وُلد خواكين جوزمان، الأب المؤسس لأكبر عصابة تجار مخدرات في المكسيك، والمعروف باسم "إل تشابو"، في بلدة باديرا جواتو بولاية سينالوا المكسيكية.
وعلى الرغم من أن تاريخ ميلاده الدقيق غير معروف فإن مصادر متعددة ترجح أنه وُلد في 25 ديسمبر/كانون الأول 1954، أو في 4 أبريل/نيسان 1957.
قصة عائلة إل تشابو.. أشهر عصابة مخدرات في تاريخ المكسيك
خواكين جوزمان عاش في عائلة فقيرة، بينما لم يكن أولَ فرد بعائلته يعمل في تجارة المخدرات؛ لكون والده هو الآخر كان تاجر مخدرات على نطاق صغير في منطقته.
ومنذ سنوات مراهقته، طُرد جوزمان من منزل عائلته، وأجبر على شق طريق الحياة بنفسه، ومع قلة فرص العمل في المكسيك، اضطر إلى سلك الطريق المحرم في البلاد وهو "تجارة المخدرات".
منذ شبابه، لم يكن خواكين جوزمان مجرد شخص يفكر في طرق بيع المخدرات والحصول على المال وحسب، بل كان تفكيره أكبر وأعمق من ذلك بكثير، لأنه كان يريد أن يبني إمبراطوريته الخاصة.
في سنّ الـ15 بدأ جوزمان في زرع الماريجوانا الخاصة به، من أجل بيعها، فذاع صيته في منطقته، وأطلق عليه لقب "إل تشابو" "El Chapo" التي تعني باللغة العربية "القصير"، بسبب طوله الذي لا يتجاوز 165 سنتمتراً، وبنيته الممتلئة التي تجعله يبدو كأنه أقصر من طوله.
دخول إل تشابو إلى عالم الجريمة
لم يمض وقت طويل قبل أن يدخل عالم الجريمة المنظمة وبدأ العمل مع سيد المخدرات هيكتور بالما "إل جويرو" في أواخر السبعينيات، حيث أشرف على حركة المخدرات داخل منطقة سينالوا (شمال غربي المكسيك) على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
كان إل تشابو طموحاً وعديم الرحمة، وسرعان ما اكتسب سمعته بأنه رجل "عنيف" لا يهاب الموت ويمنحه لمن يقصر بعمله معه، حتى يُقال إنه كان يطلق النار على رأس أي مهرب كان يتأخر بتسليم المخدرات، وفقاً لما ذكره موقع History التاريخي.
وبحلول أوائل الثمانينيات، بدأ إل تشابو العمل مع أسطورة تهريب المخدرات زعيم كارتال غوادالاخارا، "ميغيل أنخيل فيليكس غالاردو" الشهير بلقب "إل بادرينو" "El Padrino" والذي يقضي عقوبة سجن 40 عاماً في سجن ألتيبلانو شديد الحراسة.
قام "إل بادرينو" بتعيين "إل تشابو" مسؤولاً عن الخدمات اللوجستية لكارتال غوادالاخارا، وتكليفه بتنسيق شحنات المخدرات من كولومبيا إلى المكسيك.
اعتقال "إل بادرينو" فتح الباب أمام "إل تشابو" لتشكيل عصابة خاصة به!
في عام 1989، اعتقل ميغيل أنخيل فيليكس غالاردو "إل بادرينو" لقتله عميلاً لإدارة مكافحة المخدرات، فتم تقسيم الأراضي التي يسيطر عليها كارتل غوادالاخارا.
وهو الأمر الذي فتح الباب أمام "إل تشابو" وعدد قليل من زملائه لتشكيل عصابة مخدرات جديدة أطلقوا عليها اسم "سينالوا".
وحتى ذلك الوقت كان اسم "إل تشابو" قد وصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي وضعته على رادارها لملاحقته؛ لكونه واحداً من أقوى مهربي المخدرات في المكسيك.
على مدى السنوات التالية، استفاد "إل تشابو" من الإجراءات الصارمة التي اتبعتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد الكارتلات الكولومبية في ميدليين وتحديداً "بابلو إسكوبار" من أجل زيادة حصته في السوق.
وسرعان ما بدأت إمبراطوريته في نقل شحنات الكوكايين من كولومبيا إلى الولايات المتحدة عبر العديد من الطرق.
كارتل "سينالوا" يغزو قارات العالم الخمس
لم يمض وقت طويل قبل أن يكون لكارتل سينالوا عمليات تهريب في قارات العالم الخمس، فيما يقرب من 50 دولة، مما جعل إل تشابو يمتلك أقوى منظمة لتهريب المخدرات في العالم.
