نظراً لأن الأحداث المناخية المتطرفة أصبحت أكثر شيوعًا بسبب تغير المناخ، فقد كان عام 2022 عاماً مليئاً بالكوارث الطبيعية، إذ واجهت العديد من الدول بينها دول عربية، موجة من الفيضانات والزلازل والانهيارات الطينية وموجات الجفاف التي شردت وأودت بحياة الآلاف من الناس.
أسوأ الكوارث الطبيعية التي ضربت العالم في 2022
من الفيضانات والانهيارات الطينية إلى الزلازل والحرائق، إليكم أسوأ الكوارث الطبيعية التي ضربت العالم في 2022.
فيضانات أفغانستان
كانت أفغانستان عرضة لأمطار غزيرة "غير موسمية" طوال شهر أغسطس/آب، بينما النتائج كارثية.
لقي ما لا يقل عن 182 أفغانياً مصرعهم في الفيضانات والانهيارات الأرضية التي أعقبت ذلك، وقد ناشدت قيادة البلاد، التي كانت لا تزال تعاني من زلزال قبل أقل من شهرين، المجتمع الدولي تقديم المزيد من المساعدة، وفقاً لما ذكرته مجلة U.S. News الأمريكية.
فيضانات باكستان
من يونيو/حزيران وحتى أكتوبر/تشرين الأول، جرفت الفيضانات التي حطمت الرقم القياسي من حيث مدة استمرارها آلاف المنازل وأودت بحياة ما لا يقل عن 1739 شخصاً في باكستان، وفقاً للتقديرات الرسمية.
فيما يقول المسؤولون المحليون إن مياه الفيضانات قد تستغرق ما يصل إلى 6 أشهر حتى تنحسر تماماً.
أما منظمة اليونيسف فقد أكدت في ديسمبر/كانون الأول، أنه لا يزال الملايين من الناس يتعرضون لمياه الفيضانات أو يعيشون بالقرب من المناطق التي غمرتها الفيضانات.
وأضافت أن العديد من العائلات تعيش في خيام مؤقتة على طول الطريق أو بالقرب من أنقاض منزلها، غالباً في العراء، بجوار المياه الراكدة والملوثة.
الانهيار الطيني في البرازيل
بعد شهرين فقط من بداية العام، أدت ثلاث ساعات من هطول أمطار غزيرة للغاية في 15 فبراير/شباط إلى أكثر من 250 انهياراً أرضياً، بما في ذلك الانهيارات الطينية التي تسببت في دمار شامل في بتروبوليس، وهي مدينة تم بناؤها على أحد التلال مثل العديد من الأحياء ذات الدخل المنخفض في البرازيل، ما أسفر عن مقتل 233 شخصاً على الأقل.
تقع بتروبوليس على بعد 70 ميلاً شمال شواطئ ريو دي جانيرو، وهي مقصد سياحي شهير، إذ كانت في السابق بلدة صيفية مفضلة لأباطرة البرازيل خلال الفترة الإمبراطورية للبلاد، وفقاً لما ذكره مركز Center for Disaster Philanthropy.
فيضانات سيلشار في ولاية آسام الهندية
كانت الفيضانات التي حدثت في ولاية آسام بالهند في 19 يونيو/حزيران بسبب ثقب في سد نهر باراك في بيثكوندي واحدة من أعنف الفيضانات في تاريخ البلاد، إذ أثرت على 5.4 مليون شخص يعيشون في 32 مقاطعة على مسار النهر، كما تسببت في وفاة 186 شخصاً.
وكانت بلدة سيلشار الواقعة على بعد كيلومتر واحد فقط من السد الأكثر تضرراً، حيث أصبحت 90% من المدينة تحت الماء.
في 2 يوليو/تموز ألقي القبض على رجل يدعى كابول خان لتسببه في ثقب السد الذي تسبب في الفيضانات، كما أنه قام بتسجيل مقطع فيديو لفعلته.
وبحلول 6 يوليو/تموز تم القبض على 3 أشخاص آخرين بسبب الفعل، فيما قال رئيس وزراء ولاية آسام "هيمانتا بيسوا سارما" إن الفيضان كان كارثة من صنع الإنسان وسيواجه المسؤولون عنها عقوبة قاسية.
فيضانات نيجيريا
لقي أكثر من 600 شخص مصرعهم ونزح نحو 1.3 مليون منذ يونيو الماضي، جراء أسوأ فيضانات تشهدها نيجيريا خلال موسم الأمطار في السنوات العشر الأخيرة.
وأثرت الفيضانات الناتجة عن الأمطار الغزيرة إضافة إلى سوء البنية التحتية على مساحات شاسعة في أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان.
فيضانات جنوب إفريقيا
في أوائل أبريل/نيسان، سقطت أمطار غزيرة على الكاب الشرقية بجنوب إفريقيا -بما في ذلك أجزاء من ديربان، ثالث أكبر مدينة في البلاد من حيث عدد السكان- ما تسبب في فيضانات وانهيارات أرضية، وقتل ما يقدر بنحو 461 شخصاً، وفقًا لمسؤولين حكوميين. بعد مرور أشهر على الكارثة، لا يزال أكثر من 70 في عداد المفقودين والآلاف بلا سكن دائم.
