المستكة هي نوع من صمغ الأشجار الفريد من نوعه الذي يتم استخلاصه من شجرة تنمو في دول البحر الأبيض المتوسط. ولقرون طويلة، تم استخدام المستكة في الطب التقليدي والعلاج بالأعشاب في مختلف الثقافات، وذلك لقدرتها على تحسين الهضم وتعزيز صحة الفم والكبد وغير ذلك من المزايا الصحية، وذلك لأنها تحتوي على مضادات الأكسدة التي يقال إنها تدعم خصائصها العلاجية المتعددة.
يتم تحضير المستكة ضمن صناعات العقاقير والمكملات الغذائية، أو تستخدم بصورتها الأصلية؛ إما كحبوب أو مساحيق مطحونة أو حتى مستخلصات زيتية.
فوائد المستكة واستخداماتها
يستخدم الناس المستكة في الطهي لإضفاء مذاق عطري خفيف على الأطعمة المختلفة والحلويات، ومع ذلك يمكن لتناولها لأغراض صحية أن يحقق الكثير من الفوائد للجسم.
وعلى الرغم من أن الدراسات التي أجريت على فوائد المستكة محدودة إلى حد كبير، لكنها تبشر بمزايا عديدة باعتبار هذا النبات علاجاً فعّالاً لأمراض الجهاز الهضمي وصحة الجلد والفم. كما قد تكون آثاره المضادة للأكسدة مفيدة أيضاً لحالات مثل أمراض القلب والسرطان.
ومع ذلك، يحتاج الخبراء إلى مزيد من الدراسات البشرية واسعة النطاق على صمغ المستكة قبل أن يتم استخدامها لأغراض علاجية للأمراض الخطيرة.
فيما يلي بعض الاستخدامات والفوائد الصحية المحتملة للمستكة:
1- تعزيز صحة الأسنان
وجدت دراسة علمية عام 2007 أن مضغ المستكة قد يساعد في منع تسوس الأسنان وتلف اللثة والالتهابات. فبعد 15 دقيقة من تناولها في صورة علكة طبيعية، كان لدى الأشخاص الذين يمضغون المستكة مستويات أقل من بعض البكتيريا في أفواههم. وكانت مستويات البكتيريا أقل تماماً بعد 135 دقيقة.
كما وجدت دراسة أخرى، بحسب موقع Medical News Today للطب، أن أولئك الذين يمضغون العلكة لديهم مستويات أقل من بكتيريا الفم التي يمكن أن تؤدي إلى أمراض اللثة والالتهابات.
أولئك الذين يرغبون في استخدام المستكة لأسباب صحية يمكنهم مضغها لمدة 15 دقيقة على الأقل، لعدة مرات في اليوم، لتحقيق أفضل النتائج فيما يتعلق بصحة الفم واللثة والأسنان.
كما يمكن أيضاً إضافة قطرتين من زيت المستكة المركز إلى 50 مل من الماء واستخدامه كغسول للفم دون ابتلاع، ليساعد على تخفيف ألم الأسنان واللثة.
2- علاج مشاكل الجهاز الهضمي
تشير دراسات طبية متخصصة إلى أنه يمكن استخدام علكة المستكة لتخفيف آلام البطن والألم العام والالتهابات في الجسم بسبب مكوناته المضادة للأكسدة.
إذ قد يكون التأثير الإيجابي للصمغ على الهضم فعالاً بالتحديد بسبب مضادات الأكسدة والمركبات المضادة للالتهابات التي يحتوي عليها بكثافة.
ويمكن الاستفادة من هذه الميزات عن طريق تناول 250 ملغ من كبسولات صمغ المستكة الطبيعية 4 مرات في اليوم.
3- تعالج قرحة المعدة
وجدت دراسة صغيرة عام 2010 أن صمغ المستكة قد يقتل بكتيريا "الحلزونية البوابية" ويقضي على العدوى بها بعد مضغ العلكة لمدة أسبوعين.
وقد شهد المشاركون الذين تناولوا مضادات حيوية بالإضافة إلى علكة المستكة أعلى نسبة نجاح. والحلزونية البوابية هي بكتيريا الأمعاء المرتبطة بالقرحة في المعدة، إضافة لستة أنواع أخرى من البكتيريا المسببة للقرحة.
4- فوائد المستكة في تخفيف التهاب الأمعاء (IBD)
تشير الأبحاث وفقاً لموقع Healthline للصحة والطب إلى أن صمغ المستكة قد يساعد في تخفيف أعراض مرض كرون، وهو شكل شائع من مرض التهاب الأمعاء.
ففي إحدى الدراسات شهد الأشخاص الذين تناولوا علكة المستكة لمدة أربعة أسابيع انخفاضاً ملحوظاً في شدة أعراض الالتهاب لديهم. ووجد الباحثون أيضاً انخفاضاً في مستويات بروتين IL-6 والبروتين التفاعلي C، وهما من علامات الالتهاب في الجسم.
5- قد تساعد في خفض نسبة الكوليسترول
وجدت دراسة علمية أجريت عام 2016 أن العلكة يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على مستويات الكوليسترول في الدم؛ حيث لاحظ المشاركون الذين تناولوا المستكة لمدة 8 أسابيع انخفاض مستويات الكوليسترول الكلي لديهم عن أولئك الذين تناولوا دواءً وهمياً.
كذلك لوحظ أن الأشخاص الذين تناولوا المستكة شهدوا أيضاً انخفاضاً في مستويات السكر في الدم؛ إذ ترتبط مستويات الجلوكوز أحياناً بمستويات عالية من الكوليسترول في الجسم.
6- المستكة لعلاج مشكلة عسر الهضم
عسر الهضم هو الشعور بعدم الراحة أو الألم في الجزء العلوي الأوسط من المعدة. وهو عادة ما يكون مصحوباً بالانتفاخ وحرقة المعدة والغثيان والقيء وآلام المعدة الحارقة والمتقطعة والتقلّصات.
ويلفت موقع Style Craze للمنوعات إلى أنه من فوائد المستكة المشهورة أنها صمغ نباتي صحي وبديل عشبي معروف في الطب البديل كعلاج لهذه الحالة.
ولأن ما يقرب من 25% من إجمالي وزنها عبارة عن بوليمر، ففي البيئة الحمضية داخل المعدة يصبح الصمغ سائلاً، والذي يمكن أن يكون له تأثيرات واقية لخلايا المعدة الملتهبة والمضطربة.
كما تحتوي العلكة على أحماض ترايتيربينويد التي يمكن أن يكون لها تأثيرات مضادة للميكروبات ومضادات الأكسدة على هذه الخلايا أيضاً.
محاذير وآثار جانبية محتملة
بالرغم من أن المستكة مادة لطيفة بشكل عام ولا تحظى بآثار جانبية ملحوظة، لكن في بعض الحالات، قد تسبب الصداع واضطراب المعدة والدوخة لبعض الأشخاص.
ولتقليل الآثار الجانبية المحتملة، يمكن بدء استهلاك المستكة بجرعات محدودة للغاية، والانتظار لمعرفة ما إذا كان الجسم سيعاني من الحساسية أو المضاعفات بسببها.
كذلك يجب شراء المستكة من الشركات الموثوقة، واتباع تعليمات الجرعة الموصوفة على الملصق، والتحدث إلى الطبيب المتخصص إذا كان لديك أي أسئلة أو كنتِ حاملاً أو مرضعة.