جزء من نجاحه المُبهر في هذا المجال، كان من خلال إبداعاته في ابتكار طرق تهريب جديدة، ومن الأمثلة على ذلك أنه كان يقوم بتهريب مسحوق الكوكايين داخل طفايات الحريق وعلب "الفلفل الحار".
في حين شارك كارتله أيضاً في إنتاج وتوزيع الميثامفيتامين والهيروين والإكستاسي والماريجوانا.
اعتقاله الأول وهروبه من السجن بطريقة غريبة!
ألقت السلطات أخيراً القبض على إل تشابو بغواتيمالا في 9 يونيو/حزيران 1993، وتم تسليمه إلى المكسيك وحُكم عليه بالسجن لمدة 20 عاماً في سجن شديد الحراسة بتهم تتعلق بالمخدرات والقتل.
على الرغم من وجوده خلف القضبان، فإنّ التأثير القوي لـEl Chapo لم ينحسر، لأنه رشا الحراس للحفاظ على أسلوب حياته الفخم، وقام بزيارات زوجية، وحتى ترتيب اجتماعات عمل تسمح له بمواصلة إدارة إمبراطورية المخدرات المتنامية باستمرار.
في عام 2001، بعد حكم أصدرته المحكمة العليا في المكسيك جعل تسليم المجرمين بين المكسيك والولايات المتحدة أسهل، وخوفاً من القيام بتسليمه، قام بهروب جريء من السجن من خلال رشوة العديد من الحراس، من أجل إخراجه من السجن مختبئاً داخل سلة غسيل قذرة.
ويُقال إنّ عملية التهريب كلفت زعيم كارتال سينالوا أكثر من 2.5 مليون دولار، من خلال رشوة أكثر من 70 حارساً من ضمنهم المأمور، الموجود الآن في السجن بسبب الدور الذي لعبه.
إل تشابو أحد أغنى أغنياء العالم وفقاً لمجلة فوربس!
مع مكافأةٍ قدرها 5 ملايين دولار أعلنتها حكومة الولايات المتحدة على أي معلومات تؤدي إلى اعتقاله، استعصى على وكالات إنفاذ القانون العثور عليه لمدة 13 عاماً.
خلال تلك الفترة استطاع "إل تشابو" تطوير عمله من أسطورة المخدرات إلى بطل شعبي للبلاد، فقد نظر المكسيكيون إليه على أنه "روبن هود" الذي يقوم بمساعدة الفقراء.
حتى إنه كان عندما يقوم بالذهاب إلى مطعم ما لتناول الطعام، يدفع فاتورة المطعم بأكمله عند الانتهاء.
وبحلول وقت اعتقاله التالي في عام 2014، أصبح إل تشابو مليارديراً، ففي عام 2009، أعلنت مجلة فوربس بشكل مثير للجدل، أنه رقم 701 على قائمتها لأغنى أغنياء العالم.
وضع هذا ثروته الصافية في مستوى مذهل يبلغ مليار دولار، فقد استورد مزيداً من المخدرات إلى الولايات المتحدة أكثر من أي شخص آخر ليصبح "أكبر مهربي المخدرات في كل العصور"، وفقاً لإدارة مكافحة المخدرات الأمريكية (DEA)..
اعتقال إل تشابو الثاني وهروبه المثير للجدل مجدداً!
نفد حظ إل تشابو في 22 فبراير/شباط 2014، بعد أن تم القبض عليه في فندق بمنطقة على شاطئ البحر في مازاتلان بالمكسيك بعد عملية واسعة النطاق شاركت بها العديد من الدول.
وبعد اعتقاله رفضت المكسيك طلبات الولايات المتحدة تسليمه إليها، لأنها أرادت أن يواجه اتهاماته في بلاده أولاً، حتى إنّ رئيس المكسيك، إنريكي بينيا نييتو، طمأن الأمريكان بأنّ إل تشابو سيبقى في السجن ولن يهرب كما حصل في المرة الأولى، وقال: "سيكون أكثر من مؤسف؛ وسيكون أمراً لا يغتفر إن لم تتخذ الحكومة الاحتياطات لضمان عدم تكرار ما حدث في المرة الماضية".
في 11 يوليو/تموز 2015، عزز إل تشابو سمعته على أنه مجرم لا يعرف الاستسلام، حيث انزلق من أسفل فتحة الدش في زنزانته وهرب عبر نفق طويل، قيل إن بناءه استغرق أكثر من عام، وأدى النفق إلى منزل قيد الإنشاء في بلدة مجاورة.