جفاف شرق إفريقيا
وعلى عكس الفيضانات التي ضربت غرب إفريقيا، فإنّ جزءاً كبيراً من شرق إفريقيا يعاني من "أسوأ جفاف منذ أكثر من أربعين عاماً"، وفقاً للأمم المتحدة، ما يعرض الملايين لخطر المجاعة.
تختلف الأرقام، لكن المسؤولين المحليين والدوليين يضعون عدد القتلى من الجوع فوق 200 في شمال شرق أوغندا وحدها، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام.
بينما تشير بعض التقديرات إلى أن الحصيلة الحالية للجفاف تصل إلى خسارة حياة شخص واحدة كل 36 ثانية.
أما المفوضية الأوروبية فتقول إنه مع انخفاض إنتاج المحاصيل إلى النصف في مناطق معينة، من المتوقع أن تستمر المستويات المرتفعة من سوء التغذية حتى عام 2023.
زلزال إندونيسيا
ضرب زلزال بلغت قوته 5.6 درجة على مقياس ريختر بلدة سيانجور في غرب إندونيسيا في 21 نوفمبر/تشرين الأول، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 334 شخصاً وفقاً لأحدث التقديرات.
ونظراً لموقعها في "حلقة النار" في المحيط الهادئ، حيث تنتشر التصادمات التكتونية ، فإن الزلازل متكررة في إندونيسيا.
الجفاف في الصومال
وكذلك الحال في الصومال، التي تعاني من أطول موجة جفاف منذ 40 عاماً وتهدد بحياة الكثيرين الذين يواجهون الجوع الحاد.
الزيادة الكبيرة في المساعدات الإنسانية من وكالات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي استجابة للأزمة حتى الآن حالت دون حدوث الأسوأ حتى الآن.
الجفاف في العراق
في واقعة هي الأشد منذ 92 عاماً، ضربت موجات الجفاف منطقة الأهوار جنوبي العراق، ما هدد الأراضي الزراعية والثروة الحيوانية والسمكية، جراء شح هطول مياه الأمطار وارتفاع درجات الحرارة.
وتعد منطقة الأهوار جنوبي العراق أكبر نظام بيئي من نوعه في الشرق الأوسط.
فيما أعلنت وزارة الموارد المائية أن البلاد تعيش في 2022 أسوأ سنوات جفاف منذ نحو 92 عاماً.
حرائق الغابات في الجزائر
وخلال الصيف الماضي بداية من يونيو/حزيران، شهدت الجزائر حرائق غابات كبيرة التهمت مئات الهكتارات خاصة في المنطقة الحدودية مع تونس، ما أسفر عن مقتل 37 شخصاً وإصابة 228 آخرين وفقدان العشرات، بالإضافة لاحتراق عشرات المنازل والغابات المثمرة.
وتمتد الغابات في الجزائر على مساحة 4.1 مليون هكتار، فيما يشهد شمال البلاد كل سنة حرائق من هذا النوع تتزايد بشدة بسبب التغيرات المناخية.
وحسب قانون العقوبات الجزائري فإن عقوبات المتورطين في حرائق الغابات تصل 30 سنة سجناً، وقد تصل السجن مدى الحياة في حال خلفت وفيات.
حرائق الغابات في تونس
في حين شهدت عدة محافظات في تونس، حرائق متعددة بدأت أغسطس/آب، وأدت إلى إتلاف بنحو 5900 هكتار من مساحة الغابات على امتداد المناطق الجبلية شمال شرقي البلاد.
فيضانات الدول العربية
شهر أغسطس/آب لم يكن رؤوفاً بحال الدول العربية، إذ اجتاح فيضان مفاجئ منطقة شلالات كان يقصدها زوار في الرستاق شمالي سلطنة عُمان، ما إلى إصابة العشرات وتدمير جزئي للبنى التحتية.
وقد ألحقت الفيضانات أضراراً بعدد من الخدمات الأساسية وممتلكات المواطنين بولاية مدحاء وقرية ليماء في محافظة خصب في ولاية مسندم، أقصى شمالي البلاد.
وخلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب أدت سيول تسببت بها أمطار غزيرة واستثنائية في العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظتي حجة ومأرب إلى مصرع 60 شخصاً وإصابة العشرات، وتدمير كلي وجزئي لمئات المنشآت.
وفي سبتمبر/أيلول بلغت حصيلة الفيضانات الناجمة عن السيول في السودان 112 قتيلاً ومئات الجرحى، فضلاً عن تدمير عشرات آلاف المنازل.
أما في شهر أكتوبر/تشرين الأول، فقد شهدت مناطق متفرقة من غرب الجزائر، فيضانات عنيفة أدت لوفاة ما يقرب من 10 أشخاص.