكم في التبريد الفائق ولا قياسه، وهو مطلب ضروري يجب الوفاء به، لتصبح التجربة غير قابلة للشك.
ومن الواضح أن بروتوكولات ميسارو إيموتو التجريبية تفتقر إلى درجة تجعلها غير قابلة للتكرار، ولا القياس العلمي، بل إن أبسط المحاولات في الضوابط العلمية كانت غائبة في التجربة .
كما أن بعض استنتاجاته مبنية على افتراضات ليست بالضرورة صحيحة. على سبيل المثال، أهمل ميسارو إيموتو، حقيقة وجود العديد من البلورات في قطرة الماء الواحدة، ومن خلال التحيز، سواء كان متعمداً أم لا.
كان بإمكانه البحث في آلاف البلورات في العينات، ليجد واحدة جميلة إذا كان يعلم أن تلك العينة تعرضت لكلمات إيجابية، وكان بإمكانه البحث عن بلورة قبيحة ضمن مئات البلورات، إذا تعرضت لكلمات سلبية، لإثبات وجهة نظره.