هذه المرة كانت حرية غوزمان أقصر عمراً، حيث لحقته السلطات في 8 يناير/كانون الثاني 2016 بمدينة لوس موتشيس الساحلية، وبعد تبادل لإطلاق النار مع مشاة البحرية المكسيكية تم اعتقال جوزمان مرة أخرى.
وتمّ وضع إل تشابو في سجن جديد تم بناؤه بمنطقة غير مأهولة في خواريز على حدود الولايات المتحدة، وهذه المرة وافقت الحكومة المكسيكية على إجراءات التسليم مع الولايات المتحدة، على الرغم من أن إل تشابو قد قدم استئنافاً لمنع حدوث ذلك.
في أغسطس/آب 2016، فاز محامو إل تشابو باستئناف لإعادة سيد المخدرات إلى السجن الذي هرب منه سابقاً.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2016، قُتل القاضي الفيدرالي الذي يترأس قضية تسليمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي يناير/كانون الثاني 2017، سلمت المكسيك، "ال تشابو" غوزمان إلى الولايات المتحدة، حيث تم وضعه بمركز متروبوليتان الإصلاحي في نيويورك.
وفي 17 يوليو/تموز 2019، حُكم على غوزمان بالسجن "مدى الحياة"، وبعد حبس يقارب 5 سنوات يواصل "إل تشابو" الطعن في القرار ويدّعي أن "تسليمه إلى الولايات المتحدة غير قانوني".
زوجته التي دعمته حتى اللحظة الأخيرة قبل اعتقالها بتهمة تهريب المخدرات!
كانت إيما كورونيل إيسبورو، زوجة إل تشابو الأخيرة (تزوجا في 2007)، تتحدث بصوت عالٍ منذ سجن زوجها في عام 2016، حتى إنها سافرت إلى نيويورك لدعمه شخصياً أثناء محاكمته.
قبل تسليم إل تشابو من المكسيك إلى الولايات المتحدة، سافرت كورونيل إيسبورو إلى واشنطن العاصمة للتحدث مع المنظمة الدولية لمنظمة الدول الأمريكية.
قدمت قضية أن زوجها كان يتلقى معاملة غير عادلة وضارة أثناء احتجازه، وقدمت ادعاءات مماثلة حول معاملته في الولايات المتحدة بعد تسليمه.
كانت كورونيل إيسبورو عنصراً ثابتاً تقريباً في قاعة المحكمة أثناء محاكمة زوجها، حضرت معظم جلسات الاستماع، وقالت للصحفيين إن زوجها يعاني من اكتئاب شديد جراء سجنه.
في 22 فبراير/شباط 2021، تم القبض على كورونيل إيسبورو في مطار دالاس الدولي بتهم تهريب المخدرات، وفقاً لما ذكره موقع Ranker الأمريكي.
وفقاً لبيان صادر عن وزارة العدل الأمريكية، فقد وجهت إليها تهمة استيراد الكوكايين والميثامفيتامين والهيروين والماريجوانا إلى الولايات المتحدة، وقالت وثائق المحكمة إن كورونيل إيسبورو "نشأت على معرفة بصناعة تهريب المخدرات" و "فهم نطاق تهريب المخدرات في كارتل سينالوا.
ابنة إل تشابو الكبرى لديها العديد من الأعمال التجارية في كاليفورنيا!
في حين تعيش روزا إيزيلا جوزمان أورتيز، الابنة الكبرى لإل تشابو، حياة طبيعية نسبياً، إنها مواطنة أمريكية تعيش بمكان غير معلن في كاليفورنيا، حيث كانت تمتلك في السابق العديد من الشركات.
خلافاً لتقارير وسائل الإعلام، تؤكد غوزمان أورتيز أن والدها ليس المليونير المجرم الذي يعتقده الناس.
وفي مقال منشور بالغارديان البريطانية، زعمت غوزمان أورتيز أن والدها بنى عمله بشكل شرعي بمساعدة الحكومة المكسيكية، وأن سقوطه كان بسبب خيانة الحكومة والكارتلات المنافسة.
بمساعدة والدها، بدأت غوزمان أورتيز العديد من الشركات الناجحة في الولايات المتحدة، وضمن ذلك غسيل السيارات وصالونات التجميل والمقاهي.
ذهب "إل تشابو" وجاء "إل راتون"!
يُعتقد أنّ لخواكين جوزمان إل باتشو على الأقل 11 ابناً وابنة ولكنهم غير معروفين بشكل كبير، عدا ابن واحد معروف على نطاق واسع وهو "أوفيديو غوزمان" المعروف باسم "إل راتون" والتي تعني "الفأر".
