أظهر تحليل لشركة "أدوبي أناليتكس" الأمريكية، أن إجمالي مبيعات "الجمعة السوداء" في أسواق الولايات المتحدة بلغ 9.12 مليار دولار، صعوداً من 6.6 مليار دولار في 2021، لكنه يبقى دون التوقعات في تسجيل مبيعات قياسية للعام 2022.
"أدوبي أناليتكس" أشارت في تقرير لها صدر السبت 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إلى أن التسوق عبر الإنترنت سجل زيادات متصاعدة على حساب التسوق القائم على زيارة المتاجر، منها 48% من المبيعات تمت من خلال الهواتف الذكية.
لدى "أدوبي أناليتكس" صلاحية دخول إلى بيانات 85% من أكبر 100 شركة للبيع بالتجزئة داخل السوق الأمريكية.
كانت متاجر التجزئة في السوق الأمريكية تترقب أعداداً كبيرة من المتسوقين، إلا أن الحركة الفعلية كانت أقل، لأسباب مرتبطة بدرجات الحرارة المتدنية في بعض الولايات الرئيسة.
كذلك، فإن أحد الأسباب الأخرى تمثل في ارتفاع أسعار السلع الأساسية والكمالية داخل السوق الأمريكية، إذ أعاد المستهلكون ترتيب أولوياتهم الإنفاقية بفعل ارتفاع الأسعار.
المتاجر كانت تترقب مبيعات قياسية هذا العام تتجاوز 10 مليارات دولار، مع استمرار سوق العمل القوية داخل البلاد.
من جانبها، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير لها، السبت 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أن الفقراء في الولايات المتحدة كانوا بعيدين عن أجواء "الجمعة السوداء"، بسبب ارتفاع الأسعار خلال العام الجاري.
إذ تسبب التضخم الذي وصل في يونيو/حزيران 2022، إلى 9.1% -أعلى مستوى منذ عام 1981- في نفاد مدخرات الفقراء، وسط زيادات حادة تشهدها أسعار السلع الرئيسة.
في الوقت ذاته، تتزامن "الجمعة السوداء" مع مباريات كأس العالم لكرة القدم في قطر، حيث يعكف ملايين الناس على متابعة النهائيات بترقب، وهو ما يمكن أن يكون سبباً إضافياً في ضعف الإقبال على صفقات تلك الجمعة، لا سيما مع مشاركة ويلز وإنجلترا وهولندا وبولندا في مباريات يوم الجمعة 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
يُشار إلى أن "الجمعة السوداء" أصبحت يوماً للتسوق حول العالم يحتفل به الأمريكان بعد عيد الشكر بيوم واحد، وتمتلئ المتاجر ومواقع الإنترنت التابعة لها بالعروض الترويجية التي يستفيد منها المتسوقون في موسم الأعياد.
تتمحور فكرة "الجمعة السوداء" حول تقديم عدد محدود من المنتجات بتخفيضات كبيرة جداً، ومن ثم ينتظر المشترون هذا اليوم للحصول على أشياء يرغبون فيها منذ فترة طويلة، وقد يضطرون إلى البقاء أمام المتجر المختار طوال الليل، منتظرين فتح أبوابه، وعادةً ما يتسبب هذا اليوم بحدوث عمليات تدافع وتشاجر في أنحاء مختلفة بالعالم.
هناك عدة روايات مختلفة حول سر تسمية "الجمعة السوداء"، أشهرها وأكثرها مصداقية هي أن ضباط الشرطة في ولاية فيلادلفيا كانوا أول من أطلقوا عبارة "الجمعة السوداء" على يوم الجمعة بعد عيد الشكر، وكان ذلك في خمسينيات القرن الماضي.
كان ضباط الشرطة يداومون في مناوبات طويلة تتجاوز 12 ساعة، بسبب زحام وتكدس المتسوقين في مراكز الولاية التجارية، ولم يحصلوا على أقساط كافية من الراحة في سبيل تنظيم هذه الحشود الضخمة من السياح والمتسوقين.