كشفت صحيفة The Telegraph البريطانية، في تقرير نشرته الخميس 8 ديسمبر/كانون الأول 2022، أن كثيراً من أولياء الأمور بسنغافورة بدأوا في إجبار أطفالهم الرضع على ارتداء ما يعرف بـ"خوذات تقويم الرأس"، والنوم بأفواه مغلقة باستخدام شريط لاصق، لتشكيل رؤوسهم على الهيئة "المرغوب فيها".
بدأ هذا الاتجاه في الصين، ثم انتشر إلى خارجها بعد أن أشاد كثير من "الأمهات الصينيات المؤثرات على وسائل التواصل الاجتماعي" بفوائد "خوذات تقويم الجمجمة" وغيرها من التدابير التجميلية المماثلة.
هوس في آسيا بمحاولة تقويم رؤوس الأطفال الرضع
يرى كثير من الآباء في الصين والبلدان المجاورة لها بآسيا، أن الشكل الوحيد المناسب لرأس الطفل هو الشكل المستدير، وهم مهووسون بالخوف من أن يكبر أطفالهم بـ"رؤوس مسطحة" غير جذابة الشكل.
قالت إحدى المؤثرات الصينيات على الإنترنت: "بدأنا اعتمار الخوذة في وقت متأخرٍ بعض الشيء، لكن ما زال لدينا بعض الوقت لإجراء التعديلات اللازمة. إذا كنت قلقة بشأن شكل رأس طفلك وهو لا يزال في سن صغيرة جداً، فسارعي واحصلي على الخوذة بقياس مخصص مجاني".
كذلك ولمَّا كان تشكيل الجمجمة على النحو المطلوب متعذراً إلا في السن الصغيرة جداً للطفل، فإن مقاطع الفيديو المنتشرة تقوم دعايتها على تخويف الناس من ضيق الوقت.
لكن لم يقتصر الأمر على ذلك، فقد استدعت الأمهات المؤثرات على وسائل التواصل الاجتماعي مخاوف بشأن تنفس الأطفال من الفم وليس الأنف أثناء النوم. وزعم بعضهم أن ذلك يجعل الأطفال أكثر عرضة لأن تكون وجوههم ذات هياكل طويلة وضيقة العرض وذات فك قليل البروز وذقن متقلص، ومن ثم ادعوا أن ذلك يمكن علاجه باستخدام شريط خاص يُبقي فم الطفل مغلقاً أثناء النوم.
شهادات "غريبة" لعائلات تحاول تقويم ملامح أطفالها
في مقطع فيديو ترويجي تحت قائمة "شريط تقويم إغلاق الفم" على موقع تسوق إلكتروني تايواني، تقول الدعاية: "إذا تبيَّن لك أن طفلك يتنفس من فمه، يجب أن تسارعي إلى تصحيح ذلك. فالفترة الذهبية لتطور الطفل هي في تلك السن الصغيرة، وإلا فلن يمكنك تقويم آثار التنفس الفموي بعد ذلك".
قالت إحدى الأمهات في لقاء مع مجلة Sixth Tone في شنغهاي، إن الطبيعة التنافسية للمجتمع الصيني تجعل الآباء يجتهدون لتقديم كل مزية ممكنة لأطفالهم، والتقويم التجميلي لشكل الطفل أحد وجوه ذلك، "فالآباء يرغبون في منح أطفالهم أفضل مستقبل ممكن".
في المقابل، فإن أطباء من الصين وتايوان وسنغافورة بدأوا في حثِّ الآباء على تجنب استخدام هذه الأدوات، ووصفوها بأنها لا داعي لها، بل إن بعضها خطير على الأطفال.
من جانبه قال الدكتور لويس تان، وهو ممارس عام في مركز "ستار ميد" الطبي التخصصي بسنغافورة: "إنه أمر محفوف بالمخاطر، لأن بعض الأطفال قد يتنفسون من خلال الفم، لأن لديهم مشكلات في الجيوب الأنفية تسد المجاري الهوائية في الأنف، ومن ثم فهم يحتاجون إلى التنفس من خلال الفم، ويجب ألا نمنع عنهم ذلك".