بعد اعتقال إل تشابو كان لابد لأحد أن يستلم رئاسة عصابة كارتل سينالوا وتسيير أمور أعمالها، وليس هناك أفضل من ابنه "أوفيديو غوزمان لوبيز" الذي دخل عالم المخدرات في الـ18 من عمره فقط في عام 2008.
ووفقاً لما ذكره موقع All That's Interesting الأمريكي، فإن أوفيدو وشقيقه، إيفان أرشيفالدو غوزمان، المعروفَين باسم "لوس تشابيتوس"، أصبحا من كبار القوم في الكارتل، وبات في أيديهم زمام السيطرة على شبكات توزيع القنب والكوكايين، حتى إنهما بدآ بالدخول إلى عالم الميثامفيتامين، بإنتاجٍ وصل إلى 2270 كيلوغراماً منه كل شهر.
من هو أوفيديو جوزمان؟ وكيف استطاع أن يحتل مكانة والده ذاتها في المكسيك؟
فقد وُلِد أوفيديو جوزمان "إل راتون" في مدينة سينالوا عام 1990، ولا يُعرف حتى الآن عدد أشقائه، فقد تزوج والده 5 نساء، ووُلد له نحو 13 أو 15 طفلاً.
بعد إلقاء القبض على والده في العام 2016، انخرط أوفيديو جوزمان لوبيز رفقة إخوته إيفان أرشيفالدو جوزمان وجيسوس ألفريدو جوزمان وصديق والده إسماعيل زامبادا جارسيا لقيادة الكارتل، وفقاً لما ذكره موقع Historica.
وفي فبراير/شباط 2019، اتهمت الولايات المتحدة أوفيديو بالاتجار غير المشروع بالمخدرات.
ووفقاً لصحيفة Milenio المكسيكية، فإن أوفيديو كان في الخامسة من عمره حين ألحقه والداه بـ"مركز مدينة مكسيكو للتعليم والثقافة في أجوسكو" المنشأة على أساس المبادئ الكاثوليكية المسيحية.
ولكن الحكم على إل تشابو بالسجن 29 عاماً عام 1993، جعل أطفال المدرسة وأولياء أمورهم يعرفون أصله ونسبه؛ ما جعلهم يعترضون مشاركته في نشاطات المدرسة.
حتى إنه في إحدى المرات، رفضت المدرسة اصطحابه في رحلة مدرسيّة إلى مدينة الملاهي "ديزني" بالولايات المتحدة الأمريكية رغم أنه دفع كامل تكاليف الإقامة والرحلة.
أوفيديو جوزمان يسيطر على كارتل سينالوا ويواصل تجارة والده
وفقاً لشبكة BBC البريطانيّة، فإنّ وزارة الخزانة الأمريكية قالت إن أوفيديو جوزمان يلعب دوراً مهماً في أنشطة تهريب المخدرات التي يقوم بها والده.
وقد تمّ ضم أوفيديو وشقيقه إيفان رفقة عضوين رئيسيين آخرين في الكارتل، وهما نويل سالغويرو نيفاريز وأوفيديو ليمون سانشيز، إلى القائمة السوداء في عام 2012، وشمل ذلك تجميد أصولهم في الولايات المتحدة، ومنعهم من التجارة مع المواطنين الأمريكيين.
وتشمل عقوبات انتهاك القانون ما يصل إلى 30 عاماً في السجن وغرامات تصل إلى 10 ملايين دولار، كما عرضت الولايات المتحدة مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار أمريكي مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال أوفيديو.
ورغم تلك العقوبات فإن أوفيديو وغوزمان وأخاهما خيسوس وقائدهم الروحي وصديق والدهم إسماعيل زامبادا غارسيا لم يتوانوا قط في إحكام السيطرة على تجارة إل تشابو واستمروا في شراء المخدرات من كولومبيا وتهريبها إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
كما أنشأت العصابة بعد ذلك 11 مختبراً جديداً في جميع أنحاء مدينة سينالوا، لتحضير المادة المخدرة وتحويلها إلى "كريستال الميثامفيتامين"، وبدأوا في بيع المنتج النهائي إلى موزعين في المكسيك وكندا والولايات المتحدة.
اعتقال أوفيديو الأول دفع رجال عصابته إلى إحراق مدينة كوليكان وتحويلها إلى جحيم!
في الـ2 من أبريل/نيسان 2019، اتهمت هيئة محلفين فيدرالية كبرى، في العاصمة الأمريكية واشنطن، أوفيديو غوزمان "إل راتون" وأخاه إيفان، بالتآمر لبيع أكثر من 5 كيلوغرامات من الكوكايين، و500 غرام من الميثامفيتامين، وألف كيلوغرام من الحشيش.
