عاقب المالك الجديد لتويتر، الملياردير إيلون ماسك، مهندسين في الشركة بعدما انتقدوه علناً على الشبكات الاجتماعية، على الرغم من أنه أطلق على نفسه لقب "المناصر لحرية التعبير المطلقة"، ليُضاف هذا التصرف إلى مجموعة تصرفات أخرى لماسك أثارت جدلاً منذ استحواذه على تويتر.
وكالة Bloomberg الأمريكية، قالت الثلاثاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إنه في إحدى الحالات، أعلن ماسك عن طرد موظف في تغريدة، وفي حالة أخرى، قال موظف سابق إنه طُرِد بعد أن وبّخ ماسك صراحةً.
المهندس إيريك فرونهوفر، الذي عمل على تطوير تطبيق تويتر لاستخدامات نظام تشغيل أندرويد في الهواتف المحمولة، أعاد نشر إحدى تغريدات ماسك يوم الأحد 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، قائلاً إنَّ فهم ماسك للجزء التقني من تطبيق تويتر كان "خاطئاً".
رد ماسك طالباً من فرونهوفر أن يشرح بالتفصيل، قبل أن يكتب: "تويتر بطيء جداً على أندرويد. ماذا فعلت لإصلاح ذلك؟".
بعد محاولة شرح تفكيره في عدد من التغريدات، سأل مستخدم آخر فرونهوفر عن سبب عدم مشاركة تعليقاته مع رئيسه الجديد على انفراد، أجاب المهندس، الذي عمل في تويتر لأكثر من ثماني سنوات: "ربما يجب أن يطرح الأسئلة على انفراد، باستخدام برنامج Slack أو البريد الإلكتروني".
في صباح يوم الإثنين 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، كتب ماسك أنَّ فرونهوفر قد طُرِد، وأعاد فرونهوفر تغريد هذا المنشور، مع إضافة رمز تعبيري للتحية استخدمه العديد من الموظفين عندما سُرّحوا من عملهم في وقت سابق من هذا الشهر.
كذلك طُرِد مهندس آخر، وهو بن ليب، بعد انتقاد ماسك، وأعاد تغريد نفس المنشور الفني من ماسك، وكتب: "بصفتي المسؤول التقني السابق للبنية التحتية للجداول الزمنية في تويتر، يمكنني القول بثقة إنَّ هذا الرجل ليس لديه أية فكرة عمّا يتحدث".
ليب، الذي عمل في تويتر لمدة عشر سنوات، أكد في تصريح لوكالة Bloomberg أنه طُرِد يوم الأحد 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
ماسك قلبَ تويتر
ودخل موقع تويتر في حالة من الفوضى منذ تولى ماسك زمام الأمور في أواخر شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2022، ولا يزال العديد من العاملين مستائين لأنَّ ماسك طرد نصف موظفي الشركة الذين يزيد عددهم على 7000 موظف، بما في ذلك معظم كبار المديرين، في غضون أسبوع تقريباً من إتمام صفقة استحواذه بقيمة 44 مليار دولار.
إضافة لذلك، غيّر الملياردير بسرعة ثقافة الشركة، بينما لم يكن من المعتاد في السابق أن يتحدى الموظفون القيادة علناً في تويتر.
تحدث الموظفون غالباً عن اعتراضاتهم علناً عبر قنوات برنامج Slack الداخلية وعبر البريد الإلكتروني قبل ظهور ماسك، وفي بعض الأحيان ينشرون انتقادات أو مخاوف للشركة بأكملها.
يقول الموظفون الحاليون والسابقون إنَّ التغييرات التي أجراها ماسك أدت إلى نقص في التواصل الداخلي فيما يتعلق بمن هو المسؤول وما هي أولويات الشركة.
أدت هذه التحركات أيضاً إلى مخاوف من أنَّ موقع تويتر -مقره سان فرانسيسكو- عرضة لأعطال المنتجات أو الانقطاعات التقنية، وفي يوم الاثنين 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، نفذ تويتر تجميداً آخر للبرمجة، وأوقف تحديثات المنتج للتطبيق، دون إعطاء الموظفين سبباً واضحاً لذلك.
في قرار آخر مثير للجدل، قرر الملياردير الأمريكي ماسك، وقف وجبات الغداء المجانية للعاملين في المنصة لتوفير 13 مليون دولار، زاعماً أن الناس الذين يعدون الوجبات أكثر من الذين يأكلونها.
صحيفة The Telegraph البريطانية قالت، الإثنين 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن ماسك دخل في جدال مع مديرة تنفيذية سابقة في تويتر عن تكلفة فاتورة طعام الشركة.
في تغريدة له على تويتر، قال ماسك: "تويتر تنفق مليون دولار سنوياً على خدمة الطعام في مقر سان فرانسيسكو. وتظهر ملفات الشارات أن ذروة الحضور كانت 25%، ومتوسط الحضور أقل من 10%. ومن يعدون الوجبات أكثر من الذين يتناولونها. ولا يهتمون بتقديم الطعام لأنه لا يوجد أحد في المبنى".
كذلك قلّص ماسك الامتيازات للعاملين في الشبكة الاجتماعية، مثل إنهاء سياسة العمل من المنزل على مستوى الشركة، وإلزام الموظفين بالعمل من المكتب 40 ساعة على الأقل في الأسبوع.