وكانت محاكمتهم تستلزم تحديد مكانهم أولاً، ثم القبض عليهم سالمين، وتسليمهم إلى الولايات المتحدة.
تمكنت قوات الأمن المكسيكية من تحديد مكان الأخوين في أكتوبر/تشرين الأول، وتوجهت القوات في 17 أكتوبر/تشرين الأول لاعتقالهما، وكانت النية اعتقال إيفان أولاً.
تقول صحيفة The New York Times الأمريكية إنّ إيفان استطاع التغلب على القوات المكسيكية واستدعى المئات من رجال الكارتل لاقتحام مدينة كوليكان التي كان أوفيديو يقيم فيها من أجل حمايته.
لكن رغم ذلك استطاعت القوات المكسيكية اقتحام منزل أوفيديو بعد معركة عنيفة، واعتقاله.
وعلى الرغم من أنّ مقاطع الفيديو أظهرت لحظات اعتقاله فإنها لم تكن سوى البداية، إذ ما لبث أن اقتحم مئات من رجال الكارتل شوارع المدينة في شاحنات محملة بالرشاشات العسكرية من عيار 50 ملم، وأمطروا مبانيها بالرصاص.
ثم أشعلوا النار في السيارات وأغلقوا ميادين التقاطع الرئيسية، وسيطروا على المباني الحكومية، وأغلقوا المطار، وداهموا سجن المدينة وهرَّبوا عشرات المسجونين منه.
أبدى رجال الكارتل عزمهم على استعادة لوبيز قبل تسليمه مهما كلف الأمر، وكشفوا معرفتهم بموقع المنزل الآمن الذي نُقل إليه، وهددوا بمواصلة قتل المدنيين حتى إطلاق سراحه.
استسلام الحكومة وإطلاق سراح أوفيديو غوزمان
وفي النهاية اضطرت الحكومة إلى الاستسلام بعد عدة ساعات، وأمرت جنودها بالكف عن القتال، وسلمت السلطات هاتفاً خلوياً لأوفيديو غوزمان، وطلبوا منه أن يأمر بوقف الهجوم على المدينة.
حتى إنّ الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، أكد وفقاً لوكالة رويترز، أنه أطلق سراح أوفيديو من أجل حماية المدنيين.
اعتقاله مجدداً في 2023
وفي يوم الخميس 5 يناير/كانون الثاني 2023، ألقت الحكومة المكسيكية مجدداً، القبض على أوفيديو جوزمان، الأمر الذي أطلق العنان لردّ فعل عنيف من جانب مسلحي العصابات التابعة له مجدداً، وهو ما تسبب في إغلاق مطار مدينة كولياكان، حيث طلبت السلطات من السكان البقاء في منازلهم.
وأظهرت مقاطع مصورة قتالاً عنيفاً خلال الليل في كولياكان، المدينة الرئيسية بولاية سينالوا شمالي المكسيك، حيث أضاءت نيران طائرات الهليكوبتر السماء.
وكان مطار المدينة هدفاً للعنف، إذ قالت شركة الطيران الحكومية إن إحدى طائراتها أُصيبت بنيران قبل رحلة مقررة إلى مكسيكو سيتي، وأضافت أنه لم يصَب أحد بأذى. وتم إغلاق المطار حتى ليل الخميس.
وقال وزير الدفاع المكسيكي، لويس كريسينسيو ساندوفال، الجمعة 6 يناير/كانون الثاني 2023، إنّ 19 ممّن يُشتبه في أنّهم أفراد عصابة إلى جانب عشرة من أفراد الأمن لقوا حتفهم خلال الأحداث المترافقة مع اعتقال أوفيديو غوزمان. وأضاف ساندوفال في مؤتمر صحفي، أنّ 21 اعتُقلوا خلال العمليات، لافتاً إلى عدم توافر أيّ تقارير تفيد بوقوع وفيات في صفوف المدنيين.
وكان حاكم ولاية سينالوا، روبن روتشا، قد أفاد في وقت سابق، بأن سبعة من أفراد قوات الأمن قد قُتلوا وأصيب 21 آخرون، إضافة إلى ثمانية مدنيين، فيما وقع 12 اشتباكاً مع قوات الأمن، و25 عملية نهب، وإحراق 250 مركبة واستخدامها لإغلاق الطرقات. أضاف روتشا: "نعتقد أنّنا سوف نكون قادرين غداً على العمل بشكل طبيعي"، موضحاً أنّه لم يبحث استدعاء تعزيزات أخرى من الجيش أو الحرس الوطني.